تكثفت الاتصالات بين القاهرة والرياض على أعلى المستويات لوقف التدهور الحاد الذى حدث فى الأيام الأخيرة للعلاقات المصرية - السعودية وتعهدت القاهرة بتوفير الحماية الكاملة للبعثات الدبلوماسية السعودية فى مصر، الأمر الذى أدى إلى تراجع السلطات السعودية عن قراراتها بإغلاق سفارتها وقنصليتها بمصر. وينتظر أن تقوم السفارة والقنصلية السعودية باستئناف أعمالها بشكل طبيعى خلال الأيام القليلة المقبلة.
فى هذه الأجواء يرجح أن ما بثته قناة «العالم» الإيرانية عن مطاردة المتظاهرين للقنصل السعودى محمد أمين هو الذى عجل بقيام السعودية بتعليق أعمال بعثتها الدبلوماسية بالقاهرة، وسفر السفير السعودى أحمد قطان للتشاور مع الدائرة الملكية السعودية منذ صباح أمس، وينتظر عودته للقاهرة صباح اليوم بعد أن أصدر مجلس الوزراء برئاسة الدكتور كمال الجنزورى بيانا أعرب فيه عن أسفه للمظاهرات التى جرت أمام السفارة السعودية والهتافات التى رددها المتظاهرون وحملت إساءة للعلاقات بين البلدين، واعتبر أنها لا تعبر بأى حال عن موقف مصر الرسمي.
يذكر أن وزير الخارجية السعودى سعود الفيصل أبلغ المرشح الرئاسى عمرو موسى أن قطع العلاقات المصرية - السعودية ليس خيارا مستبعدًا بعد أن وصلت إهانة الرموز السعودية إلى مستوى غير مسبوق فى العلاقات بين البلدين، كما ابلغ السفير السعودى بالقاهرة أحمد قطان وزارة الخارجية المصرية تخوفه من زيادة الاحتجاجات أمام مقر السفارة السعودية وقيام المتظاهرين بالتعدى على البعثة الدبلوماسية والسعودية بالقاهرة واقتحام السفارة. كانت السلطات السعودية قد اصدرت تعليماتها بتعليق العمل بسفارتها بالقاهرة بعد أن تصاعدت احتجاجات المتظاهرين بعد القبض على المحامى المصرى «أحمد الجيزاوي».
فى هذه الأجواء فتحت وزارة الخارجية تحقيقا مع السفير المصرى فى السعودية على خلفية استباقه التحقيقات وإعلانه فى أحد البرامج أن المحامى المصرى ضبطت بحوزته مواد مخدرة، وهو الأمر الذى أدى إلى تصاعد الاحتجاجات المصرية واعتبره البعض تأكيدا للتهمة الموجهة له وهى حيازة مواد مخدرة، دون أن يقوم السفير بالاطلاع على التحقيقات.
جدير بالذكر أن لمصر أكثر من 2.5 مليون مصرى يعملون بالمملكة.