لليوم الثالث علي التوالي واصلت قوات التحالف الدولي قصف أهداف عسكرية في طرابلس ودمرت مركز القيادة والتحكم في مقر العقيد معمر القذافي بباب العزيزية، وذلك في وقت أعلنت واشنطن فيه أنها ستتخلي عن قيادة العمليات في ليبيا لآخرين في غضون أيام. وذكرت وكالات الأنباء أن مقر القذافي في باب العزيزية أصيب بصاروخي كروز وأن أجزاء منه دمرت، فيما أكدت قوات التحالف أن مركز القيادة والتحكم في المقر دمر أيضًا. وخلافًا لتصريحات أمريكية أعلن وزير دفاع بريطانيا وليام فوكس أن الزعيم الليبي قد يكون هدفًا شرعيًا للحملة العسكرية الدولية علي طرابلس. وفي الوقت الذي تم فيه، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، تشييع جثامين ضحايا القصف الذين بلغ عددهم نحو 150 مدنيًا وعسكريًا سقطوا في 20 موقعًا طالها القصف من قبل قوات التحالف أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن مقاتلاتها امتنعت عن قصف أحد الأهداف في ليبيا تفاديًا لإصابة مدنيين بعد ورود معلومات عن تواجدهم في المنطقة. في الوقت ذاته أدي تواصل القصف إلي تراجع القوات الموالية للقذافي، التي شنت السبت الماضي هجومًا علي مدينة بنغازي، حتي مدينة اجدابيا في حين أكد الثوار اعتزامهم دخول اجدابيا مجددًا. وفيما نفي جيرزي بوزيك رئيس البرلمان الأوروبي أن هناك خططا لإرسال قوات برية إلي ليبيا أكد وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أن بلاده ترفض أن تتحول العملية العسكرية في ليبيا إلي «حرب»، وأوضح أن بلاده تريد التحقق من مطابقة أولي عمليات القصف لقرار الأممالمتحدة. وفي حين أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» أن قرارات الدفاع الجوي الليبي أصيبت بأضرار كبيرة جراء الضربات التي وجهها التحالف الدولي، أتاح فرض منطقة حظر جوي «في شكل فعلي»، وبينما أكدت عدم وجود أي مؤشرات نشاط من قبل القوات الجوية الليبية، حيث توقفت الرادارات بحيث باتت تقتصر علي محيط طرابلس وسرت مسقط رأس القذافي. أكد وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس أن بلاده لن يكون لها دور بارز في الائتلاف الذي سيفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا، وستسلم قيادة العمليات العسكرية في ليبيا لآخرين قريبًا. إلي ذلك دعا القذافي القبائل الليبية إلي تنظيم مسيرة من كل أنحاء ليبيا في اتجاه بنغازي معقل الثورة التي انطلقت قبل شهر ضد نظامه، يحمل المشاركون فيها «أغصان الزيتون» لحل الأزمة الراهنة سلميًا.. واعدًا بالإفراج عن ثوار من أبناء بنغازي اعتقلتهم الكتائب الأمنية التابعة له. في غضون ذلك أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الإيطالية أن بلاده جمدت ما بين ستة وسبعة مليارات يورو من الأرصدة العادة إلي القذافي أو كيانات ليبية تطبيقًا لقرار مجلس الأمن الدولي. وتساءلت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية حول الأسباب وراء ما اعتبرته غموضا في الدور الأمريكي بشأن ليبيا، وأوضحت الصحيفة أن اختيار قاعدة «أفريكوم» الأمريكية في شتوتجارت كمقر لتنسيق العمليات العسكرية، بالإضافة إلي إطلاق المئات من صواريخ توماهوك من السفن الأمريكية لإفشال النظام الليبي المضاد للطائرات، تبين أن الولاياتالمتحدة موجودة بالفعل في الصفوف الأولي علي خط المواجهة في الحرب حتي إن كان استمرار زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما العائلية لإحدي المناطق الفقيرة في البرازيل يؤكد العكس. وأدت محاولات الإدارة الأمريكية لتوضيح دورها الفعلي في ليبيا إلي المزيد من الغموض بعد أن تحدثت عن «دورها القيادي» وفي الوقت نفسه رغبتها في إفساح المجال للحلفاء الفرنسيين والبريطانيين وباقي أعضاء التحالف.