ما وقع في مباراة الزمالك والمصري من تجاوزات »وجليطة» وقلة ذوق، سيعود علي الملاعب بمصيبة كانت في غني عنها، وستؤثر حتما في قضية عودة الجماهير.. اذا مرت مرور الكرام. أغلب الظن أنها ستمر.. واذا مرت يبقي بلا جمهور.. »بلا نيلة». فاصل »الشرشحة» والردح الذي تم نقله عبر الفضائيات تحول إلي فضيحة للكرة المصرية.. شاهدها العالم.. في وقت كان الكل مهيأ لاتخاذ قرار بعودة الجماهير. كيف تدب الحياة في المدرجات مرة أخري في ظل هذا الحال المؤلم من التربص بالآخر. لا أدري.. متي إنطلقت شرارة »الحادثة».. هل عندما تأخر حسام وابراهيم إلي النزول للمعب، حتي لايصافحا جهاز الزمالك وبخاصة طارق يحيي.. بعدما تردد أن التوأم أساءا خلال المباراة لنيبوشا.. هل بعد أن هاجم بعض جماهير الزمالك حسام.. أم بعد أن رفع ابراهيم أو حسام فانلتي الأهلي والمصري. اشارة إلي أنهما فقط في القلب. ثم.. ما هذه العبارات النارية التي تبادلها حسام وابراهيم وطارق يحيي بعد المباراة. العملية »ظاطت وظروطت».. بشكل مرعب ومزعج.. والمؤكد هو انفجار الأزمة، لم يكن وراءه فقط انفعالات ملعب، وانما ثبت أن هناك من يحمل في نفسه أحقادا ضد الآخر.. فلم يتوقف الأمر عند مجرد خلاف في وجهات نظر بل إلي ما هو أكثر من ذلك بكثير. لقد كان من الممكن أن تتحسن الأجواء قبل مباراة المصري والزمالك، ولكن تشير الدلائل الآن إلي أن الأوضاع تدهورت، ويساعد علي تدهورها أن العقلانية غلبت. وساءت، فلم يعد هناك لاضابط.. ولا رابط. السؤال الذي يطرح نفسه.. إذا كانت الدنيا »خربانة» في وجود 40 أو 50 متفرج في المدرجات من هذا النادي أو ذاك.. فما هو الحال اذا إمتلأت الملاعب عن أخرها بالمتفرجين. عمليات الشحن التي يخضع لها اللاعبون، أصبحت تمثل خطرا علي اللعبة بأكملها.. وبخاصة في بعض المباريات التي يكون المصري طرفا فيها، وتحديدا مع الأهلي سابقا.. والآن مع الزمالك. انظروا إلي الأداء وإلي سلوك لاعبي المصري والزمالك.. الأداء عصبي جدا.. والسلوك لايمت للروح الرياضية بصلة.. المدير الفني للقاء تأثر كثيرا بالتوتر.. والاعتراض علي كل قرار يتخذه الحكم يعكس مدي القلق من الخسارة التي تحولت عارا.. مع أن الرياضة فوز وخسارة. بالأمس.. كان الوسط الرياضي، بل والدولة كلها -والرأي العام- كلهم يحاولون إذابة الرواسب بين الأهلي والمصري.. اليوم يزيد الطين بله بين المصري والزمالك.. ولا أحد يدري كيف يتم الخروج من المأزق! بيقولوا.. أن لجنة الحكام تقدمت بمذكرة رسمية ضد ابراهيم حسن. لأنه سب أمين عمر الذي ادار لقاء الزمالك.. وان اتحاد الكرة لن يعاقب التوأم بالفضائيات.. هي الأزمة في التوأم فقط! نيبوشا.. أكد أن حسام شتمه بالانجليزي!.. والمصري تقدم بشكوي ضد مراقب المباراة لأنه سمح لعدد أكبر من جماهير الزمالك بالحضور، رغم أن المباراة أصلا للمصري. تداعيات مباراة الأزمة.. لن تتوقف، وستكون لها آثار ورواسب في القريب. وستلتهب الأعصاب أكثر.. والمتوقع أن يزيد الانفلات، وترتفع نغمة الاتهامات.. وستشهد الملاعب أشكالا أخري من »الخزعبلات» وسيقع اتحاد الكرة تحت ضغوط أكبر. فضوها سيرة.. لا جمهور.. بلا نيله!