قضي المعتصمون في ميدان التحرير ليلتهم الأخيرة قبل الرحيل احتفالا بنجاح ثورتهم التي تكللت بتنحي الرئيس ، وبدأوا في تنظيف الميدان والشوارع المحيطة به ورفع المخلفات والحواجز الحديدية التي أقاموها، قبل أن يغادروا الميدان، وسط هتافات «يا صباح الحرية» و«الشعب خلاص أسقط النظام».. في السياق ذاته بدأ عناصر من الجيش إزالة الحواجز من محيط الميدان وبدأ الجيش بتحريك وفتح الطرقات المؤدية إلي الميدان، ووصلت المخلفات إلي 10 أطنان. قوات الجيش بدأت أيضاً في رفع السيارات المحترقة من الميدان ومنها سيارة السفارة الأمريكية بالقاهرة والتي دهست عدداً من شباب المتظاهرين أثناء الأحداث الأخيرة. في الوقت الذي غادر نسبة غالبة من متظاهري التحرير الميدان، حاول الإخوان أن يحدثوا وقيعة جديدة بين «الثوار» و«الجيش» بدعوتهم بالبقاء في الميدان وعدم الرحيل حتي منتصف الأسبوع مدعين أن رحيل الرئيس مبارك ليس كل شيء فهناك معتقلين في السجون ولا يزال قانون الطوارئ قائم ولم يحل مجلسي الشعب والشوري حتي الآن، لكن الشباب الذي شن حملة لتنظيف الميدان وإزالة الخيام والحمامات المؤقتة، هتف في قيادات الإخوان ومنهم محمد البلتاجي «إنزل إنزل.. الشعب يريد إخلاء الميدان.. و«هنضف الميدان وهنمشي»، واحتدم الموقف بين بين الشباب المغادر والإخوان الذي لم يتجاوز عددهم الألفين، وتكونت مجموعات لتهدئة الأوضاع، ما لبست أن انفضت بعدما اتهم الإخوان المغادرين بأنهم مندسون بين الثوار، فردوا عليهم: إنكم تريدون خطف الثورة لصالحكم وتحقيق أهدافكم الشخصية، فقطع الطريق الإخوان أمام السيارات هاتفين: «احموا الثورة».