كشف تقرير استخبارى ألمانى أن عناصر متمرسة من حزب الله ومن «فيلق القدس» الذى يضم قوات النخبة فى «الحرس الثوري» الإيرانى تولوا تنفيذ جريمة اغتيال رئيس فرع المعلومات فى قوى الأمن الداخلى اللبنانى اللواء الشهيد وسام الحسن، بتفجير سيارة مفخخة فى منطقة الأشرفية شرق بيروت أكتوبر الماضي. وتتقاطع معلومات التقرير الألمانى مع ما كشفه النائب فى «تيار المستقبل» نهاد المشنوق عن وجود صور تثبت تواجد قيادى فى «حزب الله» بموقع الجريمة، تبين لاحقاً أنه سليم عياش، أحد المتهمين الأربعة بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريرى فى فبراير 2005.
ونقلت صحيفة «السياسة» الكويتية عن التقرير أن الأوامر بتنفيذ الاغتيال صدرت من مكتب التنسيق السوري-الايرانى المشترك التابع لرئاسة الأمن القومى فى دمشق التى يشغلها اللواء على مملوك، مشيرة إلى أنه بات من شبه المؤكد أن الجريمة هى عملية انتقام من مملوك، أحد الرؤوس فى النظام السورى التى كشف الشهيد وسام الحسن مخططها لتفجير فتنة طائفية - مذهبية فى لبنان عبر تنفيذ اغتيالات وتفجيرات فى شمال لبنان بعد اعتقال الوزير الأسبق ميشال سماحة قبل نحو شهرين، على اثر ثبوت نقله العبوات والمتفجرات التى كان مقرراً أن تستخدم فى العمليات الإرهابية من دمشق إلى بيروت.
وأشار التقرير الألمانى إلى أن عملية الاغتيال تكونت من ثلاث مراحل، بداية من اشتراك عناصر «فيلق القدس» الموجودين فى السفارة الايرانية فى بيروت مع العناصر الأمنية المختارة بدقة من حزب الله، بوضع خطة اغتيال الحسن.
وأوضح أن قيادات حزب الله مسيطرة على لوائح المسافرين والقادمين من وإلى مطار بيروت الدولى الواقع فى أهم مربع أمنى فى الضاحية الجنوبية التابع لها، علماً أن التفجير وقع بعد ساعات من عودة الحسن من الخارج عبر هذا المطار.
وثانياً، جرى تفخيخ ثلاث سيارات على الأقل بمتفجرات شديدة الفاعلية من زنة 50 إلى 60 كليوجراماً شبيهة بالمتفجرات التى نقلها سماحة إلى بيروت من دمشق، لكنها أكبر وزناً وتحتوى على مواد شديدة الفتك وجرى توزيع السيارات فى ثلاثة شوارع مؤدية كلها إلى المكتب السرى الذى كان الحسن يشغله فى الاشرفية، واكتشفت استخبارات حزب الله وحليفتها السورية وجوده عن طريق اختراقها شعبة المعلومات «بواسطة ضابطين مواليين لها» بحسب التقرير.
وأخيرً، أشرف 12 عنصراً من حزب الله بينهم 4 من الحرس الثورى مباشرة على أماكن السيارات الثلاث المفخخة، وتوزعوا فى خمس سيارات بداخل كل منها ريموت كونترول للتفجير. واضاف التقرير: انه جرى تفخيخ السيارات الثلاث فى أحد مرائب منطقة الشياح على بعد نحو 50 متراً من طريق صيدا القديمة الفاصلة بينها وبين عين الرمانة، بمعرفة جهاز أمن حركة أمل برئاسة نبيه بري، وعناصر من الاجهزة الامنية اللبنانية التابعة لحزب الله والسفارة الايرانية مباشرة.
وكشف التقرير أن العناصر الاربعة من فيلق القدس الذين شاركوا فى الاغتيال جرى سحبهم فى اليوم التالى لتنفيذ الجريمة إلى طهران عبر دمشق.
وفى بيروت، كشف عضو كتلة «المستقبل» النائب نهاد المشنوق وجود صور تُظهر وجود مسئول تنظيمى فى حزب الله فى موقع جريمة اغتيال اللواء الحسن، فيما كشفت الإعلامية اللبنانية ماريا معلوف،المعروفة بقربها من أجهزة الاستخبارات، عبر موقع التواصل الأجتماعى» تويتر»، أن القيادى المقصود هو سليم عياش.
ولفت المشنوق إلى أن هذا المسئول هو واحد من ثلاثة آخرين فى الحزب كانوا موجودين فى المنطقة التى كان وسام الحسن قد استأجر فيها مكتباً سرياً
وسليم عياش هو أحد أربعة كوادر من حزب الله اتهمتهم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان فى قرارها الذى أصدرته فى يوليو 2011 بتنفيذ جريمة اغتيال الحريري. والثلاثة الآخرون هم: مصطفى أمين بدر الدين وحسين حسن عنيسى وأسد حسن صبرا.