سيناريو شبه متكرر تعيشه الأوساط العمالية، ففي الشارع عمال يعتصمون، وفي نقابتهم قيادات تتصارع علي مناصب من أجل الحصول علي تأشيرة للسفر وتحول بالطبع اتحاد العمال لمقر ضعيف تسيطر علي قياداته التحركات الحكومية ليطلق عليه البعض اسم الاتحاد الناعم. وتزايدت الاتهامات لقيادات الاتحاد برئاسة حسين مجاور في عدم اهتمامهم بقضايا العمال وعدم استخدام أساليب الضغط علي الحكومة من قبل مجاور ورفاقه لحل الأزمات العمالية والمشاهد المتكررة من الاعتصامات في الشوارع وداخل الشركات والمصانع وفسرت مصادر داخل الاتحاد فقدان دوره النقابي في رغبة القيادات العمالية في الحفاظ علي حالة الإنسجام بينها وبين الحكومة حتي تحصل علي مناصب جديدة سواء في الانتخابات البرلمانية فضلاً عن انتظار الحصول علي مكاسب خاصة. الغيبوبة النقابية كما وصفتها المصادر بدأت مبكرة منذ بداية الدورة الانتخابية الحالية. لتشهد هذه الدورة للمرة الأولي اعتصامات تستمر لشهور وأسابيع أمام المجالس النيابية ومجلس الوزراء منها أمونيستو والضرائب العقارية وطنطا للكتان في حين أن قوة رؤساء اتحاد العمال السابقين وأعضاء مجلس إدارته كانت تجبر الحكومات علي تحقيق مطالب العمال والاحتواء المبكر للأزمات. ودللت المصادر علي قوة رؤساء الاتحاد السابقين بما حدث في عهد سعد محمد أحمد حينما تدخل لحل مشكلة عمال المناجم والمحاجر في نهاية السبعينيات وتم عمل قانون لحمايتهم بل وقام الرئيس السادات وقتها بالقاء كلمته في عيد العمال من سفاجا ليعلن عن قانون ينظم العمل في المحاجر ويحمي العمال، كما تحرك أحمد العماوي حينما كان رئيساً للاتحاد إلي مدينة كفر الدوار واستطاع أن يحتوي أزمة العمال بها وأن يجبر وزير قطاع الأعمال في التواجد أثناء الأزمة للاتفاق معه علي الحلول وسط العمال والأمثلة كثيرة تدلل علي قوة الرؤساء السابقين لبيت العمال حيث كان رئيس الاتحاد في العصور السابقة ينزل لمواقع العمل لكن حالياً لا يستطيع العمال مقابلة رئيس اتحادهم. أوضحت المصادر أنه بسبب ضعف الاتحاد تظهر في عدم معرفتهم بالمشاكل العمالية في مواقع العمل إلا من خلال وسائل الإعلام. ولفتت المصادر إلي أن أدوات الضغط النقابية لا تعني اشعال الأمور وسط العمال أو الصدمات ولكن التفاوض من منطق القوة والوعي بالقانون وأساليب العمل النقابي التي يفتقدها الكثير من رفاق مجاور. ودعت المصادر إلي تفعيل الحوار الاجتماعي بين العمال وأصحاب الأعمال والحكومة وإقالة حسين مجاور رئيس الاتحاد تمهيداً لإصلاح شامل في داخل الاتحاد والقضاء علي أصحاب المصالح مع تصحيح مسار العمل النقابي في القطاعات المختلفة لما يخدم القضايا العمالية. وصفت المصادر اتحاد العمال بالاتحاد الناعم الذي يخشي المواجهة مع أي جهة أو إدارة سواء في القطاع الخاص أو الحكومة بما يتطلب إعادة الهيكلة داخل الاتحاد والنقابات العمالية بما يؤدي بالعمال إلي لوزارة القوي العاملة والهجرة لحل مشاكلهم من خلال التفاوض مع عائشة عبد الهادي وزيرة القوي العاملة والهجرة أو الحصول علي إعانات من صندوق الطوارئ بالوزارة.