خرجت وقادت واستعادت وحلمت وابتهجت وملأت مصر كلها أفراحًا وسعادة غامرة فى أيام الانتخابات الثلاثة لتثبت أنها قاطرة التقدم الجديدة فى هذا الوطن وأنها عطر الأمل والحلم بغد مشرق .. لم يكن الأمر مجرد خروج للتصويت وكتابة سطور جديدة فى تاريخ الوطنية المصرية بقلم المرأة المصرية بل كان كرنفالًا وعرساً ديمقراطيًا كبيرًا .. هتاف وأغان ورقص وزغاريد تلعلع وتصل إلى عنان السماء وتنثر حبوب لقاح البهجة فى الجو من حولنا .. والله وعملوها الستات. ملأت بصوتها وضحكتها وفرحتها شوارع مصر بمختلف محافظاتها منذ الساعات الأولى من صباح أيام الانتخابات الرئاسية الثلاثة لتعطى كعادتها فى مثل تلك المواقف العصيبة من عمر الوطن درسًا رائعًا وعظيمًا فى المشاركة السياسية.. إنها المرأة المصرية العظيمة التى ضربت أمثلة رائعة فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو واستفتاء يناير 2014 لتثبت للجميع أن صوتها ثورة، قادر على أن يغير الوطن لمستقبل أفضل. فهى التى حملت الأعلام المصرية أمام أبواب اللجان الانتخابية منذ الصباح ووقفت فى طوابير طويلة تمتد لعدة أمتار على أرصفة الشارع غير ابهة بحرارة الجو .. هى التى ملأت الشوارع بالزغاريد تارة والهتافات المؤيدة لمصر تارة أخرى بعيدًا عن محاولات تعكير العرس الديمقراطى.. حملت معها صورًا للمرشح الأوفر حظًا عبد الفتاح السيسى.. وما بين أغنيتى «بشرة خير» و«تسلم الأيادى» رددت السيدات الكلمات الرنانة التى تخرج من القلب حقا وصفقن وتمايل بعضهن على أنغام هاتين الأغنيتين فى جو ملء بكل معانى الوطنية والحماس وحب الوطن والفخر والاعتزاز بجيش مصر العظيم.. نورا وميساء وفاطمة وسلوى وهدى وغيرهن..سيدات يجلسن على دكك فى انتظار دورهن للانتخاب ولسان حالهن يقول: «جئنا لندلى بصوتنا لأنه مؤثر ولا يوجد أحد يستطيع أن يؤثر علينا .. جئنا بإرادتنا الحرة دون مقابل مادى أو زيت وسكر.. فنحن نؤثر على الجميع بمشاركتنا من أجل مصر ومن أجل خارطة الطريق. طوابير طويلة تقف خلالها النساء بجميع فئاتهن العمرية.. فتيات وكبار فى السن.. آنسات ومتزوجات..ربات بيوت وعاملات.. بمفردهن أو بصحبة عائلاتهن وأصدقائهن وجارتهن.. بلا كلل أو ملل لديهن هدف واحد ورغبة واحدة هو الوصول للصندوق والإدلاء بصوتهن فى انتخابات الرئاسة التى تحولت إلى عرس ديمقراطى بكل ما تحمله الكلمة من معني.. فالزغاريد لم تنقطع طوال فترة التصويت التى بدأت من التاسعة صباحا وحتى التاسعة مساء، وعندما تنتهى سيدة من زغرودة ترد عليها سيدة أخرى بزغرودة أطول.. وتقول حسنية متولى سيدة مسنة تحمل علم مصر وتجلس على كرسى متحرك « انا انتخبت السيسى علشان هيعالجنى ويجيبلى حقى من البلد ، هو هينقذ مصر وهينجح بأذن الله « .. هكذا قالتها السيدة حسبة بزغرودة هزت اللجنة ، وأضافت هبة الله على الفتاة العشرينية أنها سعيدة برؤية مصر تتقدم قائلة: « يارب السيسى يهتم بالمرأة المصرية ويعيد لها حقوقها التى أهدرت فى الماضى وحقها الاجتماعى والسياسى والصحى والاقتصادى وأن يكون لها دور مهم فى الحياة السياسية المقبلة بعيدًا عن تزعم الرجال أغلب المناصب السياسية، مضيفة أن المرأة المصرية هى التى كان لها دور مهم فى الانتخابات الرئاسية وتحديد مصير مصر المقبل معبرة عن سعادتها بحملها صورة السيسى ورسم صورتها بجانبه. وتشير السيدة أمانى عادل موظفة فى سن الأربعين إلى سعادتها بإقبال عدد كبير من النساء ووقوفهن أمام اللجان ومشاركتهن بشكل كبير فى العملية الانتخابية قائلة: «المرأة المصرية أصبح لها دور مهم فى الحياة السياسية والتشكيلة الانتخابية التى تمت حتى الآن على خير ، حيث سارت العملية الانتخابية بأمان وعدم تعكير هذا العرس الذى فرح قلوب جميع المصريين وكأنه عيد للمصريين ، مشيرة إلى أن الشوارع اصبحت مليئة بالنساء والزغاريد وأعلام مصر وصور المرشحين وسوف تشهد مصر قريبا حياة جديدة ومرحلة متقدمة ليس لها مثيل. وتعبر السيدة سعدية محمد عن فرحتها الشديدة بنزولها الشارع المصرى ووقوفها فى طابور العملية الانتخابية ومشاركتها فى الانتخابات برفع الأعلام وغنائها داخل اللجنة وخارجها وبكاء بعضهن من كثرة الفرحة ورفع صور المرشحين السيسى وصباحى وتسابق البعض على اللجان الانتخابية ومرور العملية بأمان وحذر ، مضيفة ان الجيش المصرى والشرطة كانا لهما دور كبير فى تغطية العملية الانتخابية والتصدى لأى عمليات إرهابية قد تحدث خلال الانتخابات ووقوفهم بجانب الشعب المصرى فى اللجان والتصوير معهم فكل هذا يدل على حب الشعب لجيشه والعكس أيضًا. عصائر وكانزات وورود قامت بعض السيدات بتوزيعها على أفراد الجيش الذين يؤمنون اللجان ويرون أن هذا أقل ما يمكن تقديمه لهؤلاء الرجال الشرفاء الذين هم بحق خير أجناد الأرض، إلا أن أم صفاء «45 عاما» تقول ليس لدى أموال كافية لشراء مثل هذه الأشياء لهؤلاء الرجال الشرفاء لكنى أملك دعوة إلى الله أدعوه بها يوميا أن يحميهم وينصرهم ويحمى مصر من كل عدو بالداخل كان أم بالخارج.