يتميز شهر رمضان عن بقية شهور السنة بالصوم والصلاة والعبادة والامتناع عن المعاصى والتقرب الى الله سبحانه وتعالى، والجديد هذه السنة اضافة الطابع الثورى فى ظل هذه الظروف والتى تبدو استثنائية على الجميع خاصة بعد قيام ثورة 30 يونيو التى اطاحت بالنظام الاخوانى الذى اضاع عاماً من مصر وبالرغم من ذلك اختفت البهجة والسعادة من المصريين واختفت المعالم الرئيسية للشهر الكريم . اكدت د. سوسن فايد - مستشار علم النفس السياسى بالمركزالقومى للبحوث الاجتماعية والجنائية - ان حالة الاكئتاب التى غلبت على الشعب المصرى والتى اثرت على شعوره بروح رمضان، الذى اعتاد على ادخال الفرحة على المصريين عامة نتيجة لحالة التوتر النابع من الضغوط النفسية والاجتماعية، وحالة العنف نتيجة تأثير المعاناة المادية والاجتماعية وأيضا السياسية والظروف التى يشهدها البلد فى هذه الايام، وغياب العدالة الاجتماعية فى توزيع الثروات.
وأضافت فايد ان السبب الرئيسى وراء غياب روح رمضان هو تزايد الضغوط التى يفرضها السياق المجتمعى على الأفراد والميل نحو السلوك العنيف مما يقلل من نسبة السعادة التى يشعر بها الافراد،ويأتى على رأس هذه الضغوط غلاء المعيشة، والفقر، والحرمان، والبطالة، والمشكلة السكانية، ويحتل الدورالذى تقوم به الدولة أهمية نسبية فى تفسيرحدوث العنف، أو زيادة الميل نحوالسلوك العنيف الذى نشهده فى الشارع المصرى.
وتقول الحاجة فوزية محمد ربة منزل ان اكثر ما يميز رمضان هذا العام خاصة بعد ثورة 30 يونيو هو محاكمة النظام الاخوانى الذى ادخل مصر فى بؤرة النصب والاحتلال وسرقة محتويات الوطن، حيث قالت «اعتدت ان اتابع 5 مسلسلات على الاقل فى رمضان، أما هذا العام فانا اتابع ما يحدث على الساحة السياسية من محاكمات ومظاهرات واحتجاجات فهى الاهم بنظرى خاصة بعد سقوط عشرات الضحايا والاف المصابين واهدار دماء المصريين».
ومن ناحية اخرى تقول الحاجة سعدية بسيونى ان رمضان هذا العام يشهد غياب العديد من المظاهر الاحتفالية الخاصة به كل عام وغياب الزيارات الاثرية كمنطقة الحسين والسيدة زينب والخيم الرمضانية وايضا نتيجة لتردي الأوضاع الاقتصادية عمدت الكثيرمن الأسر الميسورة أصلا إلىالتقشف فى مشترياتها ودعوة الاقارب لمشاركة الافطار والسحور وزيارتهم لبعضهم تحسبا لكل ما هو طارئ على الصعيد الاقتصادي أو حتى السياسى بعد ما كانت الاسر المصرية اعتادت على شراء الكثير من الاحتياجات الرمضانية وكثرة دعوات الاقارب والاصدقاء للافطار والسحور قائلة «ان ما يميز رمضان هذا العام هو التقشف الاقتصادي وغياب المراقبة الأمنية على المساجد قائلة «كنت اواظب دائما كل عام على صلاة التراويح فى المسجد ولكن هذا العام يختلف عن اى عام يسبقه نتيجة غياب الامن عن المساجد وانتشار البلطجة فى جميع الشوارع المصرية .
ويقول الشيخ ابراهيم جلال الذى يقيم اغلب رمضان فى المسجد والذى شارك فى ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو كغيره من المصريين ان ما يحدث حاليا فى مصر غير من طابع رمضان سواء من الناحية الاقتصادية للمواطنين او من الناحية الامنية التى ستلعب دورا كبيرا فى اعطاء شكل ومناخ مختلفين لرمضان الثورة حسب قوله ، متمنيا ان يمر عليهم اخر عشرة ايام رمضان بردا وسلاما بعيدا عن نزيف الدم الذى اصبح شيئاً عادياً يحدث يوميا واهدار دم المواطن المصرى هكذا فلابد ان نكون ايضا اكثر حرصا وحذرا فى هذه الظروف فنحن لا ندرى ما الذى تخبئه لنا الايام.