العام التى استمرت أربعة أيام قبل الافتتاح، وصل تكليف رسمى لناهد رستم رئيس الإدارة المركزية لمراكز الإنتاج الفنى والحرف التقليدية بوكالة الغورى، بتسيير أعمال رئيس قطاع الفنون التشكيلية، واستلمت بالفعل عملها رغم أنها يتبقى لها فى الخدمة شهر واحد وتخرج للمعاش، توجهنا لها وفى مكتبها وجدنا عدد كبير من موظفى القطاع، وعلمنا منها أن هذا لقاء يومى يتم بينها وبين العاملين، وتحاورنا معها حول قضايا المشهد الفنى والثقافى، والخطوط العريضة التى طالبها الوزير بتنفيذها... فى هذا الحوار. ■ متى علمت بترشيحك لتسيير أعمال قطاع الفنون التشكيلية؟
تابعت الأحداث من التليفزيون بافتتاح المعرض العام، واليوم التالى صباحا بعد ليلة الافتتاح، اتصل بى مدير مكتب وزير الثقافة، وأبلغنى أن الوزير اختارنى لتسيير أعمال قطاع الفنون التشكيلية، وطلب منى التوجه للوزارة لمقابلة شخصية مع الوزير، فقد فوجئت بهذا الترشيح ولم أسع أبدا لهذا المنصب.
■ ماذا تم فى هذه المقابلة بينك وبين الوزير؟
- المقابلة لم تستغرق دقائق، طلب منى فيها استلام العمل وأوصانى الاهتمام بموظفى القطاع وصغار العاملين لأنهم يعانون من مشاكل كثيرة ويطالبون بالعدالة الاجتماعية، وأنه سوف يجرى تعديلات باللائحة للتساوى والتوازن بين رواتب العاملين، ولم يبلغنى بأى تعليمات أو قرارات خاصة بالفن.
■ كيف استقبلك العاملون بالقطاع؟
الحمد لله استقبلت بترحاب وفرحة، وأقاموا احتفالا بمكتبى، لأنى بنت هذا المكان من حوالى 37 عاما، وأعرف الجميع ويعرفونى جيدا، فى اليوم الأول كانت وقفة من العاملين بالقطاع داخل القطاع تأييدا لقرارات الوزير وضد الدكتور صلاح المليجى، وعملت على احتواء هذه الوقفة، وطلبت منهم التوجه إلى مكتبى لنقاش كل المطالب، أقنعتهم أنه لا داعى للهجوم على أحد، كل مسئول له إيجابياته وسلبياته، ممكن جدا أنا بعد أن أترك مكانى، سوف يكون أحد ضدي، وهذا أمر طبيعى يحدث مع أى مسئول، وعدتهم بتوصيل صوتهم للوزير، وقررت أن كل يوم من الساعه 10 إلى 12 ظهرا يتم لقاء مع العاملين بالقطاع، وهم شكلوا نقابة العاملين بالقطاع ولهم مطالب مشروعة، ومعظمها مطالب إنسانية منها دكتور مقيم فى القطاع وعربة موتى، وأتمنى أن أحقق للعاملين مطالبهم، لأننى متبقى لى شهر وسوف أخرج إلى المعاش.
■ ماذا تفعلين لو كنتى مسئولة عن قطاع الفنون التشكيلية أثناء أزمة افتتاح المعرض العام؟
- تابعت الأزمة ولكن لا أحاول إقحام نفسى فى مسئولية غيرى، الأزمة كانت بين جانبين، الجانب الفنى وموقف الفنانين فى افتتاح المعرض العام فى توقيته، واحترام رأى اللجنة بخوص قبولها أو رفضها للأعمال الفنية، وبين تعليمات الوزير، وهذا جانب مهنى وإدارى له مسئولية ويجب اتباعها، حدث تضارب فى القررات والآراء يجب على الطرفين أن يتحاورا بهدوء، ويتوافقا فى الرأى، وأى خطأ يتم تصحيحة، حتى يصلا لنقطة التقاء فى الآراء دون تعنت، ونقطة التقاء تكون لمصلحة الفنان ووجود الفعالية واستمرارها، ومن جانب آخر تنفيذ التعليمات وتؤخذ فى الاعتبار ويحقق فى كل الشكاوى.
■ وماذا عن فعاليات المعرض العام هل سوف تستكمل؟
- فعاليات المعرض العام متوقفة والفنانون اعتذروا عن استكمال الفعاليات، وبكل أسف استقالات اللجان من لجنة الفنون التشكيلية أضرت الفنان، مثل لجنة المقتنيات المنبثقة من لجنة الفنون التشكيلية التى كانت سوف تشترى أعمالا من فنانى المعرض العام، فأين اللجنة اليوم؟ الوقت ضيقجدا ونحن فى نهاية السنة المالية، وإذا أعدت المخصص المالى الخاص بشراء الأعمال لوزارة المالية، لن ترسل ميزانية، سوف أكتب للوزير للموافقة على تشكيل لجنة جديدة لاقتناء أعمال الفنانين، وإلا سوف يخسر الفنانون، وأيضا بعض اللجان المستقيلة لها مستحقات مالية.
■ ما رأيك فى الاستقالات الجماعية للفنانين واللجان التى تتم كل يوم تتضامن مع المقالين؟
- لا أجد مبررا لما يحدث على الساحة، فالاستقالات الجماعية تحت مسمى تضامن مع الآخر ليست إيجابية، الفنان لديه مسئولية ولابد أن يظل مكانه يؤدى دوره للفن ولمصر والانسحاب من المشهد لا يفيد أحدا، ومصر لا تتحمل كل هذه الأحداث، ولابد أن نقيم جسور تفاهم بدل التفاقم.
■ ما رأيك فى اعتصام الفنانين والمثقفين فى مكتب وزير الثقافة؟
- هل وزير الثقافة رجل غير مصرى، هو مصرى بالتأكيد وتعلم ودرس فى نفس المدارس والجامعات، كل ما يحدث ليس إلا حالة تخوف وفزاعة، أين الهجمة الشرسة على الفنون التى يتحدث عنها الفنانون والمثقفون المعتصمون؟! لم يصدر الوزير قرارا رسميا واحدا يمنع فنونا أو فعاليات أو هاجم إبداعا، أين الأخونة؟ مطلوب الهدوء لتقييم الموقف بدلا من هذا التعقيد وإقصاء الآخر، الإقالات بالتأكيد لها مبررات عند الوزير، والإقالات كلها إلغاء انتداب، ومن يعمل بالانتداب يعلم أنه معرض فى أى وقت للتجديد أو إلغاء انتدابه، ويعود لمكان عمله الأصلى، فأين المشكلة، كم من قرارات مماثلة صدرت قبل الثورة بإلغاء انتداب ولم تحدث أى مشاكل، وهل إلغاء الانتداب يعتبر اعتداء على الهوية المصرية؟ أنصح المثقفين بالهدوء والعقلانية، وعدم المبالغة فى رد الفعل، وإذا كان المثقفون متخوفين على الثقافة المصرية وعلى الهوية كما يقولون، فليؤدوا دورهم للمجتمع المصرى بدلا من الاستقالات أو الاعتصام.