كتب: بوب هربرت في التاسعة صباحاً من يوم 16 أبريل 2007 بدأ الفصل الدراسي الثاني للغة الفرنسية، الطقس هذا اليوم كان باردا بشكل غير معتاد في هذا الشهر من السنة وكان الثلج يتساقط، أحد الطلاب الفرنسيين أشار إلي هذا اليوم من خلال فيلم وثائقي جديد وهو الطالب " كولين جودارد " الذي أنتج فيلما يحمل اسم " الحياة لمدة 32 يوما ". " بدأنا نسمع أصواتا مدوية ضجيجا خارج الفصول الدراسية " وأضاف في الفيلم: " اتجه مدرسنا إلي الباب للنظر إلي الخارج لمعرفة ما يحدث ففتح الباب ثم أغلقه مرة واحدة وطلب من الجميع النزول تحت مكاتبهم وانتشل هاتفه وطلب الشرطة مؤكدا لهم أننا تحت إطلاق نار مستمر وبمجرد أن أنهي مكالمته رأينا الرصاص يأتي من الباب". قاعة نوريس التي كان يدرس بها الطالب صاحب الفيلم هي مبني أكاديمي بالحرم الجامعي الرئيسي لمعهد بوليتكنيك بجامعة فرجينيا أو المعروفة بجامعة فرجينيا للتكنولوجيا، كان المسلح طالبا جامعيا مخبولا يدعي تشو سيونج هو وكان معه اثنان من المسدسات نصف الألية. تذكر جودارد في فيلمه تلك اللحظات وإطلاق النار علي ركبته اليسري وشعوره بدمه يسيل ويتسرب أسفل ساقه ليغادر المسلحون من جديد فصله الدراسي إلا أن صوت إطلاق النار ظل يدوي في أنحاء المكان. جودارد أشار إلي أن أصوات دوي الرصاص كانت تعلو شيئا فشيئا مضيفا: " كنا نقول أنا ومن معي في الفصل الدراسي إنه سيعود مرة أخري إلينا ولكنه اتجه بشكل شبه ممنهج إلي باقي الصفوف الدراسية وكان لا يزال يطلق النار، في لحظة وجدته واقفا عند قدمي وأصابتي ثانية برصاصة في الفخد وأطلق رصاصة أخري علي كتفي اليسري وأطلق أخري في فخدي الأخري". الصورة والعنوان الرئيسي لصحيفة نيويورك تايمز هذا الأسبوع أبرزا مدي المرض الذي وصل إليه مجتمعنا وهي كانت صورة لأخت كريستينا تايلور صاحبة التسع سنوات التي قتلت في الهجوم الذي استهدف النائبة جابريال جيفوردز وأدي لمقتل خمسة أشخاص آخرين وقد أبرزت الصورة شقيقتها التي تبلغ من العمر 11 عاما وهي تمسح دموعها خلال الجنازة وكتب تحتها " اتركوا الحزن جانبا .. لا نري أي تحول في قوانين حمل السلاح "، ما الذي يجري ؟ هل نحن حقا عاجزون في مواجهة من يحملون السلاح في مجتمعنا؟. المئات من الأشخاص يموتون كل عام في الولاياتالمتحدة في حوادث إطلاق نار بينهم نساء وأطفال ورجال ونحن كمجتمع نقف بالفعل عاجزين في خوف مثير للشفقة في مواجهة المتطرفين ولم نحقق حتي خطوات متواضعة إلي الأمام لكبح جماح هذا الرعب، أين القيادة في مواجهة المجانين المسلحين؟. في فيلم " الحياة ل32 يوما "يشير هذا الفيلم الوثائقي إلي الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين قضوا بجامعة فرجينيا للتكنولوجيا وذهب جودارد إلي موقع إطلاق النار وأشار إلي أماكن المأساة والأماكن التي كانت تتكدس فيها الجثث، وتذكر أنه حين حضرت الشرطة قام الطالب المسلح تشو بقتل نفسه لتبدأ بعدها عملية مرعبة للملمة الجرحي وأشلاء القتلي. الفيلم المميز أنتجه ماريا كومو كول وإخراج كيفن بريسلين وبطله هو الطالب جودارد الذي خرج غارقا في جروحه إلا أنه تغلب علي الأمر وعاد إلي جامعة فرجينيا لتحصيل دروسه والحصول علي أعلي درجة وهو يعمل حاليا في مركز برادي لمنع العنف المسلح ويناضل من أجل قوانين أكثر صرامة ضد حمل السلاح. جودارد لا يريد حظرا كاملا لحمل السلاح لأنه لا يحمل رغبة في حرمان الناس من حقوقهم الدستورية لكنه يعتقد في اتخاذ إجراءات عقلانية لجعل الولاياتالمتحدة أكثر أمنا خاصة في أماكن يتواجد فيه طلاب داخل كلياتهم وأساتذة يدرسون حيث لا يجب أن يكونوا قلقين من قيام أحد الأشخاص بإطلاق النار عليهم داخل الفصول الدراسية. نقلا عن نيويورك تايمز ترجمة- هاشم عبدالحميد