أكد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية، أن العالم أحوج ما يكون إلي منتديات تعين علي حوار حقيقي نابع من الاعتراف بالهويات والخصوصيات، وهو الحوار الذي يظل محترما ولايسعي لتأجيج نيران العداوة والبغضاء أو فرض الهيمنة علي الآخر، ولكن يراعي التعددية الدينية والتنوع الثقافي، ولاينقلب أبدا إلي حديث أحادي، ولايكون مقصورا علي النخب الأكاديمية التخصصية فحسب، وبالتالي فهو من وجهة نظر الإسلام ليس سعيا لإلحاق الهزيمة بالمخالف بقدر ما هو محاولة لفهمه فقد خلقنا الله شعوبا وقبائل ليتعرف بعضنا علي بعض كما جاء في القرآن الكريم مبينا دور القيادات الاسلامية للتعاون بين البشر علي أساس الشراكة والاحترام المتبادل . وشدد فضيلة المفتي في مقاله بمجلة «اليو إن كرونيكل» وهي المجلة الرسمية الفصلية للأمم المتحدة في عددها الصادر في شهر أكتوبر الحالي والذي خصصته عن «الحوار بين الحضارات والثقافات»، علي أنه لا حوار بين الشرق والغرب إلا بحل عادل للقضية الفلسطينية، لأن مصدر التبرير المزعوم لدي الدوائر السياسية في الغرب لكثير مما يطلقون عليه مظاهر التطرف والعنف السياسي في العالم مرده إلي مأساة فلسطين التي لم تحل منذ 60 عاما، مؤكدا أننا نحتاج لفهم هذا الوضع المعقد حتي نضع حلولا لهذه المأساة وهذا لن يكون إلا بحل عادل للقضية الفلسطينية.