أكد وزير الدولة للشئون الخارجية البحرينى غانم بن فضل البوعينين أن مملكة البحرين أنجزت أكثر من 90٪ من عمليات الإصلاح المجتمعى فى الشأن الداخلى للبلاد، بعد موقف ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة باستدعاء لجنة تحقيق محايدة من خارج البلاد وتعهد بتنفيذ جميع توصياتها، وفى الوقت الذى قدمت الحكومة أيديها إلى المعارضة للتعاون من أجل النهوض بالبلاد، يحاول البعض اقصاء جميع الفصائل المكونة من الشعب البحرينى، والانفراد بالحوار وهذا ما ترفضه الديمقراطية، وزير الدولة أوضح فى حوار اختص به «روزاليوسف» أن أوروبا خلال الاجتماع الأخير فى الجامعة العربية، أرادت أن تلقن العرب درسا فى حقوق الإنسان وتناست ما يحدث فى غزة وسوريا، فى الوقت الذى تمنح الحريات للمثليين وسب الصحابة والأنبياء لأنهم يكيلون بمكيالين. وإلى الحوار: ■ كيف ترى دور الجامعة العربية بعد انتهاء أزمة العدوان الإسرائيلى على غزة؟
- الجامعة العربية هى نتاج للأنظمة العربية والأمانة العامة هى جهاز إدارى بحت ليس له أن يتخذ القرار ولا يمكن أن يغير فى نهج العمل العربى ومن يستطيع تغيير هذا النهج هو وزراء الخارجية العرب الذين يمثلون أنظمتهم، وكان تصورى أن ما حدث فى غزة يجب أن يكون رد الفعل العربى على مستوى الحدث خاصة أن المنطقة العربية وخاصة مصر ودول أخرى شهدت تحولات سياسية وكما قلت فى الاجتماع الوزارى الأخير أنه من المتوقع أن التحولات العربية الايجابية يجب أن تنعكس على رد الفعل من خلال قوة ومضمون الخطاب العربى وليس كما كان يحدث فى السابق.
■ ما تقييمك للاجتماع العربى الأوروبى الذى عقد مؤخرًا فى الجامعة العربية؟
- أرى أن الأوروبيين حضروا ليعلمونا أصول حقوق الإنسان وفى نفس اليوم، فى ضرب غزة رأينا بعض الدول الأوروبية لا تتحدث عما يحدث فى القطاع من انتهاكات وضرب وقتل، وهل يمكن أن تتجزأ حقوق الإنسان؟ أننى أرى أن الدول الأوروبية تكيل بمكيالين ولا يعرفون أن حق الإنسان حق إنسانى أصيل لكل إنسان فهناك حقوق للشعب السورى والفلسطينى سواء كان فى غزة أو الضفة وجميع أرجاء الدولة الفلسطينية.
■ هل هناك إزدواجية معايير لدى الدول الأوروبية؟
- أوروبا تترك الشعب الفلسطينى يقتل ويشرد ولا تتخذ موقفًا صامدًا فى سوريا ونراها تدعم حقوق المثليين فى الزواج وتدعم حريات التعبير عن وجهة النظر وخاصة سب الصحابة والأنبياء، إلى أن وصلت إلى مرحلة متدنية ولكن عندما نأتى إلى حق الحياة نرى الدول الأوروبية تكيل بمكيال آخر لذلك يجب على تلك الدول أن تتحدث بخطاب متوازن وإعادة تقييم الأخلاقيات والمبادئ والعدالة وحريات العيش والتعليم ولكن نرى موقفهم مداهنة لإسرائيل.
■ ماهى الطريقة التى يجب أن يتعامل العرب فيها مع تلك الازدواجية؟
- أنا لا أدعو إلى قطع العلاقات ولكن إلى مراجعة الاتفاقيات مع تلك الدول وإعادة تقييم لها أولا، وثانيا بالنسبة لإسرائيل، فرئيس الوزراء الإسرائيلى عرف أن الاجتماع الوزارى العربى لن يخرج عن الإدانة والشجب، لذلك لابد من إعادة النظر فى مبادرة السلام العربية التى طرحت فى بيروت ومازلنا نتكلم عنها، وأن تتخذ مواقف أخرى لدعم الشعب الفلسطينى فى الداخل ثم لمواجهة إسرائيل سياسيا لا أقول عسكريا فهناك عنجهية إسرائيلية.
■ إذن أنت ترى أن الثورات العربية لم تغير من الموقف العربى شيئًا؟
- نعم الثورات العربية جاءت ولكن لم يتغير شىء إطلاقا.
■ هل ترى إمكانية استخدام سلاح النفط والمال فى مواجهة إسرائيل وأمريكا؟
- الاتفاقيات الدولية معقدة ومتشابكة ورحمة الله على الملك فيصل الذى استخدم هذا السلاح فى السابق فالوطن العربى له قيادة وهى مصر التى لها وزن سياسى وعلمى وسكانى وله طاقة، وقيادة العالم العربى موجودة فى مصر ومحتاجة فقط ترتيب الأوراق وجلوس القيادات العربية لتنسيق المواقف ونحن نستطيع استخدام سلاح معنوى وليس ماديًا ونعلن ذلك كمواقف ونصرح به ونقول للآخر بإمكاننا أن نفعل الكثير تحت قيادة مصر، وأوباما وغيره حضروا إلى مصر فهى قبلة لقيادات العالم فالكل يعرف من هى مصر على مر التاريخ.
■ هل تسعى إيران من خلال البحرين لبناء قوميتها الفارسية؟
- اشكالية إيران فى قياداتها التى تتبنى نظرية الولى الفقيه على مر تاريخها من خامنئى والخومينى، وهى الهيمنة على كل شيعة العالم سواء كانوا فى البحرين أو غيرها من الدول، فالشيعة هم مواطنون فى دولهم وولاؤهم لقيادات تلك الدول، واستغلال إيران لهذه النظرية هى محاولة اختراق البحرين والكثير من الدول على أساس دينى ولكنها لها أبعاد سياسية خطيرة جدا، فحلم إيران هو حلم قومى فارسى والرئيس الإيرانى دائما يتحدث على القومية الفارسية ولكن من حقى كعربى أن أحلم بالقومية العربية، لذلك ربما يكون الخلل من عندنا نحن لأننا نتخلى عن دورنا ولدينا قدرات كبيرة ولذلك يجب النهوض بالأمة حتى لا ندع الآخرين يحتلون مكانتنا.
■ هل كان لإيران دور فى الأزمة الأخيرة بمحاولة توريط مصر فى حرب مع إسرائيل؟
- لا إيران ولا غيرها تستطيع أن تورط مصر فى أى حرب، لأن مصر قيادة وإرادة ورجال، وليس باستطاعتها أن تورطها فى خطوات غير مدروسة، لذلك يجب على مصر أن تعود إلى الريادة والقيادة وإلى دورها الأساسى لحجمها السكانى والاقتصادى، لموقعها، وكل ذلك يؤكد أن مصر هى الدولة والقائدة للدول العربية والإسلامية، لذلك إذا كان هناك انكماش أو تقصير فى الفترة السابقة والذى أعطى فرصة للآخرين بالبروز وأخذ الدور الريادى، فيجب على مصر أن تتحرك من مكانتها وليس كأى دولة أخرى فمصر مع مر العصور لها دور تاريخى وأن تقود الأمة، فمصر من هزم التتار والفرنسيين وغيرهما.
■ كيف ترى تعامل الإعلام مع الشأن الداخلى البحرينى؟
- البحرين ظلمت إعلاميا فى الإعلام الدولى وليس هناك أكثر من تقرير مجلس أمناء البى بى سى بأنها لم تكن محايدة وأخطأت نوعا ما فى تشخيص الحالة البحرينية، والبحرين قضية مختلفة ونتاج تدخلات أجنبية وربما نتيجة التحريض الإعلامى الواضح، والذى يبث من خارج الوطن العربى، ولأول مرة فى التاريخ المعاصر، قائد دولة وهو الملك يستدعى لجنة خارجية فى قضية حقوق الإنسان ويعطيهم الحرية الكاملة وكان لى شرف أن أكون عضوًا فى لجنة متابعة تنفيذ الحكومة لتنفيذ تلك التوصيات ومنها الإعلام والتعليم ومعاملة المعتقلين والتعامل مع المظاهرات، والحكومة أوكلت لنائب رئيس الوزراء تنفيذ تلك التوصيات وكنت عضوًا بمجلس نواب بعيدا عن الحكومة أثناء ذلك كما تضمنت التوصيات إنشاء مكاتب للتفتيش متعلقة بتلقى الشكاوى.
■ إذن ترفض أن تشبه ما يحدث فى البحرين مثلما حدث فى عدة دول عربية؟
- إن ما يجرى فى البحرين على خلاف الثورات العربية وهو حراك طائفى ولا يوجد حاكم فى العالم يستدعى لجنة تقصى حقائق محايدة من خارج البحرين سوى ملك البحرين والتى كان يرأسها المستشار محمود بسيونى مع حقه فى اختيار اعضائه، وقامت بالتحقيق فى كل الشكاوى والادعاءات.
■ وما آخر تطورات الحوار مع المعارضين؟
- الحوار طرح منذ بدايات الأزمة فى مارس 2011 وتم الإعلان عن بدء الحوار ولكن الطرف الآخر رفض الحوار ويريدون فقط أن يكونوا هم المحاور الوحيد والممثل للشعب أمام السلطة، وهذا غير صحيح لأن الشعب البحرينى مكون من العديد من الكيانات وهناك العديد من الأطراف، فنحن نرفض اقصاء طرف على آخر، نحن نريد مصلحة البلاد ونريد أن يتعاون الجميع وفى إحدى الدعوات حضرت جمعية الوفاق ربما جلسة أو اثنين ثم انسحبوا إذا كانت هناك قناعة بجدوى الحوار كان يجب عليهم الاستمرار، وإذا لم تكن لديهم القناعة فلماذا شاركوا فى البداية، فأيدينا ممدودة ومازالت ممدودة ولكن كان الرفض هو السمة الرئيسية لتلك الجمعية.