سعيا لاحتواء حالة الغضب والإحباط التي تعانيها جماعة الإخوان المحظورة عقب الخروج من مجلس الشعب، وجه محمد بديع مرشد الجماعة - المنتقد داخليا- رسالة إلي «مسئولي العمل التربوي» داخل التنظيم عبر مقال نشره الموقع الرسمي للجماعة، يدعوهم فيها إلي التخفيف من وطأتهم علي الكوادر التنظيمية وتصعيد الكفاءات منهم، وحسن توظيفهم لتولي المهام المختلفة، وألا يحجروا عليهم بدواعي الحرص الزائد وللمرة الأولي سمح الموقع بنشر التعليقات المخالفة للأفكار «المعتمدة» إخوانيا فكان أن نشر الموقع تعليقات تتضمن شكاوي عديدة من جانب عناصر التنظيم في مختلف المحافظات. كشفت التعليقات الواردة علي المقال الأول لبديع حجم الغضب الداخلي في القواعد الإخوانية من القيادات الوسيطة للتنظيم وتجاهل هذه القيادات لأي أفكار مخالفة، وهو ما دفع بديع لكتابة مقال آخر إلي القواعد ردًا علي التعليقات التي وردت علي الموقع، ما جعل الشباب الإخوان يشعرون بتغير نوعي في المنهج الذي يسير وفقه الموقع الرسمي محل الكثير من الانتقادات. مصدر بالجماعة قال إن تواصل بديع مع القواعد عبر شكبة الإنترنت كان خطوة متعمدة من جانب الجماعة جاءت بناء علي اقتراح من محمد علي بشر عضو مكتب الإرشاد، هدفها طمأنة المجتمع إلي ما تقوم به الجماعة ووفق المصدر فإن بشر صاحب قاعدة «قليل من التسريبات ينفي عنا فكرة تدبير المؤامرات» وأشار إلي أن بديع يعتمد علي وليد شلبي أحد مساعديه في التعامل مع الموقع وتلقي الرسائل الإلكترونية. لاقت خطوة بديع ردود فعل إيجابية واسعة بين القواعد وتضمنت التعليقات شكاوي من كثير من السلبيات التي يعانيها التنظيم، فبعض العناصر تحدثت عن تشكيل القيادات الوسيطة أو «الحجاب» كما سموهم حواجز بينهم وبين القيادات الأعلي وطالب البعض الآخر بفصل الجانب «السياسي» للجماعة عن «الدعوي» كما تساءل البعض عن القصور التربوي الرهيب لدي البعض ومنع تصعيد الأفراد تنظيميا لأسباب شخصية وخصومات غير موضوعية. بعض العناصر تساءل عن النتائج التي حققتها الجماعة من دخول البرلمان وعن السلبية والإحباط اللذين يعانيهما أفراد الجماعة، وقال آخر إن له مشكلات خاصة في الشعبة التي ينتمي إليها ولا يستطيع أن يصعدها إلي قيادته الأعلي لأنه لا يأمن أحدًا عليها، كما طالب بعض الإخوة بضرورة التركيز علي العلم الشرعي في الجماعة لتراجع الاهتمام به لصالح أمور تنظيمية وسياسية وكان هناك من قال إنه ترك الدعوة من أجل معاملة مسئوليه غير السوية. أحد التعليقات قال: «لقد بحت حناجرنا وجفت حلوقنا من كثرة المناداة والمناشدة من قبل، فإن لم تكن قد وصلت أصواتنا ومناشداتنا قبل ذلك فاعلم يا سيدي أننا علي خطر عظيم، وطالب آخر بتشكيل لجنة من أهل الخبرة والتخصص في فض المنازعات الداخلية لأن الواقع مليء بكثير من المشكلات التي تحل بطرق بعيدة كل البعد عن الثوابت هي متروكة لآراء الأفراد. بديع رد علي الشكاوي بتبريرات وعبارات معلبة منها أنهم دعوة ربانية ولا يوجد ما تخفيه أو تخجل منه، ولا يوجد لدينا «غسيل» تخشي عرضه علي الناس ولكن ليس من المقبول عرض المداولات أو إشاعة الخلافات ودعاهم لأن يبذل كل منهم جهده لسد الثغرة التي يراها لأن الجماعة بحاجة لتضافر الجهود لتقديم العمل الذي يرضي عنه الله.