أجلس كل يوم هنا في لندن أمام التليفزيون وأشاهد أقزاما تشب علي أصابع أرجلها حتي تبدو أطول قامة من حقيقتها وتدعي البطولة والوطنية والزعامة والريادة في انتفاضة الحرية، لا أستطيع أن أصدق عيني، ها هو سعادة الاستاذ الدكتور يقف علي منصة في التحرير علي الرغم من أن نقضه لحكم السجن عليه لجرائم مزرية لم يتم النظر فيه بعد ولا أكاد أتدارك نفسي من المنظر المقزز إلا وأري منظرًا أشد منه تقززا حيث يحاور نجم النجوم التليفزيونية في أحد برامجه اليومية معاليه سابقاً والحائز علي جائزة الجوائز لاحقا عن أعمال مقاومته للديكتاتورية غير اللائقة، وأخيراً أري أخاه مرفوع علي الأعناق يطاف به كما لو كان أحد الحجاج إلي بيت الله الحرام. هذا كله ليس بالغريب فهي حرفة حقيقية منذ زمن بعيد وهي حرفة صناعة الأبطال إعلامياً ولكن في هذه اللحظة لا يسعني إلا أن أتذكر كلمات يوليوس قيصر «حتي أنت يابروتس»، الإنسان الذي لا يعرف الوفاء هو في نظري لا يستحق أن يسمي إنسانا، أرجوك «يابروتس» لا تنزعج أنا لم أذكر اسمك ولن أذكره. أنا لم أذكر أسماء العشرات بل المئات من أمثالك ولن أذكرهم، ليس خوفاً منك ومن أمثالك، ليس خوفاً من إعلامك وصبيانك، الحقيقة أنت وأمثالك لن يكون لهم دور في هذا البلد، أنت وأمثالك لا تفهمون معني كلمة «مصر» هذه الكلمة تعني أولا وقبل كل شيء الوفاء لحضارة هي أقدم حضارة علي وجه الأرض هذه الكلمة تعني الحب والتفاني لأجمل شعب في تاريخ الإنسانية هذه الكلمة تعني الشرف والاستقلال من التبعية حتي لأمريكا الغنية، ولا تحزن «يابروتس» لأني أحتقرك بل احزن لأنك تحتقر نفسك، أنت تعلم جيداً أنك كنت من أسابيع قليلة خادماً وها أنت الآن أصبحت خائناً ومن خادم لخائن ياقلبي لا تحزن. علي كل حال أيامك معدودة الآن يابروتس وربما الأحذية التي ألقيت من شباب التحرير في وجهك عندما حاولت سرقة ثورتهم لصالح سيدك من بلاد العم السام وليالي الأنس في فيينا ربما كانت هذه الأحذية غير كافية أنت تظن أن الإعلام المأجور سوف يحميك ولكنك مخطئ يابروتس، مصر بكاملها تعلم حقيقتك وأخلاقك وعبوديتك للدولار، لقد سمعت بأذني وعن غير قصد عندما كان أحد أسيادك يقول أنه يشعر بأمان فقط لأنه حماية أمريكية من السفارة المعنية. أما أنت يابروتس فليس لك أي وزن ولا حتي عند هذه السفارة الأمنية، لقد طالت المقالة بدون داع لأن الكل يعرف تماماً من هو بروتس وليس هناك أي فائدة من الاسترسال. بروتس هو كل حقير يأكل علي جميع الموائد ويتلون بجميع الألوان كالحرباء ويعرض نفسه للانتخاب كما تعرض غواني أوروبا أنفسهن في الشوارع المتخصصة في هامبورج وباريس. الأجدي ببروتس أن يرشح نفسه في فيينا أو كاليفورنيا لأنه ليس مصرياً ولا عربياً وباختصار ليس منا.