خيم الحزن علي قرية بني صرير مركز فاقوس بعد وداع الأهلي أطفالهم العشرة ضحايا حادث التصادم الذي وقع بين سيارة نقل كانت تنقل أبناءهم للعمل في إحدي المزارع بالصالحية الجديدة وسيارة نقل محملة بأنابيب البوتاجاز بسبب الشبورة. جلس أهالي القرية أمام المنازل وعلامات الحزن تكسو وجوههم والبكاء لا يفارق عيونهم حزناً علي أبنائهم وتوافد عليهم الآلاف لتقديم واجب العزاء. وطالبوا بأن تكون هناك وقفة لوقف نزيف الدم علي طريق فاقوس - الصالحية الجديدة عند مفارق أبو شلبي الذي يشهد بصفة مستمرة حوادث تصادم، لافتين إلي سابقة وقوع هذا الحادث العام الماضي وراح ضحيته سبعة أطفال من أبناء القرية وانتظروا تحركاً إيجابياً من المسئولين دون جدوي. «روزاليوسف» زارت القرية والتقت أهالي الضحايا لنقل ملامح المعاناة والمأساة التي يعشونها. كريمة مناع التي فقدت زوجها وابنتها رغدة قالت: إن «السيد» سندي الوحيد في الحياة، وكنا نعيش علي دخله اليومي كعامل باليومية ولنا أربع بنات وولد ومنزلنا بالطوب اللبن وآيل للسقوط ومع ذلك كنا راضين، وقام زوجي باصطحاب ابنته «رغدة» 10 سنوات لتعمل معه في جمع الموالح بجبل الصالحية الجديدة وبعد تناولنا طعام الإفطار وخروجهما من المنزل قبلت ابنتي علي غير العادة وكأنني كنت أودعها وبعدها بساعة بالضبط وأثناء قيامي بممارسة بعض الأعمال بالمنزل عرفت بالخبر المشئوم فهرولت إلي مكان الحادث بصحبة باقي أفراد الأسرة وفقدت الوعي عندما شاهدت زوجي جثة هامدة وابنتي بين المصابين وحالتها خطيرة وتم تحويلها للمستشفي، ساعتها بكيت وشعرت بأن الدنيا أسودت في وجهي بوفاة عائلي الوحيد. أما الحاج عبدالحي عبدالستار والد المتوفي «حسن» الذي يعاني من أحد الأمراض فجلس وزوجته أمام المنزل في حالة حزن علي فقدان ابنهما وهو في عمر الزهور وجلس بجوار الحقيبة الدراسية الخاصة بابنه ليشاهد كتبه وصورته ودموعه لا تفارقه قائلاً: إن حكايته صعبة للغاية حيث إن له ولدين «حسن» و«السيد» و«نورهان» توءم لحسن وأن نجليه خرجا للعمل مع باقي أبناء القرية للعمل في إحدي المزارع مقابل عشرة جنيهات في اليوم لمساندتنا وفي الصباح تناولنا معا طعام الإفطار وأثناء تواجدي بالمنزل فوجئت بأحد الجيران يبلغني بالحادث وساعتها تذكرت الحادث الأليم الذي وقع العام الماضي وفقدنا فيه سبعة أطفال من أبناء القرية فهرولت إلي المستشفي وفقدت الوعي عندما شاهدت ابني جثة والآخر مصابا. محمود خالد عبده «مصاب» قال: توجهت وشقيقي أحمد للعمل بالمزرعة وركبنا في الصندوق الخلفي بالسيارة وكنا نضحك وبعدها وقع الحادث الذي اطاح بالسيارة التي تقلنا ولم أشعر بنفسي إلا داخل المستشفي وانخرطت في البكاء عندما علمت بوفاة شقيقي «أحمد» وأنه أصبح ذكري. فيما بدأت نيابة بلبيس بإشراف المستشار طارق أبوزيد المحامي العام لنيابات جنوبالشرقية تحقيقاتها مع السائق عمرو رجب أحمد سائق السيارة النقل الذي تسبب في الحادث وذلك بعد هروبه من مكانه وسلم نفسه بمركز شرطة مشتول السوق خوفاً من انتقام أهالي الضحايا. ومن جانبها قررت وزارة التضامن الاجتماعي صرف 7 آلاف جنيه إعانة عاجلة لكل أسرة متوفي في الحادث. وقال عبدالبديع الصاوي وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالشرقية إن الوزير د. علي المصيلحي طالب بصرف 5 آلاف جنيه لأسرة كل متوفي فضلاً عن صرف 2000 جنيه من جمعية الهلال الأحمر لنفس الأسر، مشيراً إلي أن محافظ الشرقية قرر أيضاً صرف 5 آلاف جنيه من المحافظة لكل رب أسرة متوفي في الحادث، وأضاف الصاوي: إن أسرة المصاب ستحصل علي إعانة 2000 جنيه بمعدل ألف جنيه من الوزارة والهلال الأحمر، مشيراً إلي أن الفرد المصاب سيحصل علي 200 جنيه عن كل يوم يقضيه في المستشفي علي أن يحصل علي ألف جنيه لو استمر أكثر من شهر.