الأحزاب الآن علي المحك.. بعد أن ظلت علي مدي الثلاثة عقود الماضية تعلق فشل وصولها إلي الشارع في رقبة الحزب الوطني والقيود المفروضة علي النشاط الحزبي والمؤتمرات الشعبية والجماهيرية لدرجة أن أحزاب المعارضة الرئيسية تحولت إلي مجرد أحزاب ورقية دورها ينحصر في إصدار صحف تعبر عن وجهة نظرها وتهاجم الحكومة وسياسات الحزب الحاكم دون أن تطرح حلولاً. وقد يكون لهذه الأحزاب بعض العذر فيما يقولون وفيما يتحججون.. أما الآن وبعد 25 يناير 2011 أصبح الأمر مختلفاً تماماً.. فلا قيود علي العمل الحزبي.. والحزب الوطني الذي كان «البعبع» أصبح مجرد حزب عادي وقد يدخل ضمن صفوف المعارضة أو يتلاشي ويختفي.. ولجنة شئون الأحزاب التي كانت تتحكم في مصير الأحزاب أصبحت في خبر كان.. والباب الآن - بعد التعديلات الدستورية التي يتم وضعها حالياً - سيصبح مفتوحاً علي مصراعيه أمام حرية تأسيس الأحزاب. 24 حزباً هي عدد أحزاب مصر قبل 25 يناير أغلبها أحزاب هامشية لا وجود لها علي الساحة السياسية.. لا تتمتع بأي شعبية لدرجة أنك لو سألت أي مواطن مصري عن أسماء تلك الأحزاب ستكتشف أنه لا يعرف سوي ثلاثة أو أربعة أحزاب علي الأكثر.. أما الأحزاب الأخري فلا وجود لها في ذاكرة الوطن والمواطن. مصر تغيرت.. والأحزاب الحالية لن تكون وحدها علي الساحة فهناك أحزاب جديدة ستظهر وستشكل ضغطاً كبيراً عليها.. بل قد تسحب البساط منها فالإخوان المسلمون سيشكلون حزبا.. وحزب آخر لشباب ثورة 25 يناير.. وثالث للجماعة الإسلامية وأحزاب كثيرة سنسمع عنها لأول مرة وصناديق الاقتراع ستكون هي الحكم لمعرفة شعبية كل حزب. نعم.. الأحزاب الموجودة علي الساحة حاليا أصبحت في اختبار صعب.. والشماعة التي كانوا يعلقون عليها فشلهم انكسرت.. والكلمة أصبحت الآن للشارع.. والانتخابات الحرة النزيهة التي طالما طالبوا بها صارت هي الفيصل.. فهل هم جديرون حقا باجتياز هذا الاختبار أم أنهم سيبحثون عن شماعة أخري يعلقون عليها فشلهم؟!