أعلن عمرو موسى المرشح لرئاسة الجمهورية برنامجه الانتخابى من عزبة الهجانة بالقاهرة، وذلك فى مؤتمر صحفى، حضره الآلاف من أهالى المنطقة.. استهل موسى حديثه عن البرنامج بأنه جاء لهذا المكان بالتحديد ليعلن فيه برنامجه الانتخابى، وفاء لعهد قطعه على نفسه أن يكون هدفه الأول هو تحسين مستوى معيشة المواطن المصرى بما يليق بكرامته وآدميته.. سواء كان هذا المواطن يعيش فى الريف أو فى المدينة. وذكر موسى أن ما يعرضه ليس مجرد برنامج انتخابى لمرشح لمنصب الرئاسة، وإنما هو رؤية تقرأ الواقع وتحدياته، وتحول الثورة إلى دولة متقدمة.
اختار عنوان «إعادة بناء مصر: رؤيتى للجمهورية الثانية» لبرنامج يقع فى 80 صفحة، وينقسم البرنامج إلى أربعة أجزاء رئيسية هى برنامج ال100 يوم الأولى، وثلاثة فصول يتناول كل منها الملامح الرئيسية لرؤية المرشح السياسية، والاقتصادية والاجتماعية، والأمن القومى والسياسة الخارجية.
ويشمل برنامج ال100 يوم الأولى مجموعة من الإجراءات الفورية والتدابير العاجلة على رأسها تحقيق استقرار الوضع الأمني، وإلغاء حالة الطوارئ، لتوفير حزم التمويل والاستثمارات اللازمة لتجاوز الأزمة الاقتصادية الراهنة، وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحماية الفقراء والعاطلين من تداعيات الأزمة الاقتصادية الحالية، وذلك من خلال مجموعة من الإجراءات، أهمها تفعيل الحدين الأدنى والأقصى للدخول، وتقديم إعانة بطالة للعاطلين فى حدود نصف الحد الأدنى للدخول، وتوفير معاش ضمان اجتماعى لكبار السن والمرأة المعيلة، والاستثمار الحكومى فى عدد من المجالات الخالقة لفرص العمل، ودعم عدد من القطاعات الاقتصادية المهمة، وعلى رأسها الزراعة والصناعة والسياحة.
بالإضافة للقضاء على الفساد من خلال التقدم بحزمة من التعديلات على القوانين القائمة، وبدء الإصلاح الشامل لقوانين العمل بما يحقق المطالب المشروعة للعمال والموظفين، وبدء إجراءات تقنين ملكية الأراضى فى سيناء والنوبة والمحافظات الساحلية والحدودية والمناطق غير المخططة. وبدء الخطوات التنفيذية لمشروع تطوير محور قناة السويس، فضلاً عن إنشاء مجلس للأمن القومي، ومجلس اقتصادى واجتماعي، ومجلس للعلوم والثقافة والفنون، ومجلس أعلى لذوى الإعاقة.
أما البرنامج التفصيلي، فكانت أهم معالمه السياسية الاقتراح الذى سبق لموسى التقدم به للانتقال إلى نظام ، يقوم على التمكين الشعبى وانتخاب المحافظين، ورؤساء المدن والمراكز والعمد، بالإضافة إلى تصور شامل لإصلاح الجهاز الإدارى للدولة والقضاء على الفساد من خلال منظومة إدارية ومالية جديدة لا تقتصر على الرقابة والتتبع والكشف والعقاب، وإنما تتعدى ذلك لتطوير المنظومة التشريعية والمؤسسية نفسها لمنع الفساد ابتداء.
أما فيما يتعلق بالبرنامج الاقتصادى والاجتماعي، فقد حدد موسى الفقر بأنه العدو الأكبر، وأن القضاء عليه يتطلب كسر الحلقة المفرغة للبطالة والأمية والمرض، وتحقيق عدالة اجتماعية من خلال بناء نظام تعليم جديد.
وقد حدد موسى أهدافاً لبرنامجه تحقق خلال الفترة الرئاسية التى تنتهى عام 2016، تشمل تخفيض نسبة الفقر ب20%، وخفض معدل البطالة إلى النصف، والقضاء على الأمية فى الشريحة العمرية تحت 40 عاماً، على أن يتم ذلك فى إطار عملية إعادة ترتيب شاملة لأولويات الإنفاق الحكومى.
كما يتضمن برنامج موسى وضع أسس خريطة اقتصادية جديدة وذلك ببدء تنفيذ ثلاثة مشروعات كبرى هى تحويل منطقة قناة السويس إلى مركز عالمى للتجارة والصناعة، والتنمية الشاملة لسيناء، وتطوير منطقة الساحل الشمالى الغربى.
أما فيما يخص الأمن القومى والسياسة الخارجية، فيطرح موسى تصوراً متكاملاً لمستقبل الأمن القومى المصري، يأخذ فى الاعتبار التطورات الإقليمية وحركة التغيير فى العالم العربي، والتغيرات فى الخريطة السياسية العالمية وإعادة تشكيل توازنات القوى فيها، تحدد المجال الحيوى للمصالح المصرية خلال االعقود القليلة المقبلة من القرن الحالى.