فى نهاية عام 2013 وبعد أن سبق وقدمنا حصاد المسرح خلال هذا العام الأسبوع الماضى دون ذكر حصاد مركز الهناجر للفنون وكان مقصودا، حيث رأينا بدلا من تناول المكان بطريقة تقليدية أن نتناوله بشكل أكثر دقة واختلاف مع نهاية العام خاصة أن هذا المسرح يستحق أن تخصص له مساحة بمفرده، نظرا لما سبق وقدمه الهناجر من مواهب مسر حية وفنية سواء على مستوى التمثيل أو الإخراج المسرحى ويرجع الفضل دائما للخصوصية الشديدة التى تمتع بها مسرح الهناجر فى عروضه على مدار ال20 سنة الماضية للدكتورة هدى وصفى التى تولت رئاسته منذ يوم افتتاحه وحتى بداية عام 2012. افتتح مركز الهناجر للفنون عام 1992 وأسندت رئاسته للدكتورة هدى وصفى التى لم تكتف بالاعتماد على الإنتاج المسرحى فقط، بل أقامت به مشروعا مسرحيا فى غاية الأهمية وهو مشروع الورش المسرحية ومن خلال هذا المشروع استطاعت وصفى أن تستقطب عددا غير قليل من مخرجى المسرح بالعالم العربى، حتى إن هذا المشروع أصبح مادة خصبة للدراسة والبحث حيث تناولته بالذكر الباحثة سعداء الدعاس فى دراستها لنيل درجة البكالوريوس بدولة الكويت «الورش المسرحية بالوطن العربي» وذكرت الدعاس فى هذه الدراسة معلومات مهمة عن الورش التى كان يستضيفها المسرح على مدار السنوات الماضية وجاء بها..«استقطب المركز العديد من المبدعين للاستفادة من خبراتهم الطليعية فى إعداد ورش مسرحية متعددة من أهمها ورشة المخرج البولندى جوزيف شاينا بالتعاون مع المخرج المصرى هناء عبدالفتاح، قدما من خلالها مسرحية «بقايا ذاكرة»، ورشة المخرجة الألمانية أيوس شوبول مع المخرج العراقى عونى كرومي، قدما من خلالها مسرحية «الساعة التى لم نتعارف فيها»، ورشة المخرج العراقى جواد الأسدي، وقدم من خلالها مسرحية «شباك أوفيليا» عن مسرحية «هاملت» وقد تميزت ورش الهناجر باهتمامها بعنصر من عناصر العرض المسرحي، فنجد مثلاً: ورشة سينوغرافيا، وأخرى للتمثيل وورشة أخرى اهتمت بعنصرى الإضاءة والصوت للفنيين العاملين بالمركز، مما سبق نجد أن مفهوم الورشة المسرحية متحقق لدى مركز الهناجر، بل إنها تتميز بتنوع العناصر التى تتناولها الورش بتنوع القائمين عليها»، وذكرت الدراسة أيضا اهم المخرجين الذين أتوا للتدريس بهذا المكان منهم جون ميشيل، باسكال ليتلييه، بروبير من فرنسا، جوزيف شاينا، يانوش سوسنوفكي، من بولندا، أولجاى من تركيا، أيوس شوبول من ألمانيا، بيتر بروك، ومن الوطن العربى نجد جواد الأسدي، عونى كرومى من العراق، روجيه عساف من لبنان، قاسم محمد العراق، عز الدين قنون تونس، كرم مطاوع، هناء عبدالفتاح، انتصار عبدالفتاح، وعبدالرحمن عرنوس من مصر». بالطبع كان لابد أن نتوجه للدكتورة هدى وصفى رئيسة المركز السابقة حتى تحدثنا عن ذكريتها معه، والتى رفضت أن تتركه مغلقا وانتظرت حتى افتتحت أبوابه فى يناير 2012 العام الماضى ثم تركت مشروعها الفنى الكبير للأجيال القادمة وقالت وصفى: افتتح الهناجر عام 1992 ومنذ أن أسند لى فاروق حسنى رئاسته، سافرت فرنسا وحصلت على ورشة فى إدارة المواقع الثقافية، ثم عدت إلى مصر وفكرت أن أجعل هذا المكان معهدا تعليميا بمعنى أن يكون مكانا للتعليم وتخريج الفنانين وليس مجرد مسرح لإنتاج عروض مسرحية فقط، وبالفعل بدأت فى تنفيذ مشروع الورش المسرحية ونظرا لعلاقتى القوية وقتها بالسفير الفرنسى تطوعت زوجته بأن تقوم بعمل ورشة تمثيل فى المسرح بلا مقابل، ثم كانت الورشة التالية لها ورشة المخرج المسرحى جواد الأسدى الذى كان يلح بشدة لزيارة مصر وتقديم شىء بها وأكثر ما يميز هذا الرجل أنه يحب دائما أن يكون الممثل طيعا فى يده يشكله كيفما يشاء، وهو يحب اللعب فى النصوص المسرحية الكبيرة ووقتها لعب على «هاملت» لشكسبير وقدمنا عرض «شباك أوفيليا» قدمته وقتها معتزة عبدالصبور ونجح نجاحا كبيرا وأعتقد أن هذا العمل كان سببا فى شهرتها، حتى إن هذا العمل جعل المخرجين المصريين يرغبون فى عمل وتقديم تجارب فى الهناجر وكان على رأس هؤلاء كرم مطاوع الذى جاء وعرض على وقتها تقديم عرض «ديوان البقر» لأبوالعلا السلامونى وقام ببطولته أحمد حلاوة وكان يناقش النص فكرة التمسح بالدين مثلما يحدث حاليا ونجح بقوة، وتمت دعوتنا للمشاركة ضمن فعاليات مهرجان قرطاج المسرحى بتونس وفاز وقتها الكاتب أبوالعلا السلامونى بجائزة أفضل نص باللغة العربية، وهكذا بدأت تتوالى علينا الأعمال المسرحية حتى أنه أصبح من يقدم عرضا بالهناجر كأنه دخل الجنة. وتقول: بالطبع لم تقتصر الورش المسرحية على التمثيل فقط بل قصدت أيضا عمل ورش فى الصوت والإضاءة لأنهم للأسف فى أكاديمية الفنون يتعاملون مع هذا التخصص بتجاهل غريب وليس هناك قسم لدراسة هذا المجال ولا أعلم السبب، والمفاجأة أنه فى هذه الورشة التحق بها عمال من المكان وأصبحوا مصممين صوت وإضاءة فيما بعد، ثم جاء أيضا لعمل ورشة أخرى المخرج المسرحى العراقى قاسم محمد وقدم عرض «رسالة الطير» وكان عملا بديعا وأحد من تتلمذ على يده هانى المتناوى وقدم هانى بعد هذه الورشة عرض «أقنعة أقمشة ومصائر» وحصل هذا العرض على الجائزة الأولى بمهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبي. وتضيف : كان لدينا أيضا فى السنة التى افتتح فيها المسرح الموسم الثالث المستقل وأصبح فيما بعد هذا الموسم مرتبطا بالمكان وخرج منه ومن الهناجر عدد كبير من النجوم على رأسهم خالد الصاوى وخالد صالح وخالد جلال ومصطفى شعبان وطارق سعيد، وغيرهم من المخرجين الذين بدأوا يترددون على المكان فيما بعد هكذا كنت أعمل بهذا المكان بلا مقابل مادى يذكر فكان همى الأساسى هو عمل شىء حقيقى ومختلف. أما عن الأزمة الأخيرة التى تعرضت لها وصفى والتى أغلق بعدها الهناجر لمدة أربعة سنوات متواصلة فقالت : الحقيقية قبل فترة إغلاق المسرح كنت أشعر أن وزير الثقافة فاروق حسنى بدأت تتغير لهجته معى وكنت لا أعلم السبب لكننى فوجئت به فى موقف يقول «أن الناس اللى فوق لا يعجبها الشغل بالمسرح لأنه أصبح يقدم أعمالا غريبة «، وأظن أنهم بالفعل كانوا قد كرهوا منطق عمل المسرح لأننا قدمنا أكثر من عرض سياسى متواصل مثل «حفلات التوقف عن الغناء» إخراج طارق الدويرى ثم عرض «القضية 2007 « وسبقهم «اللعب فى الدماغ» لخالد الصاوى وحقق نجاحا مدويا، لذلك قلت له وقتها «سنجعل المسرح يوما للناس اللى فوق وباقى الأيام للشعب»... وكان عرض «القضية 2007» الأخير وأذكر وقتها أنه واجه تهديدات بالغلق ومشاكل عديدة وبدأوا بالفعل فى عمل بعض الحجج لإغلاق المسرح مثل أنه غير صالح بسبب عدم استكمال اجراءات الدفاع المدنى به ثم أغلق تماما حتى تم افتتاحه عام 2012 وكنت أنوى الرحيل منذ أن حدثت معى هذه الأزمة لكننى فضلت أن أرحل عندما يعود النور إليه من جديد، لأننى رفضت أن أتركه مظلما وبالفعل رحلت يوم الافتتاح ثم تم استكمال خطة المسرح التى سبق ووضعتها قبل رحيلى كان آخرها عرض «ماكبت» إخراج أشرف سند وشارك بمهرجان قرطاج المسرحى مؤخرا ولقى استحسانا كبيرا بالمهرجان وهذا أسعدنى كثيرا، لكننى اليوم لا أريد أن أحكم على نشاط أو أداء المكان لأنه لا يمكن أن نحاسب أحدا اليوم، على النجاح أو الفشل لأن الحكم سيكون جائرا، فالبلد مرت بظروف سياسية صعبة طوال الفترة الماضية، وبالتالى كان من المستحيل تقديم إنتاج مسرحى بأى مكان سواء الهناجر أو غيره.. من العروض المسرحية المتميزة التى قدمت على خشبة مسرح الهناجر طوال السنوات الماضية «الخادمتان» إخراج جواد الأسدى، «شهرزاد» تمثيل وإخراج جميل راتب، «جزيرة العبيد» لأسامة رءوف، «راشومون» إخراج طارق سعيد، «حفل مانيكان» إخراج هناء عبدالفتاح، «أوبريت يوم القيامة» إخراج أشرف النعمانى، «النمر يوسف» إخراج أشرف فاروق، «الأيام الخوالي» إخراج محمد أبوالسعود، «الميلاد» إخراج خالد الصاوى، «خالتى صفية والدير» إخراج ناصر عبدالمنعم، «مشعلوا الحرائق» إخراج عونى كرومى، «أرض لا تنبت الزهور» إخراج حسن الوزير، «المهرجون» إخراج هانى عبدالمعتمد، «الكابوس» إخراج محسن حلمى، «جزيرة القرع» إخراج رامى إمام، «عيد الميلاد» إخراج محسن حلمى، «طقوس الإشارات والتحولات» إخراج حسن الوزير. بالطبع تعرض مسرح الهناجر لكبوة شديدة خلال سنوات إغلاقه لكن الدكتورة هدى وصفى لم تتوقف لحظة عن العمل واستمرت فى إنتاج عروض الموسم المستقل بمسارح «روابط» و«الهوسابير» و«التاون هاوس» حتى جاء يوم رحيلها ثم تولى من بعدها المخرج أشرف فاروق لكنه لم يستمر طويلا وأسندت بعده إدارة المكان للمخرج هشام عطوة عام 2012 والذى قال عن فترة توليه رئاسة المسرح: توليت إدارة مسرح الهناجر فى مايو 2012 وكانت هناك خطة للمكان وضعتها الدكتورة هدى وصفى وكان لا يصح إلغاؤها والبدء فى مشروع جديد، فكانت هناك عروض للمخرج محمد أبوالسعود «إيزيس مون آمور»، و«أبوالعريف» إخراج حسن الوزير، و«ماكبت» لأشرف سند، و«شهرزاد» لأحمد عبدالجليل، واستمرت هذه العروض حتى شهر إبريل 2013، ثم قدمنا موسم الفرق المستقلة إلى جانب استضافة مهرجان آفاق المسرحى بعدها بدأت فى تنفيذ مشروع 100 ليلة مسرح الذى كنت أنوى البدء فيه منذ رئاستى للمكان وقدمنا عرض «الليلة ماكبث» إخراج تامر كرم وحقق العرض نجاحا كبيرا وكاد أن يقارب عرض «اللعب فى الدماغ» فى إيراداته، وشارك به تامر كرم فى مهرجان طنجة المسرحى بالمغرب وحصل على جائزة أفضل مخرج وأفضل ممثلة، ثم قدمنا عرض «عطاليانو» لرضا حسنين ولدينا مشاريع آخرى قادمة مثل «الخوف» فى يناير ومشروع أخر لتامر الكاشف وجمال عبدالناصر ومحمد الصغير. أما عن الهجوم الذى يتعرض له عطوة حاليا من البعض بسبب تراجع إنتاج مسرح الهناجر هذه الفترة فقال: هذا هجوم غير منطقى لأن المسرح قدم العروض الأربعة التى كانت فى خطة الدكتورة هدى وصفى ثم بدأنا فى تنفيذ مشروع 100 ليلة مسرح واستضفنا عددا غير قليل من العروض المسرحية والمهرجانات الفنية طوال الفترة الماضية، لكن أعتقد أيضا أن الإنتاج الفنى عادة يكون مرتبطا بالاستقرار ومصر طوال هذه السنة لم تشهد استقرارا حقيقيا سوى هذه الأيام الأخيرة ونحن نحاول ألا نتوقف عن العمل ونعمل قدر المستطاع تحت أى ظروف.. ويضيف : بالتأكيد ليست هناك مقارنة بينى وبين الدكتورة هدى وصفى لأن المقارنة ستظلمنى كثيرا، فهى استاذتى وتتلمذت على يديها وهى ساهمت وساعدت فى تقديم جيل كبير من الفنانين والشباب ويسعدنى أن أكون واحدا منهم، واتشرف بأننى استكمل مسيرة الدكتورة هدى بالمكان لكن بالطبع الظروف مختلفة تماما لأنه هناك فارق كبير بين الوقت الذى كانت تعمل فيه وحالة الاستقرار التى كانت عليها البلاد فى تلك الفترة، وحالة عدم الاستقرار الشديدة التى أصبحنا نعمل فيها الآن، لكن رغم ذلك لدينا أنشطة قادمة مثل الموسم المستقل خلال شهر فبراير ومن المقرر أن يقدم100 ليلة مسرح بالتوازى مع الموسم المستقل، ونستعد لاستقبال عروض مسرحية كبيرة مثل عرض «الملك لير» للمخرج ناصر عبدالمنعم، «عائلة توت» إخراج مراد منير، كما سيقدم المخرج عصام السيد ورشة مسرحية لكن لم يتحدد العرض بعد، والدكتور سامح مهران سيقدم عرض «المراكبي»، والمخرج هانى عفيفى يستعد هذه الفترة لتقديم عرض «صنع فى مصر» وسنحاول فى النصف الثانى من السنة عمل عروض ماتنيه للشباب بجانب العروض السواريه للأعمال الكبيرة.
■ نظم مسرح الهناجر عددا غير قليل من الورش المسرحية لمخرجين كبار منها ورشة جون ميشيل، باسكال ليتلييه، بروبير من فرنسا، جوزيف شاينا، يانوش سوسنوفكي، من بولندا. - ورشة أولجاى من تركيا، أيوس شوبول من ألمانيا، بيتر بروك، ومن الوطن العربى نجد جواد الأسدى. ■ وورش الوطن العربى كان منها جواد الأسدي، عونى كرومى من العراق، روجيه عساف من لبنان، قاسم محمد العراق. ■ وورش عز الدين قنون تونس، كرم مطاوع، هناء عبدالفتاح، انتصار عبدالفتاح، وعبدالرحمن عرنوس من مصر. ■ أنتج مسرح الهناجر عروض مسرحية متميزة طوال السنوات الماضية منها «عيد الميلاد» بطولة بوسى وإخراج محسن حلمى. ■ عرض «الميلاد» بطولة خالد صالح وإخراج خالد الصاوى و«جزيزة القرع» بطولة تامر عبدالمنعم وإخراج رامى إمام. ■ «خالتى صفية والدير» بطولة داليا إبراهيم وإخراج ناصر عبدالمنعم، و«مشعلوا الحرائق» بطولة سامى عبدالحليم وإخراج العراقى عونى كرومى. ■ «طقوس الإشارات والتحولات» بطولة نبيل الحلفاوى وإخراج حسن الوزير، و«أرض لا تنبت الزهور» بطولة سوسن بدر وإخراج حسن الوزير.