«روزاليوسف» تنشر تفاصيلها : خطة حكومية لمواجهة الطموح الإسرائيلى فى السيطرة على الملاحة البحرية

فى خطوة لمواجهة التحديات التى تفرضها التحركات الإسرائيلية لإنشاء قناة بحرية بديلة لقناة السويس، أعدت وزارة «التخطيط» بالتعاون مع عدد من الجهات ذات الصلة وعلى رأسها هيئة قناة السويس ووزارة النقل خطة متكاملة للبدء فى إجراءات سريعة ومشروعات حيوية لضمان تطوير العمل بقناة السويس والتنسيق مع مؤسسات دولية لتشكيل تحالف يضمن المواجهة المشتركة للتحدى الذى يفرضه الطموح الإسرائيلى فى السيطرة على الملاحة البحرية وضرب إيرادات مصر من قناة السويس فى مقتل.
وتكشف الخطة التى تنفرد «روزاليوسف» بنشرها عن تفاصيل مهمة وحيوية فى تعزيز قدرة قناة السويس على مواجهة التحديات الخارجية وعلى رأس المشروعات التى أولتها الخطة التى يعتزم مناقشتها وإقرارها بمجلس الوزراء ومجلس الشورى خلال الفترة المقبلة إنشاء قناة ملاحية جانبية بميناء شرق بورسعيد لتجنب الدخول ضمن نظام القوافل عند عبور قناة السويس، إلى جانب الإسراع فى تطوير وتعميق المجرى الملاحى حتى غاطس 66 قدمًا مع التخطيط للوصول إلى 72 قدمًا وتحديث المعدات البحرية لتيسير مرور العابرات العملاقة ولضمان سلامة الملاحة بالقناة.
وتعتزم الحكومة طبقًا للخطة متابعة الطرق البديلة للقناة ودراسة اقتصادياتها وتحليل حركة التجارة العالمية والتطورات المرتقبة فى أسواقها وانعكاسات ذلك على حركة النقل بين مناطق الإنتاج والاستهلاك والتكاليف الملاحية ومثال ذلك دراسة سوق الغاز الطبيعى من حيث الإنتاج والاستهلاك والأسعار والتجارة الدولية لإمكان اجتذاب شرائح جديدة بمنح تخفيضات لرسوم عبور ناقلات الغاز، هذا إضافة إلى التقييم المستمر لاقتصاديات النقل البحرى وتأثيرات التقدم التقنى على بناء السفن وأحجامها وتخطيط الموانئ والحركة الملاحية وتكاليف التشغيل.
ويأتى على رأس المشروعات المستهدف تنفيذها بالقناة طبقًا للخطة خلال العام المالى المقبل بناء كراكة ذات حفار واستكمال بناء 4 قاطرات ميناء مصاحبة قوة شد 70 طنا و4 قاطرات قوة شد 70 طنا برفاصات asd ولنشين ووتركرافت واستكمال المنظومة الكهروبصرية لتأمين المجرى الملاحى.
هذا إلى جانب استكمال أعمال التعميق بالتفريعة الغربية (48/ 52 قدمًا) واستكمال انشاء أحواض الترسيب وتجديد وتطوير تكسيات القناة بالضفة الشرقية بقطاع بورتوفيق، واستكمال انشاء برج إرشاد جديد بموقع برج البحار وانشاء قيسونات رباط بتفريعة بورسعيد الشرقية، يضاف إلى ذلك استكمال تطوير الرصيف الشمالى بسقالة الشحن الجنوبية بمحجر عتاقة وسقالة اللنشات لمحطة كبريت البحرية والرصيف الغربى لحوض ورشة المحركات ببورتوفيق.
كما تشمل استكمال تطوير وتجديد الشبكة اللاسلكية وتغيير اجهزة النهايات الطرفية لكابل الالياف الضوئية الحالية pdh بآخر SDH، وشراء اوناش ارضية وعلوية وعربات كهربائية ومعدات لتجهيز الورش ومواقع العمل.
وتشمل خطة تطوير القناة إنشاء مرسى جديد بالكيلو 27 لمرفق المعديات، ومرسى ثالث بموقع الرسوة جهة بورسعيد لمرفق المعديات، وتنفيذ محور معدية جديدة شرق التفريعة واخر بمنطقة الترانزيت ببورسعيد واستكمال انشاء معديتين حمولة 320 طنًا وانشاء 6 معديات حمولة 320 طنًا أيضًا، هذا إلى جانب إنشاء مخازن لمعدات ومهمات مكافحة التلوث ولتشوين الفنادر بجونة القاطرات بتفريعة بورسعيد، وقدرت الخطة الاستثمارات المستهدفة لهيئة قناة السويس خلال العام المالى المقبل بنحو 750 مليون جنيه.
ولا يتوقف الأمر على تنفيذ مشروعات تضمن تعزيز عمل القناة لكن تعتزم الحكومة بموجب الخطة التنسيق بين مرفق قناة السويس وخط أنابيب سوميد بما يضمن التكامل بينهما والمواجهة المشتركة للتحديات الخارجية.
وسوميد هو خط بترول يمتد من العين السخنة على خليج السويس إلى سيدى كرير على ساحل البحر المتوسط بالإسكندرية وهو يمثل بديلا لقناة السويس لنقل البترول من منطقة الخليج العربى إلى ساحل البحر المتوسط. وهو مملوك للشركة العربية لأنابيب البترول والتى تساهم فيها شركات من مصر والإمارات والكويت والسعودية وقطر.
وتشمل الخطة كذلك مداومة أعمال التطوير للأرصفة والمراسى والمعديات والمحافظة على الطاقات الإنتاجية للشركات التابعة لهيئة القناة بتدعيمها بالكوادر البشرية وبالأصول الثابتة من أوناش ولوادر وروافع لرفع كفاءتها وخاصة لمواجهة الزيادة المتوقعة فى حركة التجارة مع التوجه لاستكمال مشروعى شرق بورسعيد وشمال غرب خليج السويس والبدء فى تنفيذ المشروع القومى لتحويل قناة السويس إلى مركز لوجيستى عالمى يحقق طفرة غير مسبوقة فى ايرادات المجرى الملاحى والمشروعات الخادمة للحركة العابرة، إضافة إلى طرح مشروع إنشاء محطة الحاويات الثابتة بالميناء على مساحة 600 ألف متر مربع ورصيف بطول 1200 متر بمشاركة القطاع الخاص.
وتستهدف الحكومة -بصفة مبدئية وخلال المدى القصير (العام المالى المقبل) - الحفاظ على المعدلات الحالية للحركة العابرة من حيث أعداد السفن المارة فى القناة فى حدود 18 ألف سفينة (خلال العام المالى 2013 -2014) مع زيادة الحمولة الصافية إلى نحو 976.5 مليون طن مقابل 922 مليون طن (الحمولة المتوقعة خلال العام المالى الجارى 2012 -2013 ) بنسبة نمو 5.9% وذلك نتيجة توقع تغير هيكل السفن والناقلات العابرة لصالح الناقلات الضخمة ذات الحمولات الكبيرة وزيادة إيرادات القناة إلى نحو 5.35 مليار دولار خلال العام المالى المقبل.
وكانت تقارير إسرائيلية قد أكدت أن السلطات الإسرائيلية تخطط لإنشاء قناة تربط البحرين الأحمر والمتوسط، وأوضح مهندسون إسرائيليون بوضع خطط لإنشاء قناة تربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط، وتكون منافسة لقناة السويس، لأن المسافة بين ميناء إيلات والبحر المتوسط ليست بعيدة وتشبه تماماً المسافة التى أخذتها قناة السويس لوصل البحر الأحمر مع البحر الأبيض المتوسط.
وستكون القناة بعمق 50 متراً، أى زيادة عن قناة السويس 10 أمتار، وستستطيع سفينة بطول 300 متر وعرض 110 أمتار، وهى أكبر قياس السفن فى العالم من العبور فى القناة التى ستبنيها إسرائيل، اما مدة البناء فستكون 3 سنوات وسيعمل فى المشروع 150 ألف عامل، يأتون من كوريا ومن دول آسيوية، ومن دول عربية للعمل فى هذه القناة، وستكلف القناة إسرائيل نحو 14 ملياراً، وتعتقد إسرائيل ان مدخولها سيكون 4 مليارات فى السنة وما فوق. هذا إضافة إلى أن إسرائيل سيصبح لها أكبر شريان يجمع البحر المتوسط مع البحر الأحمر.