ارتفعت حصيلة الاشتباكات المسلحة التى تشهدها مدينة طرابلس شمال لبنان بين منطقتين للسنة والعلويين، فى الوقت الذى يسود مناطق الاقتتال فى جبل محسن وباب التبانة هدوءا حذرا، مع سماع طلقات متقطعة من جانب القناصة. يأتى ذلك بعد أن شهدت مدينة طرابلس حتى فجر أمس أعنف المعارك الدموية منذ أكثر من عشرين عاما حيث دوت قذائف الهاون بمعدل كبير وأطلقت صواريخ «ب 7» و«ب 10» وأعيرة متوسطة وثقيلة ورصاص القناصة ودوت القذائف فى أرجاء المدينة. هذا وقد أعلنت وكالة الأنباء اللبنانية الحكومية أن حصيلة الاشتباكات المسلحة أرتفعت إلى ثمانية قتلى وأكثر من سبعين جريحا بعضهم اصابته خطيرة بينهم تسعة من أفراد الجيش.
وقال بيان للجيش اللبنانى: إن وحداته المنتشرة للفصل بين المنطقتين ردت على مصادر النيران وإن وحدات أخرى هاجمت مبانى كان ينتشر فيها بعض القناصة. وكانت الاشتباكات اشتدت بعد منتصف ليل الثلاثاء، بين المنطقتين استعملت خلالها مختلف أنواع الأسلحة لا سيما الصاروخية، ما أدى إلى نزوح سكان المنطقة فى اتجاه عمق المدينة، وفقا للوكالة. وشهدت منطقة باب التبانة التى يقطنها السنة، ومنطقة جبل محسن التى يقطنها العلويون، توترات متزايدة منذ اندلاع الانتفاضة فى سوريا، وسقط عشرات القتلى والجرحى فى المنطقتين.
فى السياق ذاته حذرت قوى 14 أذار اللبنانية من أن الدولة بدأت يظهر عليها أعراض السقوط بسبب عجزها عن تأمين الحد الأدنى من الاستقرار وعدم رغبتها فى القيام بواجبها فى ضبط الأمن على جميع أراضيها.