صدور القرار الظني ينذر باغتيالات جديدة (1) - لبنان فوق صفيح ساخن، ليست الأزمة فقط هي الفراغ الحكومي الذي نتج عن استقالة 11 وزيراً ولكن في قرب صدور قرار الاتهام في قضية مقتل الحريري. - المتوقع أن يصدر القرار في غضون ساعات، والتكهنات تشير إلي احتمال حدوث مفاجأة صاخبة بتوجيه الاتهام إلي حزب الله، ولا يعلم أحد كيف يمكن أن تسير الأحداث. - حزب الله يتوقع الأسوأ وعمد إلي إحداث فراغ حكومي قبيل صدور القرار، واختار ساعة الصفر أثناء زيارة سعد الحريري لواشنطن، في إشارة إلي أنه لن يقف مكتوف الأيدي. (2) - كل السيناريوهات متوقعة.. فإذا صدر القرار الظني بالإدانة، فسوف تمضي الأحداث في اتجاه التصعيد، وليس مستبعداً أن يطبق حسن نصر الله مقولة «علي وعلي أعدائي». - من الممكن أن يتكرر مشهد احتلال بيروت، ليحكم حزب الله قبضته علي زمام الأمور، ويدفع الأحداث في اتجاه المواجهة مع الغرب لأنه يعلم أن النهاية لن تكون في صالحه. - لا يتوقع كثيرون أن يبادر حزب الله بعمل عسكري ضد إسرائيل، حتي لايقدم لها ذريعة شن حرب علي الجنوب اللبناني، وفي هذه المرة ستكون الحرب تحت مظلة المجتمع الدولي. (3) - رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري يمسك النار بكلتا يديه، فلديه معلومات مؤكدة حول الجهة التي تورطت في اغتيال والده وينتظر ساعة الثأر والحساب. - هو يعلم أيضاً حجم الضغوط التي يواجهها من أطراف متعددة سواء في الداخل أو الخارج لإفساد المحاكمة، وتحميله مسئولية زعزعة الاستقرار في لبنان. - الحريري يعلم مدي إصرار المجتمع الدولي علي مطاردة قتلة الحريري، وأن القرار الظني سوف يصدر في غضون ساعات.. لتبدأ لبنان مرحلة أخري من عدم الاستقرار. (4) - حاولت دمشق أن تمد يد العون والمساعدة لحزب الله، وقدمت في شهور سابقة ملف «شهود الزور» للتشكيك في التحقيقات التي تجريها المحكمة الدولية. - مُورست ضغوط كثيرة علي سعد الحريري إبان توليه رئاسة الوزارة اللبنانية ليقوم بالتحقيق في ملف «شهود الزور» الذي يتضمن أسماءً لشخصيات لبنانية وسورية تشير إليها أصابع الاتهام. - كان الهدف من تقديم ملف «شهود الزور» هو القيام بتحقيق موازٍ لإفساد المحاكمة الدولية.. وتعثر الملف في اجتماعات الحكومة اللبنانية ولم يتقدم خطوة واحدة. (5) - سعد الحريري مازال المرشح رقم واحد لرئاسة الحكومة اللبنانية الجديدة، نظراً لمهارته الشديدة في إدارة شئون البلاد في الفترة الماضية رغم المصاعب والضغوط السياسية التي واجهها. - فصائل المعارضة اللبنانية - أيضاً - تحاول الوصول إلي اتفاق بشأن تسمية شخص آخر غير الحريري ليرأس الحكومة ولكن لم يتم التوصل إلي تحديد مرشح المعارضة. - حزب الله يقف لمحاولات تشكيل الحكومة بالمرصاد، لأنه المستفيد الأكبر من الفراغ، الذي يمكنه من استثمار الموقف حال صدور قرار من المحكمة الدولية فتبقي الأوضاع في نقطة الصفر. (6) - الذريعة التي يتمسك بها حسن نصرالله قبل صدور القرار هي تسييس المحاكمة واتهام القضاة بأنهم يسعون إلي إدانة الحزب، وأنهم يسيرون بالتحقيقات في هذا الاتجاه. - سوريا من جانبها تؤكد أنها سترفض القرار إذا كان مسيساً، أما إذا صدر بأسانيد ومبررات قانونية فلن تستطيع أن ترفضه ولكن لايعرف أحد كيف ستتعامل معه. - حسن نصرالله يؤكد أن مرحلة ما قبل القرار - إذا كانت الإدانة - ليست كما بعده.. ويعتبر المراقبون ذلك إشارة إلي احتمال قيام الحزب باجتياح بيروت ووضع الجميع أمام الأمر الواقع. (7) - الخوف يسيطر علي لبنان من أن تشهد سلسلة من التفجيرات والاغتيالات لتعطيل المحاكمة واستهداف شخصيات مهمة، للفت الأنظار إلي قضايا أخري أكثر سخونة. - سقطت حكومة سعد الحريري بسبب الاختلاف الشديد حول المحاكمة وملف «شهود الزور»، وعندما فشلت الوساطة السورية - السعودية في التقريب بين وجهات النظر. - كل البدائل صعبة، وكل الطرق مليئة بالأشواك واستمرار الفراغ يولد خطراً كبيراً علي الأوضاع في لبنان، الذي بات علي مقربة من مرحلة الانفجار. E-Mail : [email protected]