الديك

فى حارتنا ديك سادى سفاح
ينتف ريش دجاج الحارة كل صباح
ينقرهن.. يطاردهن.. يضاجعهن.. ويهجرهن..
ولا يتذكر أسماء الصبيان
فى حارتنا ديك يصرخ عند الفجر
كشمشون الجبار.. يطلق لحيته الحمراء
ويقمعنا ليل ونهار.. يخطب فينا.. ينشد فينا
يزنى فينا.. فهو الواحد.. وهو الخالد..
وهو المقتدر الجبار..
فى حارتنا ثمة ديك.. عدوانى
فاشستى نازى الافكار
سرق السلطة بالدبابة
القى القبض على الحرية والأحرار..
الغى وطنا..
الغى شعبا..
الغى لغة..
الغى احداث التاريخ..
والغى ميلاد الاطفال..
والغى اسماء الازهار
فى حارتنا ديك يلبس فى العيد القومى
لباس الجنرالات
يأكل جنسا..
يشرب جنسا..
يسكر جنسا..
يركب سفنا من أجساد..
يهزم جيشا من حلمات..
فى حارتنا ديك عربي..
فتح الكون بآلاف الزوجات!!
فى حارتنا ثمة ديك أمى..
يرأس احدى الميليشيات..
لم يتعلم الا الغزو.. والا الفتك..
والا زرع حشيش الكيف.. وتزوير العملات..
كان يبيع ثياب ابيه..
ويرهن خاتمه الزوجى..
ويسرق حتى اسنان الاموات!
فى حارتنا ديك كل مواهبه..
أن يطلق نار مسدسه الحربى على رأس الكلمات!
فى حارتنا ديك عصبى مجنون..
يخطب يوما كالحجاج..
ويمشى زهوا كالمأمون..
يصرخ من مأذنة الجامع
يا سبحانى يا سبحانى..
فانا الدولة والقانون!
كيف سيأتى الغيث إلينا..
كيف سينمو القمح..
وكيف يفيض علينا الخير.
وتغمرنا البركة!
هذا وطن لا يحكمه الله!
لكن تحكمه الديكة!
فى بلدتنا يذهب ديك.. يأتى ديك..
والطغيان هو الطغيان..
يسقط حكم لينيني.. يهجم حكم أمريكي..
والمسحوق هو الانسان!
حين يمر الديك بسوق القرية ..
مزهوا منفوش الريش..
وعلى كتفيه تضئ نياشين التحرير ..
يصرخ كل دجاج القرية فى اعجاب ..
يا سيدنا الديك..
يامولانا الديك..
يا جنرال الجنس.. وفحل الميدان!
أنت حبيب ملايين النسوان!
هل تحتاج إلى جارية..
هل تحتاج إلى خادمة..
هل تحتاج الى تدليك!
حين الحاكم سمع القصة
اصدر امرا للسياف بذبح الديك!
قال بصوت غاضب..
كيف تجرأ ديك من أولاد الحارة
ان ينتزع السلطة منى
كيف تجرأ هذا الديك
وانا الواحد دون شريك