اكد اسامة سليمان القيادي بجماعة انصار السنة اختراق الأفكار الجهادية للمدرسة السلفية بالاسكندرية، وقال ان بعض العناصر تحاول الاتجاه باصحاب الفكر السلفي إلي استحداث تنظيم والمشاركة في العمل السياسي من اجل الحصول علي نصيبهم في السلطة، محذرا من خطورة هذا الاتجاه لانه يجعل من مصر تكرارا للنموذج العراقي أو اللبناني. سليمان اكد أيضا ان اعدادا من الشباب السلفي تنضم إلي السلفية الحزبية التنظمية بحثا عن ان يكون لها ولي امر يجتمع بهم في تنظيم مشابه لجماعة الإخوان وسلفية الكويت او غيرها، مشيرا الي وجود بعض البؤر تعتنق السلفية الجهادية في الاسكندرية تعمل علي شحن اتباعها مستغلة الاحداث الساخنة، مشددا علي أن دورهم يقتصر علي الخراب والهلاك. تصريحات القيادي بانصار السنة فاجأتنا عندما سألناه عن اختلاف التيارات السلفية حول المشاركة في المظاهرات حيث اعلنت مدرسة السلفية الاسكندرية رفضها المشاركة في المظاهرات التي دعا اليها عدد من نشطاء الانترنت بمناسبة عيد الشرطة امس، وقال منظر الحركة ياسر برهامي ردا علي سؤال حول هذه الأمر علي موقع صوت السلف ان اغلب دعاة الاسكندرية اتفقوا علي ضرورة عدم المشاركة تقديما لمصلحة البلاد وامنها ودرءا للفتن. يأتي هذا في الوقت الذي شاركت عناصر من التيارات السلفية في القاهرةوالاسكندرية في مظاهرات ضد الكنيسة ورفعوا شعار حركة جديدة اطلقوا عليها حركة حفص، رغم اعتراض قيادات انصار السنة علي الخروج في مظاهرات بحجة ان مفاسد الخروج اكبر من مفاسد اولياء الامور. حفص دعت مؤيديها للمشاركة في مظاهرات 25 يناير،الأمر الذي طرح عدة تساؤلات حول موقف التيارات السلفية المصرية علي اختلاف تنويعاتها من التظاهر، بل والمشاركة في العمل السياسي أو انتهاج العنف في حال اقتناع بعض عناصرها بافكار جهادية أو حزبية إخوانية، في ظل عدم وجود تنظيم يحفظ هذه الأفكار نسبيا من الاختلاط بغيرها. الاختلاف حول فكرة المظاهرات لم يقتصر علي التيارات السلفية التي ليس لها إطار قانوني شرعي بل امتد إلي الجمعيتين القانونيتين العاملتين في هذا المجال، ففي الوقت الذي شدد احمد يوسف الأمين العام لأنصار السنة علي رفض الجماعة لانتفاضة تونس معتبرا انها بلا هدف ولا غاية كما ان التغيير لابد ان ياتي من القاعدة الي القمة فان محمد مختار المهدي رئيس الجمعية الشرعية ايد فكرة الخروج في المظاهرات مادام القانون سمح بها ولايوجد فيها متسللون من جهات خارجية وتكون مقتصرة علي ابداء ما يعانون وتنبيه المسئولين لذلك.. وحول امكانية اعتناق السلفية للفكر الحزبي قال ان التنبؤ بما يمكن حدوثه في المستقبل امر غير ممكن، لان كل شيء اصبح وارداً. وقال الشيخ علي حشيش مدير الدعوة بانصار السنة ان السلفية الحزبية اصبحت موجودة في مصر والكل يعلم مقرها والقائمون عليها واصبح لها في كل بلد ولي وامير يتولي شئونها ولها افكار تخريبية منها الدعوة الي مثل هذه المظاهرات ووجود تشكيلات موازية للانظمة الحكومة. ويشير د. حسن ابو طالب رئيس تحرير التقرير الاستراتيجي العربي إلي ان وجود سلفية جهادية يتطلب المواجهه الدائمة من المجتمع ككل، لافتا الي ان هناك مجموعة من الافراد يؤمنون بمشاركة السلفيين في العمل السياسي، مستبعدا ان يصبح لهم حزب، لان هذا لا يتناسب مع طبيعة الشخصية المصرية. ووصف كمال حبيب الخبير في شئون الحركات الإسلامية السلفية الموجودة في مصر بانها سلفية تقليدية تهتم بالدعوة فقط والنظام الحالي لا يشجع تحول السلفيين الي العمل في المجال السياسي لان الدستور يمنع ذلك كما انه توجد قاعدة اساسية عند السلفيين وهي عدم المشاركة في السياسية مطلقا ومواقفه ثابتة في مجال المشاركة في الحياة السياسية.