لم يكن ميمو، معشوق للجماهير المصرية الجديدة، المعروف في شهادة الميلاد بمحمد صلاح قد ولد حين لعب منتخب بلاده آخر مرة في نهائيات كأس العالم عام 1990. لكن ميمو الذي يبلغ من العمر 25 ربيعاً، حقق حلم انتظره المصريون لأكثر من 27 عاما كاملة، إذ أحرز هدفي منتخب بلاده في المباراة الحاسمة أمام منتخب الكونغو برازفيل الشقيق، ليفوز الفراعنة بهدفي ميمو ويتأهلوا تماسيح النيل إلي مونديال 2018 في روسيا. ميمو الذي يلعب حاليا في ليفربول الانجليزي في صفقة تمت في يونيو الماضي بقيمة 39 مليون يورو، قادما من نادي روما الايطالي، يعتبر هو الآن النموذج الذي يتمناه الآباء في مصر ليكون أبنائهم بل وبناتهم مثله، في التفوق، والنجاح، وتحدي المستحيلات، وتخطي العقبات، وفوق كل هذا، خلوق، ومؤدب، وابن بلد، وأصيل، ومتواضع للغاية، ليمتلك ميمو مفاتيح قلوب المصريين، بل والجماهير العربية، والافريقية التي تزحف ورائه في كل ربوع القارة لتنادي باسمه مزلزلة أركان الملاعب والاستادات بعد أن أصبح ميمو هو نجم الفضائيات، وعلي أغلفة المجلات في آخر 3 أعوام. ميمو الذي أصبح مرعب المدافعين، وصياد أهداف المصريين، وقاتل أحلام المدربين، وصانع كوابيس المنافسين، وممتع المشاهدين والعاشقين للساحرة المستديرة، في القارة العجوز - أوروبا - والقارة السمراء - أفريقيا - يضع عليه المصريون آمالاً عريضة، عندما يشارك المنتخب المصري في كأس العالم بروسيا في الصيف القادم خاصة أن ميمو أصبح فرس الرهان الذي لا يخيب رجاء المصريين، ولا يتأخر في تلبية النداء، وسار حامل أختام الفرحة والتحدي، والأمل، ومبيد فتاك لليأس، والكسل، والجهل، والركون. الاقتراب من ميمو أصبح صعب المنال في ظل عشاقه الذين يتعدون الملايين، ميمو نجم المنتخب الوطني وليفربول الانجليزي قال عن مباراة منتخب مصر مع منافسه منتخب الكونغو الشقيق: »ركلة جزاء كانت طريق لتحقيق حلم 100 مليون، ربما كان هناك ضغط كبير لكننا كنا نعتمد علي دعم 100 مليون مصري، وحوالي 400 مليون عربي لتحويل الحلم إلي حقيقة». ميمو هل بالتأهل للمونديال توقف الحلم، أو أننا بلغنا أقصي أمانينا؟ - بالتأكيد لا.. أن التأهل لكأس العالم بروسيا هو بداية الطريق للأجيال القادمة من الفراعنة للتواجد دائما في مونديال العالم، لينتهي زمن الحرمان الذي عاشه الشعب المصري منذ مونديال 1990. ماذا يعني لك التأهل لكأس العالم بروسيا 2018؟ - الصعود لكأس العالم هو تكليل لمجهود الجيل الحالي الذي بذل جهداً كبيراً من أجل تحقيق حلم الشعب المصري. كيف تري وتعبر عن الجيل الحالي جيل 2017؟ - هذا الجيل نجح في كتابه التاريخ بأحرف من ذهب، وأخذ علي عاتقه اسعاد المصريين، بتأهل لمونديال روسيا 2018 بعد غياب طال 28 عاماً. ماذا تحب أن تقول للكابتن مجدي عبدالغني؟ - كان نفسي يكون الكابتن مجدي موجود ويوريني هيشوط ركلة الجزاء التي أحرزت منها الهدف الثاني في مرمي الكونغو ازاي؟ أنا طبعا بأقول هذا بضحك، فالبلدوزر يمثل لي قدوة كبيرة، وأتمني أن نحرز أهداف مثله في المونديال. كيف تري تكريم الرئيس السيسي للمنتخب؟ - بصراحة شيء رائع وأدخل الفرحة علي قلوب أعضاء المنتخب خاصة أنه جاء بعد ساعات من التأهل، ووسط افتتاح مشروعات كبري، وتكريم أبطال مصر الشهداء والجرحي، والمتفوقين في مجالاتهم، وفي هذا تقدير عظيم. بماذا تعد الجمهور المصري؟ - أعدهم بأننا سنكون علي قدر الحلم، وسنبذل قصاري جهدنا، لنسعدهم وتجعلهم يفتخرون بنا. العالم كله احتفي بك كيف تري احتفال ليفربول ناديك بهذا الانجاز؟ - حرص فريقي نادي ليفربول الانجليزي علي الاحتفال بي، من خلال نشر فيديو عبر حساب النادي الرسمي علي مواقع التواصل الاجتماعي لأهدافي خلال رحلتي مع ليفربول، وأنا أتمني تزيد عددها عن هذا أضعاف أضعاف، وممتن جدا للمسئولين عن الموقع، فكم أسعدني هذا. هل تابعت بقية ما نشر عنك؟ - نعم من خلال أصدقائي المقربين، والمتابعين لصفحاتي علي مواقع التواصل الاجتماعي - فيس بوك وتويتر وانستجرام - فقد كانوا يرسلون لي صور من ما ينشر، مثل صحيفة الديلي ميل التي كتبت تقول: محمد صلاح يصعد بالفراعنة لمونديال روسيا 2018 وقالت الصحيفة أننا استطاعنا عبر 95 دقيقة هي عمر المباراة من الفوز والصعود بالمنتخب المصري لنهائيات كأس العالم والذي غاب عنها 28 عاماً. ووصفت الصحيفة أحداث المباراة بالدراماتيكية كما رصدت فرحة المصريين داخل وخارج الملعب في ملعب برج العرب في الاسكندرية. ونشرت عدد من الصور لمحمد صلاح وعصام الحضري كما رصدت فرحة المصريين بالتأهل للمونديال. ما هي أصعب المحطات خلال المشوار؟ - الخسارة في مباراة أوغندا في كامبالا، لأنها وضعتنا في موقف صعب للغاية، والأصعب بعد هدف تعادل الكونغو ولكننا استطعنا ان نتغلب علي الاحباط، ونتمسك بالأمل حتي تحقق الانجاز. البعض يري أننا صعدنا بفضل أقدام الأخيرين؟ - هل يقولون هذا بسبب تعادل غاناوأوغندا، وماذا لو لم نفز علي الكونغو، وذهبنا لاكرا ونحن خاسرين، وظل الحلم معلق لصالح المنافسين، والآن السؤال كيف كانت الصورة؟!