أعلنت المعارضة اللبنانية أن المبادرة السعودية السورية حول لبنان انتهت من دون نتيجة، ودعت إلي جلسة طارئة لمجلس الوزراء لاتخاذ موقف من المحكمة الدولية المكلفة بالنظر في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري. وقال ميشال عون رئيس تكتل التغيير والإصلاح النيابي: إن رئيس الوزراء سعد الحريري لم يتجاوب مع المساعي.. ووصلنا إلي طريق مسدود علي مستوي المبادرة، ولفت إلي أن حلفاءه في حزب الله وحركة أمل أبلغوا بذلك من المرجع الأساسي الذي يقوم بالمبادرة.. وأن اتصالات جرت مع الرئيس السوري بشار الأسد والملك عبدالله بن عبدالعزيز. في وقت لاحق، أعلن الوزير محمد فنيش التابع لحزب الله عقب اجتماع للوزراء في منزل عون شمال شرق بيروت أنه ووفدًا من المعارضة زار الرئيس ميشال سليمان وطلب منه أن يسعي مع رئيس الحكومة من أجل عقد جلسة لمجلس الوزراء لكي يتحمل المجلس كمؤسسة معنية في إدارة شئون البلاد مسئوليته في مواجهة التطورات واتخاذ الموقف المطلوب في المحكمة والقرار الظني. وأوضح فنيش أن فريقه ينتظر جوابا من رئيس الحكومة عبر رئيس الجمهورية خلال ساعات.. مؤكدًا إبقاء الوزراء اجتماعاتهم مفتوحة في انتظار الجواب من اتخاذ الموقف المناسب. ورأي فنيش أن المبادرة السعودية السورية فشلت بسبب «الضغوطات الأمريكية وعدم قدرة الفريق الآخر علي تجاوز هذه الضغوطات». من جهته، أكد وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم أمس الأول أن آخر الأخبار حول المساعي المتعلقة بلبنان غير مشجعة. وفي وقت دعا إلي حل أي قضية بالحوار البناء، شدد علي أنه يجب أيضًا ألا تتعطل الحكومة أو يتعطل عملها لما له من تأثير علي لبنان. يأتي هذا التطور فيما يتواجد الحريري في نيويورك، إذا التقي العاهل السعودي والرئيس الفرنسي ووزيرة الخارجية الأمريكية والأمين العام للأمم المتحدة كما التقي الرئيس الأمريكي باراك أوباما في واشنطن أمس لبحث عمل المحكمة الخاصة بلبنان ودعم الولاياتالمتحدة لسيادة استقرار لبنان. في المقابل، وفي أول تعليق من جانب فريق الحريري، قال النائب أحمد فتفت في حديث إلي تليفزيون المستقبل إنه بالنسبة إليهم التفاهم السعودي القائم علي ضرورة الحفاظ علي الاستقرار في لبنان لا يزال قائمًا. في الأثناء، أعلن وزير الصحة اللبناني محمد جواد خليفة أمس أن وزراء حزب الله وحلفاءه «الأقلية النيابية 11 وزيرًا سيستقيلون إذا لم تتم الاستجابة لطلبهم عقد جلسة لمجلس الوزراء لاتخاذ موقف من المحكمة الدولية وسط أنباء عن انضمام وزراء كتلة وليد جنبلاط إلي الوزراء الذين سيستقيلون. وتتألف الحكومة من 30 وزيرًا.. وتعتبر مستقيلة في حال استقالة الثلث مضافًا إليه واحد أي 11 وزيرًا. وفي نفس السياق، أجري أوباما اتصالاً هاتفيًا أمس الأول بالعاهل السعودي الذي يجري فترة نقاهة في نيويورك إثر عملية جراحية، وبحث معه الوضع في لبنان. وقال بيان للبيت الأبيض إن الرئيس أبلغ الملك أنه في ضوء التزامها المشترك بمساندة رفاهية لبنان ودعم الوزراء اللبناني، فإن أوباما يتطلع إلي مواصلة العمل مع السعودية وشركاء آخرين لدعم سيادة لبنان واستقلاله واستقراره. من جانبها، اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في مقابلة مع قناة العربية، أن الاستقرار والعدالة في لبنان يسيران جنبًا إلي جنب.. وأن الاثنين يجب أن يكونا معًا. وأكد كلينتون أن حكومة وشعب لبنان يجب أن يطالبا بمحاسبة أفراد وليس المجموعات التي ينتمون إليها.. وقالت إن الأفراد يجب أن يحاكموا بصفتهم هذه وليس بصفتهم أعضاء في حزب سياسي.