من المؤلم علي نفس الأبطال الذين شرفوا مصر في دورة البحر المتوسط وهؤلاء الذين يتألقون ويحصدون الميداليات من الشباب في الدورة الافريقية بالجزائر.. من المؤلم أن يجدوا انفسهم بعيدين عن الأضواء، وعن الاهتمام المالي، وعن الاشادة بهم وبانجازاتهم.. في وقت مايزال يحظي الفاشلون من لاعبي كرة القدم بالرعاية، وبخاصة المادية منها. وضع مقلوب بكل المعايير.. وأعيدها واكررها.. أن كرة القدم التي تلتهم الميزانيات، وتنال كل ألوان واشكال الاهتمامات.. ويتمتع فاشلوها بالمكافآت.. كرة القدم هذه لن ترقي إلا اذا تعامل معها المسئولون بقدر ما تحققه.. مثلا.. المنتخب فشل في المونديال.. حينئذ كان يتعين أن يحاكم اتحاد الكرة واللاعبون.. وأن يخصم من النجوم الافذاذ ما تم الصرف عليهم من قوت شعب "اتحرق دمه"، وكثير من افراده خسروا صحتهم.. وربما حياتهم.. أما حضراتهم وبمنتهي "البجاحة" يطالبون بالمزيد في عالم الاحتراف. في الناحية الأخري يقف الابطال والبطلات الحقيقيون أصحاب الميداليات يعانون من الخجل لأن الكثيرين لايعرفونهم، ولأن ما يحصلون عليه من حوافز نظير ما انجزوا لايزيد علي مكافأة أحد "بهوات الكرة في مباراة" ان لم يكن أقل. قد يري البعض.. ان هذا هو حال الدنيا كلها، حيث تستحوذ كرة القدم علي النصيب الأكبر من كل شيء، وهنا أرجو أن أصحح هذه النظرة بعبارة واحدة، وهي.. نعم.. في الدول المتخلفة رياضيا فقط! لايمكن أن تثير أوضاع الكرة المصرية كل هذا الاشمئزاز.. وتظل في المقدمة.. إن ما يصرف في مصر علي هذه اللعبة "الخربانة" يجب أن يعاد فيه النظر. مايزال اتحاد الكرة يعمل بالفطرة المعتادة. ويمشي في الطريق الذي اعتاد أن يتحرك فيه، بعد كل أزمة أو مصيبة، علي أمل أن ينسي الجميع فضائح مونديال موسكو. بالأمس.. كانوا أربعة مدربين تم ترشيحهم ليجري اختيار واحد منهم.. اليوم.. صاروا ستة.. ولا أحد يدري لماذا كل هذه "البهدلة" للمتابع البسيط الذي لم يعد يعرف رأسه من رجليه مع الاتحاد الموكوس الذي فشل في كل شيء.. حتي سرعة التوصل مع مدير فني جديد. في أوربا.. والدول المتقدمة لايحدث مثل هذا الذي يجري في المحروسة.. هناك كل شيء واضح ومحدد وصريح.. أما.. هنا.. فمازال نظام اللف والدوران هو السائد علي اعتبار أنه أصبح أسلوب حياة.. ألم يكن معروفا أن عقد كوبر ينتهي بانتهاء مونديال موسكو.. ومن ثم كان يتعين علي الاتحاد المبجل أن يكون قد أنهي اتفاقا مع مدير فني جديد.. أم أن الجبلاية كان يتوقع أن يعملها كوبر ويصعد للدور الثاني أو ينافس، فلم يتحرك.. وتركها للظروف.. "آهي طبلت". هل يعقل أن تظل كثير من أمور الدوري الجديد معلقة.. وغامضة حتي ما قبل انطلاق المسابقة بأيام. حتي كتابة هذه السطور.. لا أدري ما إذا كان الدوري سيبدأ في موعده أم يتأجل يومين ثلاثة.. أو أكثر.. وحتي اذا بدأ في الموعد المحدد، هل سيمر علي خير أم أنه سيواجه بعض المطبات نتيجة سوء الادارة. .. والله.. ربنا يستر. ماذا قدمت الأندية من تصورات واقتراحات لعودة الجماهير للمدرجات.. أعلم أنها قدمت الكثير، ولكن للأسف دون تنسيق كامل فيما بينها.. كل يغني علي ليلاه.. بعمل فردي.. وهنا يفرض السؤال نفسه: "أين لجنة الأندية المحترفة".. وما دورها. وبماذا ساهمت.. اهي فاعلة حقا.. أم مجرد حلية!