الحرب علي الإرهاب

دخلت المواجهات مع العناصر الإرهابية في سيناء مرحلة جديدة، وصفها مصدر أمني رفيع المستوي ب «الحرب الحقيقية بين قوات الجيش وبين المسلحين»، سواء من الخارجين علي القانون أو المتطرفين من أصحاب الأفكار التكفيرية والجهادية.
واعترف المصدر أن الجيش لم يكن يتوقع أبدا حجم التسليح الكبير الذي تمتلكه عناصر البؤر الإجرامية وان نوعية الأسلحة التي يحملونها متطورة جدا وكأنها أسلحة جيوش وليس مجرد جماعات تكفيرية تعيش في كهوف الجبال، وهو ما دفع القوات المسلحة الدفع بتعزيزات قتالية بشكل مستمر إلي سيناء وصل إلي حد إرسال قواعد صاروخية ومدفعية ومعدات ثقيلة من دبابات مجنزرة وغيرها.
وأوضح المصدر أن الجماعات المسلحة في سيناء تحاول بكل الطرق تشتيت انتباه القوات من خلال ضرب الأكمنة البعيدة علاوة علي محاولاتهم التحرش بإطلاق النار علي السفن العابرة بقناة السويس وهو ما حدث حوالي 5 مرات منذ بدء العملية «نسر» في سيناء، إلا أن رجال الجيش نجحوا في كل مرة في مطاردة هذه العناصر داخل الجبال القريبة من المجري الملاحي للقناة. وكشف المصدر عن قيام مسلحين بإطلاق نار كثيف أمس اتجاه إحدي السفن الأجنبية العابرة للمجري الملاحي وتبعها اشتباكات عنيفة مع قوات الجيش ووقعت إصابات بين المسلحين، كما تم القبض عليهم وإحالتهم للجهات السيادية للتحقيق معهم. وفي سياق متصل أكد المصدر أن الخطة «نسر» سوف تشهد خلال الفترة المقبلة بعض التعديلات والتي سيضعها وزير الدفاع الجديد الفريق أول عبدالفتاح السيسي ورئيس الأركان الفريق صدقي صبحي حيث سيتم تطوير عملية الهجوم وبشكل مكثف ضد البؤر الإجرامية للانتهاء من العملية في أسرع وقت.
كما شهدت منطقة الشيخ زويد اشتباكات عنيفة فجر أمس بين المسلحين وقوات الجيش والشرطة الموجودة هناك استخدمت فيها القاذفات الصاروخية، وتزامن ذلك مع انفجار شاحنة وقود بالقرب من مطار العريش الدولي، مما عطل المرور عدة ساعات وأصيب 4 أشخاص بجروح بسيطة. كما أجهضت قوات الجيش محاولة عناصر إرهابية تفجير محطة محولات شمال سيناء الرئيسية، بهدف التحرك في الظلام لاستهداف وحدات القوات المسلحة والشرطة وبعض المؤسسات الحيوية.
في السياق ذاته تكثف قوات الأمن من تواجدها بمنطقة وسط وجنوب سيناء تحسبا لفرار العناصر الإرهابية إلي جنوب سيناء لاستهداف المناطق السياحية كرد فعل علي العملية «نسر».