صدر حديثا عن المركز القومي للترجمة الإصدار المترجم للعربية لكتاب "صناعة الأخبار العربية" للكاتبة نهي ميللر وترجمته حنان عبد الرحمن، والكتاب يتناول الجدل الدائر حاليا عن الآليات التي تمكن وسائل الإعلام الرسمية من تبني خطاب إعلامي جديد يقوم علي أسس مهنية واضحة. تقارن ميللر في كتابها بين أداء الفضائيات العربية والأوربية وأوجه الشبه والاختلاف من حيث الميزانيات، التقنيات، التدريب، وثقافة فرق العمل ولغتهم في تغطيتها لحرب الخليج والعراق. يدرس الجزء الأول من الكتاب المنطقة العربية وأوجه التشابه والاختلاف بين مجتمعاتها، وإشارة إلي تاريخ صناعة الأخبار العربية، والصحافة وقيم الأخبار فيها ويدرس الجزء الثاني أدبيات الاخبار، ولغة كتابتها فيما يسمي ب" الفصحي المعاصرة. وتشير الكاتبة إلي وجود مشكلة "الوظيفتين المتعارضتين"، فمن جانب جذبت البرامج الترفيهية والثقافية المشاهد العربي لقبول التنوع الثقافي والقومي بمشاهدة الدراما والموسيقي والبرامج التي تقدم بلغات عامية، ومن جانب آخر جذبت الأخبار المشاهد لديها باستخدام شفرة لغوية معينة وهي (اللغة العربية المعاصرة) لتعيد تأكيد اللغة الرسمية باعتبارها مكونا لا غني عنه للقومية العربية. ويناقش الكتاب كذلك التقارب في قيم الأخبار بين العالم العربي والميديا الأمريكية، الذي يبدو في تبني بعض القيم الإخبارية والفورية في إذاعة الخبر والتقارير الحية علي الهواء، والاستخدام واسع النطاق للصحفيين أنفسهم باعتبارهم مصادر جيدة . يذكر أن ميللر من أصل مصري وتعيش في أوربا وتعمل أستاذة للإعلام العربي في معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة كوبنجاهن، كما تقوم بكتابة مقالات وأبحاث تهتم بمجال الإعلام العربي وتبحث عن مدي تأثير التطور الكبير في هذا المجال علي واقع الإنسان العربي.