إسلام كمال روزاليوسف اليومية : 31 - 01 - 2010 في محاولة لإعادة قانون المحليات إلي النور مرة أخري وفتح النقاش الحقيقي بفاعلية وواقعية حول اللامركزية ومعالجة المشاكل التي تعاني منها كان لقاء جمال مبارك الأمين العام المساعد وأمين السياسات بالعديد من القيادات المحلية التي شاركت في دورة تنمية المهارات المحلية، وضع جمال مبارك يده علي العديد من المشاكل التي يجب علاجها في هذا الملف الحيوي للتوجه لمرحلة أعمق من اللامركزية أبرزها الاهتمام بالتنمية البشرية والكوادر المحلية وزيادة البرامج التدريبية للكوادر الشعبية والتنفيذية وزيادة الموارد المالية المخصصة لهذه البرامج واعترف جمال مبارك بأنه من الطبيعي أن تكون هناك مقاومة وشد وجذب للتوجه نحو اللامركزية حتي إن البعض يراهن علي فشل هذه التجربة ويحاول عرقلة الجهود المبذولة في هذا المجال مشددًا علي أنه رغم ذلك فالوطني مستمر في دعم التوجه نحو اللامركزية والتنسيق مع الحكومة لزيادة الموارد المالية المخصصة لهذه البرامج. وأكد أمين السياسات ضرورة تطوير قانون الإدارة المحلية مشيرًا إلي أن الحزب والحكومة قطعا شوطًا كبيرًا في هذا المجال ويجب ألا نعطل مسيرة اللامركزية بحجة عدم تعديل القانون وعدم إمكانية تطبيق العديد من مشاريع اللامركزية في إطار القانون الحالي، مؤكدًا أن اللامركزية ليست هدفًا في حد ذاته وأن الهدف هو مواجهة التحديات وتحقيق التنمية علي المستوي المحلي، وضرب أمين السياسات العديد من الأمثلة في إطار تطبيقات اللامركزية ومنها تجربة التعليم في ثلاث محافظات هي الفيوم والأقصر والإسماعيلية مشددًا علي التزام الحزب بالتوسع في برامج اللامركزية في مجال التعليم لتشمل التوسع الجغرافي في محافظات أخري وقطاعات إضافية في هذا الملف، لكنه أوضح أن اللامركزية لا تعني نقل السلطات من العاصمة للمحافظة والتوقف عند هذا المستوي لأن هذا قد يخلق شكلاً جديدًا من المركزية، لكن اللامركزية تعني نقل السلطات إلي جميع المستويات بما في ذلك المركز والمدينة والقرية، وأشار إلي التجربة التي تمت في العام الماضي مع نزول الموازنات المالية إلي المستوي المحلي وقيام المحليات بتحديد أولويات الانفاق لما يقرب من 4 مليارات جنيه من الاعتمادات الموجهة لمشاريع التنمية المحلية وأن المحليات لديها وقت كاف في السنة المالية الجديدة لوضع الخطط والأولويات لانفاق هذه الاعتمادات. وأكد أهمية التنسيق في هذا الإطار بين المجالس الشعبية والتنفيذية علي المستويات المحلية المختلفة. جاء ذلك خلال مشاركة جمال مبارك في دورة تنمية المهارات المحلية التي ضمت العديد من رؤساء المجالس الشعبية وسكرتيري العموم في المحافظات ورؤساء المجالس الشعبية بالمراكز، والذي حضره عبدالسلام المحجوب وزير التنمية المحلية وأحمد المغربي وزير الإسكان وعثمان محمد عثمان وزير التنمية الاقتصادية ومحمد عبدالمحسن أمين المجالس الشعبية والمحلية بالحزب ومحمدكمال أمين التثيف السياسي ولبني عبداللطيف مستشار وزير التنمية المحلية ودار نقاش مع المشاركين المحليين في الدورة حول العديد من المشاكل التي تواجه اللامركزية ومنها محدودية التنسيق بين العمل الشعبي والتنفيذي والحاجة لتوسيع قاعدة مشاركة المجالس الشعبية والمحلية وتفعيل دورها علي المستويات المختلفة ووضع الخطة والموازنة وزيادة الوقت المتاح لها لتحديد أولويات انفاق الموازنة المحلية ومتابعة تنفيذ الإنفاق والإسراع في تعديل قانون الإدارة المحلية والتوسع في برنامج تدريب القيادات المحلية.