من الواضح أن الأزمة في "أخبار الأدب"، ليست مثل أزمة باقي المؤسسات الصحفية، التي اجتاحتها حمي المطالبة بالتغيير بعد الثورة، حيث بدأت الأزمة من اليوم الأول لتولي الصحفي مصطفي عبد الله، الذي رأس تحريرها بعد خروج الأديب جمال الغيطاني علي المعاش. وهو ما سجلوه في بيان رسمي حمل توقيع عدد ليس بالقليل من صحفيي المطبوعة الثقافية، يعلنون فيه إضرابهم عن العمل حتي يتم تغيير رئيس التحرير، الرافضين لسياسته التحريرية، ولأسلوبه عامة في المعاملة معهم. "هناك وضع خاطئ نريد تصحيحه"، هكذا بدأ طارق الطاهر مدير تحرير "أخبار الأدب" حديثه معلقا علي البيان، وأضاف: منذ تولي مصطفي عبد الله مسئولية الصحيفة، نعاني من مشاكل تتعلق بفلسفة التحرير، وبطريقة التعامل معنا، وقد حاولنا التواصل معه لكننا لم نجد استجابة، فقررنا اتخاذ هذه الخطوة خوفا علي سمعة مطبوعتنا. أكمل الطاهر: البيان يحمل توقيع أغلبية العاملين ب"أخبار الأدب"، ويعبر عن رأي الأغلبية، وقد وجهنا البيان للرأي العام، ولكل من يهمه الأمر، وقد قمنا بنشره أيضا علي الصفحة الرسمية للمجلس الأعلي للقوات المسلحة، وكذلك علي الصفحة الرسمية لمجلس الوزراء علي "الفيس بوك". أما الصحفي والروائي نائل الطوخي، فأكد أنه كانت هناك العديد من محاولات التواصل مع مصطفي عبد الله للتوصل لسياسة تحريرية ترضي جميع الأطراف، وتليق بالمطبوعة، لكنه منذ البداية رفض حديثنا، واتهمنا بالتآمر عليه، وبأننا نريد أن "نوقع" الجرنال، وهو ما لا يمكن أن نفكر فيه لأنه ببساطة مشروعنا ومكاننا. وأوضح الطوخي بعض المشاكل التي يعاني منها محررو "أخبار الأدب" قائلا: اختلاط مصطفي عبد الله بالحياة الثقافية غير قوي، ومصادره ومعرفه وجوه غير لامعة أو مؤثرة، وتحكمها العلاقات الشخصية. بالإضافة إلي طلبه منا في اجتماعنا الأخير معه بالاهتمام بجلب إعلانات للجريدة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وهو ما نرفضه تماما، ولا يقبله ميثاق الشرف الصحفي، الذي يؤكد علي ضرورة فصل التحرير عن الإعلان. كما يصر علي إقامة ندوة خاصة لأحمد إبراهيم الفقيه، أحد رموز النظام الليبي القمعي، وعندما رفضنا، قال إنه لو لم تقام الندوة، سيجري معه حوارا، رغم تأكيدنا علي رفض المبدأ. وأشار الطوخي إلي أن "أخبار الأدب" غنية بأبنائها الذين يصلحون لقيادتها ومنهم علي سبيل المثال: محمود الورداني وعزت القمحاوي وعبلة الرويني، التي رشحها لتولي منصب رئيس التحرير، ووصفها بأنها ابنة أخبار الأدب، ووجه ثقافي بارز، ومختلطة بالحياة الثقافية. كان محررو "أخبار الأدب" قد أصدروا بيانا، أعلنوا فيه إضرابهم عن العمل لحين الاستجابة لمطالبهم بإبعاد رئيس التحرير مصطفي عبد الله، أكدوا فيه أنهم لجأوا إلي هذه الخطوة بعد فشل كل محاولاتنا الإدارية في التصدي لما يقوم به. ووقع علي هذا البيان من صحفيي "أخبار الأدب": محمد شعير وطارق الطاهر ونائل الطوخي ومنصورة عز الدين وحسن عبد الموجود وأسامة فاروق ومحمد مختار وأحمد ناجي وأحمد وائل وأحمد عبد اللطيف.