قرأت ما كتبه عبد الله كمال (رئيس تحرير روزاليوسف) بالأمس تحت عنوان (نعم.. ما زلت حياً).. في إشارة إلي أنه لا يزال يكتب.. وسيظل يكتب.. والكتابة.. مجالاتها كثيرة ومتنوعة. وأود في هذا المقال أن أكتب للمرة الأولي هذا المقال بالكامل عن صديقي "عبد الله كمال".. التزاماً بصداقة أعتز بها.. وشهادة حق لسنوات عرفته فيها. عرفت عبد الله كمال شخصياً في عهد الأستاذ محمد عبد المنعم (رئيس تحرير روز اليوسف السابق)، وبدأت علاقتنا تتوطد من خلال الكتابة في مجلة "روز اليوسف". وعندما تولي رئاسة التحرير ظل الحال كما هو عليه إلي أن اتفق معي علي كتابة مقال أسبوعي لجريدة "روزاليوسف" منذ عددها الأول. ثم تطور الأمر بعد أن طلب مني أن أكتب مقالاً يومياً أو بلغة الصحافة عموداً يومياً. أذكر هنا العديد من المواقف التي حدثت بيننا منذ أن بدأت كتابة المقال اليومي.. ومنها: - لم يمنع لي أي عمود.. سوي عمود واحد فقط.. لارتباطه بالقوات المسلحة. - أحياناً.. كنت أتصل به.. لتدقيق معلومة تتداول فيما يتعلق بسياسة أحد الوزراء أو أدائه.. وكان دائماً ما يجيب بدقة أو ينصحني بتوجيه سؤالي لأشخاص محددة أو ينصحني بسؤال الوزير نفسه. - كثيراً ما نشرت بمجلة وجريدة "روز اليوسف" بوجه خاص مقالات.. لم يكن بمقدوري نشرها بأي مكان آخر.. خاصة تلك المقالات النقدية للواء حبيب العادلي (وزير الداخلية الأسبق). وأذكر لعبد الله كمال دفاعه عني في مواجهة انتقاد وزارة الداخلية لما كتبته علي أدائها. ومساندتي لما كان يمكن أن يحدث لي من بطشها. - دعمني عبد الله كمال في نشر أكثر من مقال.. ينتقد الأحكام القضائية التي كنت أري أنها ضد منظومة المواطنة المصرية.. في وقت كان هناك تحذير من الاقتراب والتعليق علي الأحكام القضائية. وكثيراً ما كتبت انتقادات لمحافظين ووزراء.. بدون أي تحفظات. - كثيراً ما طلب مني أصدقاء ومعارف أن أتوسط لهم عند عبد الله كمال.. لمساعدتهم في بعض الأمور علي غرار نقل من مكان إلي مكان، أو تأشيرة وزير أو مسئول تنفيذي.. وأذكر أن عبد الله كمال كثيراً ما كان يساعدني في تحقيق هذه المساعدات بدون أن يعرف أصحابها.. طالما كان يستطيع. - أذكر أنه في العديد من برامج التوك شو.. كان الكثير ممن هم نجوم الفضائيات الآن.. يتصلون به للحصول علي معلومات وإجابات لأسئلة لا يعرفون عنها شيئاً.. فضلاً عن مشاهدتي للبعض ممن هم أصحاب مناصب الآن يتوددون إليه.. رغم انتقاده لأدائهم. أحسب لعبد الله كمال.. أنه لم يتحول مثل الكثيرين الآن.. وأنه ظل علي موقفه باحترام شديد.. بدون المزايدة علي ما سبق، وبدون (المداهنة) لما هو قائم أو قادم. أعلم جيداً أنه لكل منا قناعاته وتوجهاته.. وهو اختلاف لا يمنع وجود آراء متباينة.. يرفضها البعض الآن أو يحرمها وكأنها غير موجودة.. رغم أن حقيقة الأمر تؤكد أنها موجودة.