مع استمرار الاعتصامات العمالية، يواجه اتحاد العمال وقواعده في الشركات والمصانع أكبر أزمة قد تفقده عرشه بخسارة آلاف الأعضاء المنضمين إليه ودخوله مرحلة الافلاس النقابي. الأزمة اعترف بها قيادات العمال أنفسهم علي مدار اجتماعين متتاليين لمجلس إدارة الاتحاد أثناء الأزمة الحالية مؤكدين أن الاتحاد أصبح في موقف محرج لتعرضه لانتقادات شديدة من جانب العمال أنفسهم والمواطنين بجانب عدم الاعتراف بقياداته وتجاهل وجهة نظرهم في هذه الأحداث المهمة سواء في وسائل الإعلام أو في التعديلات الدستورية الأخيرة. وتقود النقابات المستقلة وعدد من منظمات المجتمع المدني قاطرة التهديد لعرش الاتحاد الذي يصفونه ب«الحكومي» بسبب آرائه الموالية للنظام طوال السنوات الماضية. الأخطر من ذلك هي حملة سحب الثقة في اللجان النقابية في الشركات والمصانع وانضمام العمال إلي النقابات المستقلة، حيث تكرر الأمر في شركات عديدة منها مصر للغزل والنسيج بالمحلة وشبين الكوم للغزل ومصر للحديد والصلب بحلوان بجانب شركات أخري عديدة في أكبر التجمعات العمالية أبرزها العاشر من رمضان وأكتوبر والسادات، نظرا لسيطرة أنصار النقابات المستقلة علي هذه المناطق. ويقود كمال أبوعطية وكمال عباس حملة سحب البساط من تحدت أقدام الاتحاد الشرعي، إذ أكد كمال عباس المنسق العام لدار الخدمات النقابية أن اتحاد العمال أصبح بلا شرعية وأن هناك بلاغات مقدمة للنائب العام ضد رئيس الاتحاد وحول الفساد الذي تشهده النقابات العمالية مع المطالبة بالتحقيق في تقارير الجهاز المركزي للمحاسبات حول المخالفات المالية بالنقابات. في المقابل يسعي اتحاد العمال إلي اتخاذ إجراءات وقائية لمنع سحب العضوية منه بما يهدده بالإفلاس ماليا وتنظيميا بعد خسارة اشتراكات العمل المنضمين إليه. خطة الاتحاد لإنقاذ ما تبقي تضمنت التراجع عن قرارات عديدة أبرزها وقوفه ضد النقابات المستقلة، إذ أصدر بيانا قال فيه إن الاتحاد ليس ضد إطلاق حرية النقابات وتأسيسها وليس لديه أي مانع في هذا الشأن، بل دعا لإلغاء القيود علي تأسيس النقابات. وأشار إلي أن الاتحاد لا يزال لديه عضوية كبيرة تصل إلي نحو 5 ملايين عامل يمثلهم أكثر من 3300 لجنة نقابية في جميع المواقع يناضلون للدفاع عن العمال، وهناك حوارات مفتوحة مع جميع العاملين لحل مشاكلهم. وبحسب آخر موازنة تقديرية لاتحاد العمال، فقد بلغ إجمالي الموازنة نحو 17 مليون جنيه من بينها 16 مليونًا مصروفات، منها مبالغ طائلة يتم صرفها علي السيارات وبدلات السفر، وتزيد الأزمة المالية في الاتحاد بمرور الأيام.