يعتبر د.أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالازهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية من اهم علماء الحديث فى العصر الحديث على مستوى العالم الاسلامى وقد حصل مؤخرا على جائزة النيل فى العلوم الاجتماعية بعد اضافته للمكتبة العربية أكثر من 100 مؤلف ومع انقضاء نصف رمضان تحدث هاشم عن الأزهر والشهر الكريم وكيف يتم اغتنام هذا الشهر وإلى نص الحوار. ■ ما الذى يجب على المسلم الان وقد انقضى نصف رمضان؟ يجب ان يحرص المسلمون على هذا الشهر كما كان يحرص عليه رسول الله، فكان اذا اقبل ال 10 الأواخر من رمضان أحيا ليله وأيقظ أهله وجد وشد الناس، فشهر رمضان اوله بركة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار فيجب أن يحرص المسلمن على الإحسان فى مثل هذا الشهر ويغتنم ما تبقى من الشهر الكريم فلا يدرى لعله لا يدرك تلك الأيام مرة أخرى. ■ ما دور الأزهر كمنبر للدعوة والأعباء الواقعة عليه خاصة فى ظل الأحداث الأخيرة؟ لا شك أن للأزهر دورًا بالغ الاهمية عبر عصور التاريخ منذ الانشاء وإلى يومنا هذا.. إذ يقوم بالدعوة ونشر مبادئ الاسلام الصحيحة، وتعليم أبناء المسلمين من جميع أنحاء العالم، كذلك ايفاد المسلمين للتعليم من جميع أنحاء العالم، وهذه الرسالة يجب فى هذه الفترة ان تضاعف وان تكثف لما تواجهه الدعوة فى هذه الآونة من تحديات تستوجب على الناس جميعا وعلى الدوائر العلمية وعلى العلماء والدعاة أن يقوموا بدور وفى المقدمة الأزهر، والأزهر كان ولايزال يقوم بدوره ويكثف الجهود لتصحيح المسار والمفاهيم الخاطئة عن الاسلام.. سواء خارجيا بإرسال مبعوثين إلى دول العالم لتعليم الناس أمور دينهم أو استقبال طلاب من أكثر من 100 دولة فى مدينة البعوث الإسلامية، وهؤلاء يتعلمون صحيح الدين لنشره فى بلادهم وهؤلاء يكون منهم القيادات الدينية فى بلادهم. ■ إذا كان هذا فما تفسر ما حدث من طلاب الأزهر موخرًا بالجامعة؟ هذا خطأ وخروج عن العادة، والأمر أمام القضاء هو الذى سيفصل فى هذه المسألة، ولكن الواجب على أبناء الأزهر ان يكونوا نماذج فى احترام العلماء والأساتذة، كذلك يجب عليهم أن يكونوا قدوة لانهم هم النواة للمستقبل فيجب ان يكونوا قدوة فى احترام مصر والأزهر ونشر الامانه التى كلفوا بها والاستقرار والأمانة والبعد عن التهور والارهاب والعدوان وعدم التنازع، لأن الله قال «لا تنازعوا فتفشلوا فتذهب ريحكم» فأنصح بأن يتم احتواء الطلبة الذين هم فى الازهر لأن الذين قامو بهذة الافعال ليسوا جميعا أزهريين منهم من هم فى الأزهر ومنهم من هم من خارج الأزهر فيجب احتواؤهم وتوجيههم لأنهم لو كانوا من الأزهر فعلا وحفظوا كتاب الله وسنة رسوله لما فعلوا مثل هذه الأفعال ولحثهم ذلك ودفعهم ان يعيشوا فى امان واحترام الكبير والعلماء واحترام المؤسسة التى تقوم على تعليمهم. ■ بعد وقف القنوات الدينية ماذا عن قناة الازهر؟ نعم لا توجد قنوات دينية الان اطلاقا ولكن الأزهر يعتزم اطلاق قناة خاصة به قريبا لينشر الدين الوسطى من خلال قناة فضائية تعبر عنه. ■ لكن ما زال هناك من يرى ان علماء الازهر لا يمثلون ما يطلبه رجل الشارع؟ هناك من ينصبون أنفسهم أولياء على شرع الله فى الارض وهؤلاء ليسوا ذوى صفة شرعية ليقوموا بهذه الاعمال، لان المنوط به فعل ذلك هم اولو الامر، ■ يقولون ان هذه الجماعات والاختلافات ظهرت لتراجع دور الأزهر واهتمام بعض قياداته بأولياء الله الصالحين والأضرحة؟ كل ما يحدث من معاداة لأولياء الله الصالحين، والمناداة بهدم الاضرحة، وحرق الكنائس لإيراد من ورائه الدفاع عن الإسلام، بل يراد من وراء ذلك أشعال الفتنة وإحداث عنف طائفى بين المسلمين والمسلمين وبين المسلمين والمسيحيين، وهؤلاء لا يرد عليهم.. والأزهر سيعود للقيادة ونشر الدين الوسطى وصحيح الدين وليس ما يزعمه هؤلاء.. ■ كيف ترى دور الإعلام؟ الاعلام المصرى ساهم بشكل كبير فى نشر الافكار الخاطئة.. وأعتبره العامل الاول فى الترويج لهؤلاء المشايخ غير المؤهلين، وأعتب على التليفزيون الحكومى الذى ظل طوال النظام السابق يعتمد على الاهواء الشخصية فى اختيار قياداته، فتوقف إذاعة برنامج الشيخ الشعراوى خلال السنوات الماضية أعتبره جريمة كبرى يجب محاسبة المسئول عنها، بالاضافة الى برنامجى حديث الروح وندوة الرأي، حيث كانت تتصدى هذه البرامج للأخطاء وتقدم صحيح الدين، وتصحح المفاهيم الخاطئة لدى الناس، وكانت رسالتها إنقاذ المسلمين من أفكار مشايخ الفضائيات الهدامة. ■ لكن أين دورك وأنت كنت رئيس اللجنة الدينة بمجلس الشعب؟ عملت فى التليفزيون المصرى ولم أتقاض مليما واحدا.. وكانت تمارس ضغوط شديدة علينا لتوصيل رسالتنا.. كما أن اختيار الدعاة كان يتم وفقا لأهواء شخصية. ■ هذا يدفعنا الى التساؤل حول المخرج من هذه الأزمة من وجهة نظر فضيلتك؟ نحن فى حاجة الى ان تجتمع القوى التى تمثل العلماء الحقيقيين لتكون مرجعيتهم حاكمة على الشارع المصرى، لأنه أولا واخيرا علماء الأزهر هم سفينة النجاة، وحتى لا يستقى المواطنون معلوماتهم من القنوات الفضائية، لأن مشايخ الفضائيات مجتهدون ولا يجب الاعتماد عليهم فى الأمور الكبيرة والمعقدة ■ كيف ترى خوض رجال الدين للمعارك السياسية؟ دخول رجال الدين فى المعارك السياسية من أجل تعديل المسار من أجل بيان الحق من الباطل بيان الصواب وتمييزه عن الخطأ فهذا ممكن، ولكن غير المقبول ان ينخرطوا فى العمل السياسى الذى ينتمى الى التعصب والعنصرية وتمييز طبقة على أخرى لان المفروض أن عالم الدين للجميع. ■ حكم الشرع فى الفتيات اللاتى يرتدين الحجاب فى شهر رمضان فقط؟ لا يجوز لأن الحجاب فريضة فى شهر رمضان وغير رمضان ولكن إذا كانت البداية به فى شهر رمضان واستمروا بعد رمضان فربما يكون ذلك خير.