تعاطف شديد عاشه المصريون ليلة أمس الأحد مع المنتخب الزامبي في مباراته أمام كوت ديفوار في ختام النسخة الثامنة والعشرين لبطولة كأس الأمم الإفريقية، والتي حصدت زامبيا لقبها للمرة الأولى في التاريخ. زامبيا التي فقدت قبل نحو تسعة عشر عاماً منتخبها الأول بكامل أعضاءه في حادث طائرة سقطت فوق الجابون، استطاعت الفوز باللقب في نفس المكان أيضاً، وكأن الأرض التي استقبلت رفات الجيل السابق أبت إلا أن تعيد البهجة للأجيال القادمة. فوز المنتخب الزامبي بالبطولة جاء بعد كفاح لاعبيه المغمورين وتحت قيادة المدرب الشاب الفرنسي هيرفي رينارد صاحب الثلاث وأربعين ربيعا، الذي استطاع بناء جيل حصد معه لقب أغلى البطولات. رينارد تولى مهمة قيادة المنتخب الزامبي في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 واستطاع أن يحرج المنتخب المصري في ملعب القاهرة بالتعادل إيجابياً بهدفين في افتتاح التصفيات، ليتعقد موقف الفراعنة حينها، مبكراً، وتودع التصفيات في النهاية بعد مباراة فاصلة مع المنتخب الجزائري. وشارك رينارد مع المنتخب الزامبي في بطولة كأس الأمم الإفريقية النسخة الماضية، واستطاع تصدر مجموعته بفارق الأهداف عن المنتخب الكاميروني، قبل أن يواجه المنتخب النيجيري في الدور ربع النهائي ويتنتهي المباراة بالتعادل السلبي ليحتكم الفريقان لركلات الجزاء الترجيحية، ويودع منتخب زامبيا البطولة. وترك رينارد قيادة منتخب زامبيا قبل أن يعود مجدداً ويقودها في كأس الأمم الإفريقية الأخيرة، ويحقق نتائج مبهرة في دور المجموعات بفوزين أمام السنغال وغينيا الاستوائية صاحبة الأرض، وتعادل أمام ليبيا، قبل أن يقود الفريق للدور نصف النهائي بعد الفوز على السودان بثلاثية دون رد، ثم الإطاحة بمنتخب غانا المرشح الأول للفوز بالبطولة في مفاجأة أخرى، ليفوز في النهاية. رينارد قصة مدرب شاب كفء أراد يوماً أن يقود النادي الأهلي أو منتخب مصر، وباءت محاولاته بالفشل، ليسطر تاريخاً لنفسه ومنتخب زامبيا الذي يشرف عليه بعد أن قاده لمنصات التتويج معتمداً كما قال اليوم على التجربة المصرية في الأعوام السابقة في الاعتماد على اللاعبين المحليين.