كتبت- رانيا هلال صدر كتاب «ساخرون وثوار: دراسات علاماتية وثقافية فى الإعلام العربي» للدكتور محمد حسام الدين إسماعيل، عن دار «العربى» للنشر والتوزيع. الكتاب يتعرض لأفكار بعض الفلاسفة المعاصرين الذين يتحدثون عن استحالة النظرة إلى حياة الإنسان فى مطلع القرن الحادى والعشرين نظرة جادة، بعد أن تغيرت طبيعة العلاقات بين الأفراد من جهة، وبين الفرد والنظم والمؤسسات الاجتماعية من حوله من جهة أخرى، لتصبح علاقات تتفاوت نسب أجزاء بعضها إلى بعض إلى حد التشوه الذى يثير الضحك والسخرية بقدر ما يدفع إلى التفكير والتأمل الجاد العميق، ولدرجة تسمية عصرنا ب(عصر المفارقة). ويشتمل هذا الكتاب على دراسات ثلاث: الأولى تتناول (علاقة استخدام السخرية فى الأعمدة الصحفية بالمقاومة السياسية) مطبقة على الكاتبين الساخرين: أحمد رجب وجلال عامر فى جريدتى الأخبار (وهى جريدة قومية مصرية) والبديل (وهى جريدة يسارية مصرية خاصة) تعرضت لتضييق السلطات المصرية بحجب الإعلانات عنها حتى أغلقت أبوابها فى منتصف عام 2009، ولكنها عادت كصحيفة إلكترونية منذ أكتوبر 2010. والدراسة تقدم تحليلا أسلوبياً لتكنيكات أو طرائق السخرية من تورية ومفارقة وتقليد ضاحك ومبالغة وعبث. والسخرية المقصودة فى هذه الدراسة سياسية وموجهة نحو القهر السياسى والاجتماعى فى حدها الأعلى أو القصورات والمثالب السياسية والاجتماعية فى حدها الأدنى، وهى تشجع على التأمل النقدى فى حال المجتمع وفى كيفية تحسينه وتطويره وهى بهذا المعنى لها وظيفة تحررية. والثانية عن (رجال الأعمال فى خطاب الكاريكاتير: دراسة علاماتية وثقافية للصحف اليومية المصرية)، وهى دراسة حديثة تقدم تحليلاً علاماتياً (سيميولوجياً أو سيمائياً فى بعض الترجمات) وثقافياً للرسوم الكاريكاتورية المتعرضة لنقد ممارسات رجال الأعمال المصريين مستقصية طيف الصحافة المصرية من صحف قومية وحزبية وخاصة. وتتناول الدراسة صورة رجال الأعمال مطبقة مفاهيم الدراسات السيميولوجية أو العلاماتية على الصحف المصرية لتنتج تحليلا للأفكار المتواترة وكذا تحليلات نماذجية وتكوينية واستعارية للكاريكاتير المنشور فى هذه الصحف. وكذلك تبحث فى كيفية تمثيل خطاب الكاريكاتير للمتحكمين فى هذه الوسائل والمستفيدين منها على حد سواء، من السلطات السياسية والجماهير. ويطمح هذا الكتاب إلى تقديم نماذج فى مجال الإعلام للقارئ العربي، وهى المداخل التى تعد الأحدث والأعمق بين مداخل بحوث الإعلام. عندما ارتفع السوط الأول فى وجه الإنسان (السوط الاجتماعى أو السياسى أو الاقتصادى أو الديني) ولدت السخرية وولدت المقاومة بالضحكة ومن ثم كان الانتصار للضاحكين.