ربما لم يتوقع احد منذ سنوات طويلة ان يأتى اليوم الذى يفشل فيه المشجعون والمحللون فى توقع نتائج مباريات بطولة الدورى المصرى. قديما كان الكبار يضمنون الفوز على الفرق الصغيرة الا فى مناسبات نادرة للغاية.. وتعودت الجماهير على ان الاهلى والزمالك ومعهما من بعيد الاسماعيلى سوف يفوزون على كل الفرق الباقية وبالتالى فإن المواجهات المباشرة بينهم هى التى تحسم اللقب فى النهاية.. لكن الان انقلبت الموازين وكشر الصغار عن انيابهم الضعيفة مهددين الاهلى والزمالك وباقى الكبار.
اصبحت الفرق الصغيرة هى التى تحدد مصير درع الدورى وربما يكون الموسم الحالى خير دليل.. فلا احد يستطيع توقع نتيجة اى مباراة لتقارب المستويات الفنية وان كان الاداء الجمالى والمتعة الحقيقية غائبة فى اوقات كثيرة لقلة المواهب الحقيقية.
بعد مرور نصف الدور الاول تقريبا شعرت الفرق الكبيرة انها فى خطر حقيقى بل ان بعض الفرق تشعر انها تعيش كابوس مزعج وتحلم ان تفيق منه قبل فوات الاوان فربما تستمر الظروف الصعبة ويجد نادى كبير نفسه فى الدرجة الثانية ووقتها لن تفلح فكرة زيادة فرق الدورى ل22 فريقا والغاء الهبوط مرة اخرى مثلما حدث الموسم الماضى.
الحرس "طمعان" فى الدرع
بعد تصدر جدول الدورى .. يعيش نجوم حرس الحدود فى حلم جميل يستحقونه عن جداره وخرجت تصريحاتهم فى الاونة الاخيرة متفاءلة للغاية مؤكدين قدرتهم على المنافسة وتحدى الكبار للحصول على الدرع ، وبعكس المواسم الماضية فإن الحدود كشر عن انيابه مبكرا من اجل حصد اكبر عدد من النقاط ووجد الفريق نفسه يفوز فى 7 مباريات متتالية وهو ما جعل طارق العشرى المدير الفنى للفريق العسكرى يطمع فى الدورى ويؤكد للاعبيه ان الصراع على اللقب فى الموسم الحالى يختلف عن اى موسم اخر والاهلى والزمالك لامثلان رعبا حقيقيا وبالتالى فإن كافة الاحلام مشروعة وربما يكسب الحرس الرهان ويستفيد من صراع القطبين مع بعضهما البعض.
جمع حرس الحدود 22 نقطة حتى الان من 9 مباريات وهو معدل رائع بعد فوزه بسبع مباريات والتعادل فى مباراة وحيدة والهزيمة فى اخرى.
الكبار فى موقف حرج
ربما لم يتوقع حسن شحاته المدير الفنى للزمالك ان يكون الموسم الاول له فى الدوى الممتاز مع الزمالك بعد سنوات طويلة مع المنتخب الوطنى سيكون بهذه الصعوبة فالدورى اصبح يضم 19 فريق و"الصغار كبروا".. وكل ذلك يضع عقبات نحو الدرع الذى يحلم به المعلم.
وفى الوقت الذى كان يحلم فيه شحاته بتصدر المسابقة مبكرا اخرجت له فرق اخرى السنتها ليتأكد ان الدورى هذا العام ليس مثل اى دورى اخر مضى.
وهو نفس شعور الاهلى تحت قيادة جوزيه ولذلك اعترف المدرب البرتغالى اكثر من مرة بصعوبة كل المباريات هذا الموسم.
كل ذلك يؤكد ان الكبار فى موقف حرج للغاية خاصة عندما نكتشف ان الاسماعيلى يلعب على سطر ويترك الاخر وهو ما يدعم من موقف الفرق الصغيرة كثيرا.
الاهلى جمع 17 نقطة من 7 مباريات فقط ولم يخسر حتى الان وان تعادل فى مبارتين ويحتل المركز الثانى.. اما الزمالك فهو الفريق الوحيد الذى لعب 6 مباريات فقط جمع من خلالهم 13 نقطة .
فرسان الدورى
على الرغم ان المسابقة لم تنتهى بعد ولا يزال المشوار طويلا امام كل الفرق الا ان هناك من يستحق التقدير مبكرا خاصة انه لم يعد هناك حصان اسود واحد بل تضم البطولة الان اكثر من حصان واكثر من فارس .
يأتى على رأس الفرسان فريق اتحاد الشرطة الذى يواصل عروضه القوية ويحتل المركز الثالث بنفس رصيد الاهلى ويقدم مستوى رائع مع مدربه حلمى طولان رغم قلة الامكانيات المالية مقارنة بالمواسم الماضية.
لكن اكثر الفرق التى تستحق الاشادة هو ذلك الفريق الذى يلعب وسط الاجانب ومياه البحر الاحمر.
ويعد فريق الجونة هو مفاجأة الموسم الحالى واذا استمر على نفس الحال فربما نجده فى المربع الذهبى مع نهاية المشوار.
يحتل الجونة حاليا المركز الرابع برصيد 15 نقطة وهو نفس رصيد المقاصة احد الفرق العنيدة فى المسابقة.
ويعد تليفونات بنى سويف الصاعد لاول مرة للدورى الممتاز من مفاجآت البطولة ايضا بعدما تفوق على فرق عريقة وجمع 12 نقطة وقف بهم فى منتصف الجدول تاركا خلفه الاتحاد وبتروجيت وانبى المقاولون والمحلة.
صدمة فى البترول
من الغريب فى البطولة رقم 55 من الدورى العام انحدار فرق غنية وكبيرة للوراء فلم يكن يتوقع احد على الاطلاق ان يحتل انبى الممثل الاول للبترول المركز الخامس عشر برصيد 5 نقاط من 8 مباريات خاصة انه بطل كأس مصر الموسم الماضى وله باع كبير فى الدورى خلال السنوات الاخيرة.
تعيش فرق البترول فى صدمة كبرى خاصة ان بتروجيت ايضا لم يحقق سوى 8 نقاط من 9 مباريات ، وكل ذلك يؤكد ان الكرة فى البترول تعيش اصعب ايامها وربما يشهد المستقبل القريب ضم الفريقين فى فريق واحد خاصة مع تزايد اتهامهما بإهدار اموال البترول على كرة القدم.
المقاولون يدفع الفاتورة
ويدفع فريق المقاولون العرب فاتورة اكتشاف المواهب داخل الجبل الاخضر ورغم انه يلعب كرة جميلة الا انه لايخقق الفوز ولا يزال جهازه الفنى يبحث عن حل اللغز وان حملوا الاهلى والزمالك المسئولية لتفاوضهما مع نجوم الفريق مما اثر كثيرا على تركيزهم مع المقاولون وخاصة اللاعب الشاب محمد صلاح .
8 فرق فى الانعاش
ومن واقع النتائج والمستويات الفنية .. لاخلاف ان فرق عديدة سوف تعانى كثيرا حتى انتهاء الدورى وهناك 8 فرق على الاقل سوف تجد نفسها فى الانعاش وتحاول بشتى الطرق الهروب من شبح الهبوط، واذا لم يتدارك انبى الموقف سريعا سيكون من ضمن هؤلاء مع بتروجيت وطلائع الجيش والانتاج الحربى وغزل المحلة والداخلية والمقاولون وسموحة.
الاقوى والاضعف
ارقام جدول ترتيب اندية الدورى حتى الان تكشف الكثير من المفارقات .. ففريق الحدود هو الاكثر فوزا برصيد 7 انتصارات فى حين لم تتذوق 3 فرق طعم الفوز على الاطلاق هى الداخلية والمقاولون وسموحة.
وتشترك 4 فرق فى قائمة الاكثر تعرضا للهزيمة هى التليفونات وانبى والمقاولون وسموحة .
اما افضل هجوم فيتقاسمه كل من الجونة والمقاصة برصيد 16 هدف .. فيما يعد دفاع انبى هو الاضعف على الاطلاق بعدما سكن شباك الفريق البترولى 20 هدفا حتى الان. جميع أهداف الجولة التاسعة