قال أحمد أبوالغيط وزير الخارجية عقب جلسة مباحثات أمس مع نظيره الاسترالي كيفين براد في مؤتمر صحفي مشترك عقب اللقاء إن براد لديه اهتمام واضح بالموقف في الشرق الأوسط والتطورات المصرية، مشيرًا إلي أنه عرض علي نظيره الاسترالي الموقف في مصر والتعديلات الدستورية التي تم الإعلان عنها من جانب اللجنة المكلفة بإعدادها، بالإضافة إلي البرنامج الاقتصادي المصري الذي تسعي مصر لتشكيله بالتعاون مع الشركاء في العالم الغربي. ووصف أبوالغيط زيارة براد للقاهرة بأنها زيارة مهمة لأن استراليا لها قدرة تأثير علي القوة الغربية، وقال: «يتحدثون عن تشجيع الاستثمارات ويتعاونون مع البنك الدولي كي يكون الجهاز المتقدم للتعاون مع مصر، وتجميع جميع القدرات في دعم الاقتصاد المصري في الفترة الحساسة المقبلة، لأن مصر تحتاج إلي كل هذا الدعم». من جانبه قال كيفين براد إن الفترة التي فصلت ما بين زيارته السابقة لمصر قبل شهرين والآن شهدت تغييرات كبيرة، موجهًا شكره لوزارة الخارجية المصرية لمساعدتها للاستراليين الموجودين بالقاهرة خلال الأزمة الماضية، وقال: إنه يهنئ الشعب المصري لأنهم عبروا عن اهتمام قوي بالديمقراطية. ولفت وزير خارجية أستراليا إلي أن مباحثاته مع أبوالغيط تطرقت إلي الوضع في ليبيا، وقال: لدينا قلق عميق بشأن فقدان الحياة الذي يتعرض له الشعب الليبي. وردًا علي سؤال حول إن كانت هناك مخاوف من تدخل أجنبي في ليبيا، قال أبوالغيط: إنه بالأمس صدر قرار من مجلس الأمن ولم نرصد نوايا في هذا الصدد، وكان هناك حديث بين القوي الغربية وأعضاء حلف الأطلسي علي بعض الإجراءات التي يمكن التفكير في اتخاذها من بينها علي سبيل المثال منع الطيران الليبي من الطيران فوق الأراضي الليبية، لكن حتي هذه اللحظة مثل هذه الأفكار مجرد أحاديث لم يتم الاتفاق عليها. وأضاف: من ناحيتنا نحن لا نوافق علي أي عمل أجنبي عسكري ضد أي دولة عربية لكن نطالب السلطات الليبية نفسها بأن تمتنع عن العنف وأن تسعي إلي التوصل لتسوية فورية علي الأرض مع القوي المعارضة علي الأرض التي أثبتت قدرتها وفاعليتها. وحول إن كان العرب سيحاولون اتخاذ موقف لاحتواء الأزمة الليبية لمواجهة أي تدخل أجنبي في ليبيا، قال أبوالغيط: أعتقد أن جامعة الدول العربية اتخذت موقفًا حازمًا لأول مرة في تاريخها بمنع المشاركة الليبية وتجميدها لفترة من الزمن في أعمال الجامعة، مؤكدًا أن محور التركيز المصري الآن تجاه الأوضاع في ليبيا مركز علي كيفية إعطاء الفرصة للمصريين بالخروج من ليبيا. وتمني أبوالغيط أن تساعد السلطة الليبية في خروج المصريين من ليبيا، مشيرًا إلي أن هناك صعوبات شديدة في الحصول علي تصاريح للطائرات المصرية لاستقدام المواطنين المصريين، وقال أبوالغيط: نطلب من سلطات مطار طرابلس والسلطات الليبية علي الحدود مع تونس أن تقيم خيامًا لإتاحة الفرصة للمصريين لاستخدامها في ظروف جوية بالغة الصعوبة. وأشار إلي أن الشعب الليبي شعب مضياف، وقال إنه يتوقع من الليبيين أن يستضيفوا المصريين وأن يساعدوهم ويرعوهم لأنهم أشقاء في العروبة والإسلام، لافتًا إلي أن مصر تسعي لإرسال سفن لإجلاء المصريين ستصل خلال اليوم المقبلين، وقال إن هذه السفن لها قدرة علي الاستيعاب وبالتالي سوف يحتاج الأمر إلي المزيد من الرحلات. وجدد أبوالغيط مناشدته للمصريين الموجودين في ليبيا بأن يظلوا في منازلهم وألا يغادروا إلا بعد التأكد من أن هناك فرصة حقيقية أمامهم للسفر سواء بالطيران أو بحرًا أو عبر تونس، وقال: لا يجب أن يعرض المصريون أنفسهم للخطر بمحاولة الذهاب للمطار المتكدس بالمسافرين، خاصة أن الأحاديث الآن تدور حول الآلاف يتكدسون الآن في المطار. وأشار إلي أن هناك مكتبًا لوزارة الخارجية يعمل في مطار طرابلس بالتعاون مع مصر للطيران، وناشد المصريين بأن يذهبوا إلي هذا المكتب بقلب منفتح علي أولوية التواجد والحجز لأنه لا يمكن التنازع أو التصارع. وحول إن كانت الحدود الليبية التونسية مازالت مغلقة أمام المصريين، قال أبوالغيط: إن الحدود الليبية التونسية مفتوحة، حيث ضغطت السفارة المصرية في طرابلس من أجل فتح الحدود أمام المصريين، مشيرًا إلي أن أجري علي مدي اليومين الماضيين اتصالات بكبار المسئولين الليبيين ومنهم رئيس المخابرات الليبية الذين استجابوا للحديث معهم، وتم فتح الحدود وبدأ المصريون مرة أخري العبور إلي داخل تونس، ووجدوا استضافة تونسية رائعة. وقال أبوالغيط إنه أجري اتصالات هاتفية بوزيري خارجية تونس والجزائر لأن هذين البلدين كشفا عن معدن حقيقي للعروبة والإسلام، لأنهما وقفتا مع أبناء مصر والجالية المصرية، مشيرًا إلي الجزائرين استضافوا المصريين وقدموا لهم الإعاشة والغذاء وأتاحوا لهم الفرصة للمغادرة، وهو نفس الموقف الذي حدث في تونس التي شهدت حضور الآلاف من المصريين الخارجين من ليبيا. وفي تصريح خاص ل«روزاليوسف» حول أهمية إنجاز التعديلات الدستورية في هذا التوقيت وانعكاس ذلك علي المصداقية الدولية لمصر قال أبوالغيط إن التعديلات الدستورية أعطت الكثير من المصداقية الدولية لمصر.