لم يكن ابراهيم عثمان موفقا في قراره الانفعالي بالاعلان عن الانسحاب من مباراة المقاولون العرب لمجرد ان اتحاد الكرة لم يؤجل المباراة .. وكان من الممكن وبدون انفعال ان يلجأ للقنوات الدبلوماسية لحل الازمة بهدوء خاصة ان عامر حسين رئيس لجنة المسابقات لا يملك امر التأجيل بل ان المتحكم في مواعيد المباراة هو الجانب الامني الذي يرفض اقامة مباراتين للاسماعيلي والزمالك في يوم واحد بالقاهرة . ويبدو ان ابراهيم عثمان الملقب ب " الناظر " انتهز فرصة التوفيق الذي صاحب الاسماعيلي ومنحه فرصة التأهل لدور المجموعات بدوري ابطال افريقيا ليفتعل الازمة ليؤكد ان الاسماعيلي يجب ان يعامل رأساً برأس مع الاهلي والزمالك ..وكما يتم التأجيل للقطبين يجب مراعاة الاسماعيلي ايضا لانه لا يقل مكانة عنهما . بالطبع الاسماعيلي له مكانته وتاريخه فهو الفائز ببطولة الدوري 3 مرات والفائز ببطولة دوري ابطال افريقيا مرة واحدة في تاريخه !! ولكن افتعال الازمات في موسم مضغوط امر لا يليق بالاندية الكبيرة ويجب علي رؤسائها مراعاة الظروف التي تمر بها المسابقة . يبدو ان " الناظر " في هذه الاثناء يريد صرف الانظار عن الازمة الحقيقية التي يواجهها فريقه وعدم قدرته حتي الآن علي تدعيم الصفوف بعناصر ممتازة تتناسب مع مكانة الاسماعيلي في فترة الانتقالات الشتوية الحالية كما تفعل الاندية الاخري صغيرها وكبيرها . ورغم ان " الناظر " يملك الامكانيات المادية الضخمة التي حققها ناديه من بيع عددم من ابرز لاعبيه منهم ابراهيم حسن وكالديرون ومحمد عواد وغيرهم الا انه ما زال بخيلا علي تدعيم الفريق بعناصر قادرة علي اسعاد جماهير الاسماعيلية ويلجأ في بعض الاحيان الي التعاقد مع لاعبين " نص لبه " او لاعبين مغمورين لاتتناسب امكانياتهم مع فريق ينافس علي البطولات . كما ان " الناظر " مازال في ورطه فلم يتوصل الي ارضاء لاعبه الابرز محمود متولي حتي يقنعه بالبقاء وتجديد عقده وعدم الرحيل الي الاهلي او بيراميدز . والمشاكل التي يعيشها الاسماعيلي حاليا هي مشاكل مالية بحته ومنها ازمة عصام الحضري الذي لم يجد المقابل المادي الجيد حتي يستمر في صفوف الدراويش . كل هذه الحقائق تعرفها جماهير الاسماعيلي جيدا لكن الجماهير " الاصيلة " لا ترغب في الانقلاب علي ابرهيم عثمان تقديرا للدور البارز الذي لعبه العثمانيون الاوائل في دعم الفريق ومساندته علي طول الخط !!