تحت عنوان "مسيرة الحياة"، أقام الفنان لبيب ميشيل معرضه الاستيعادي، في المكتبة الموسيقية بدار الأوبرا، قبل قيام الثورة بيومين، واستمر طوال فترة الثورة حتي انتهت شاهدا علي تلك الحقبة المؤثرة في تاريخ مصر. عن المعرض يقول الفنان ميشيل: افتتح المعرض قبل الثورة بيومين، وفي يوم الجمعة الأولي حدثت اشتباكات المظاهرات، ولم أترك وقتها المعرض خوفا علي الأعمال، فشاهدت المحاصرة، وإلقاء القنابل الغازية والمسيلة للدموع علي المتظاهرين، لدرجة أن المتظاهرين حاولوا تفاديها بإلقائها داخل مبني الأوبرا، فحرق جزءاً من حديقة الأوبرا، أشفقت وقتها علي المتظاهرين ومهاجمتهم بهذه الطريقة؛ لأن كل فرد منهم كان يعبر عما يريده، وهذا طبيعي أن يقوم به الشباب لأنهم يمتلكون الحماسة منذ بداية إحساسهم بالظلم، وقلة فرص العمل وغيره. وأكمل: حزنت جدا علي ضحايا الثورة، مما جعلني سأعمل في الفترة المقبلة علي إنتاج أعمال فنية مستوحاة من الثورة، كما طلبت نقابة الفنانين التشكيليين في المنصورة من جميع أعضائها وأنا ضمنهم أعمالا مستوحاة من الثورة، وسوف أقدم عملين؛ سأقوم خلالهما برسم أشخاص الثورة معبرا عن حركاتهم وانفعالاتهم، وأنا حاليا أقوم برسم بعض الاسكتشات للوحتين، وأفكر في أن تكون إحداهما حفر علي خشب. هذا ويضم المعرض نحو ستة وخمسين عملا في قاعتي المكتبة الموسيقية، منها إحدي عشرة قطعة خزفية ما بين الأواني الخزفية التي كانت متنوعة، فمنها ما قام بتلوينه بالبطانات، ثم حرقه بطريقة البسكويت، وغيرها بالجليز، كما عرض الفنان لوحات خزفية إحداها تضم وجوهاً مسرحية تعبيرا عن المسرح، أما باقي الأعمال فهي لوحات تجسد جميع مراحل الفنان المختلفة منذ صباه وحتي وقتنا هذا، والتي استخدم فيها القلم الرصاص، الألوان المائية، والألوان الزيتية. كانت بداية هذه المراحل تلك اللوحات المعروضة التي رسمها الفنان في بداية فترة الستينيات بالقلم الرصاص قبل أن يلتحق بكلية التربية الفنية عام 1965، وهي مرحلة "البورتريه" حيث رسم الإسكندر وجون كيليري وغيرهما من الوجوه الشهيرة التي أراد التعبير عنها، ثم انتقل إلي المرحلة الثانية التي درس فيها الطبيعة بعمق من أماكن مختلفة في البيئة الشعبية المصر لنجد في لوحاته مناطق الغورية، تحت الربع، خان الخليلي، الزهر، باب الشعرية، إمبابة وغيرها من المناطق التي رصدها الفنان بإحساس صادق في أعماله، نري أيضا مجموعة من الاسكتشات رسم فيها مشاهد من حديقة الحيوان كانت ضمن هذه المرحلة، استخدم في بعضها القلم الرصاص، وفي البعض الآخر ألوان الجواش. أما عن أغني المراحل التي كانت في المعرض هي مرحلة بدأت منذ عام 2006 واستمرت حتي هذا العام 2011، وقد وصفها الفنان بأغني المراحل بسبب إنتاجه الغزير في هذه الفترة حيث خرج علي المعاش، وتنقل في محافظات مصر المختلفة يستلهم منها أعمالا جديدة، كما قام بزيارة السودان التي عرض منها ثلاثة لوحات كان يسجل في إحداها ارتفاعات أندونسيا، وفي الأخري عبر عن الصحراء السودانية، كما عنون اللوحة الأخيرة "مخلوقات". وضم المعرض أيضا لوحات تعبيرية عن الوقت الراهن الذي عاشته مصر قبل الثورة، كما توجد بعض اللوحات الخشبية التي استخدم فيها طريقة البارز والغائر بالحفر"الرليف" وفي مجموعة من اللوحات كان متأثرا بالفن المصري القديم والذي عبر عنه برؤيته الخاصة.