محزن جدا آفة عواجيز الشعب المصري المتمثلة في التمسك والتشبث بالكراسي حتي الموت، لا أستثني أحد في كل من عاصرتهم منذ عودتي من الخارج عام1988، ما أن يصل مسئول - أيا كانت ثقافته ودرجة تعليمه - الي منصب معين حتي يبني ويؤسس لبقائه في الكرسي حتي نهاية العمر، غير معترفين أن سنة الحياة هي التجديد والتداول واتاحة الفرصة لأجيال جديدة حتي تتواصل الحياة. وللأسف الشديد أن الرئيس الذي أكره أن أقول عنه »المخلوع« قد ضرب المثل والقدوة في هذه الرذيلة، وللأسف تبعه وقلده الشعب كله.. صحيح أنها آفة انسانية عامة.. ولكن للأسف أيضا أنها »مستفحلة« و«فجة» عندنا حتي أن مبارك لم ينخلع إلا بثورة كلفتنا الكثير حتي الآن ويعلم الله ماذا تخبيء لنا الأقدار.. وللأسف أيضا أن النتيجة الحتمية لمثل هذه الأفة هو: ما لاقاه الرئيس وما يلاقيه الآن وما سوف يلاقيه من مهانة وقلة قيمة بالتأكيد تؤثر علينا جميعا. الأفة والمشكلة هي ما يطلقون عليه في مسرحنا المصري: الصراع بين الحرس القديم والجيل الجديد.. ومشكلة عواجيز مصر انهم مش قادرين يفهموا أن الأجيال الجديدة أفضل منهم وأعلم وأكثر ثقافة وعلم واتصال ومواكبة مع ما يدور من حداثة في العالم كله. في الرياضة هذه الأيام صراع وحرب ضروس بين الحرس القديم والأجيال الجديدة في الأندية الرياضية والاتحادات واللجنة الأوليمبية. الأسرة الرياضية الأوليمبية منقسمة الي عدة جبهات.. جبهة عواجيز تخطو »العمر الافتراضي«.. وجبهة جيل الوسط ممن هم تحت ال60 سنة، وثالثة وجوه جديدة »خالص« أعمارها ما بين ال50 وال60 سنة.. لن أتحدث عن العواجيز، ولا حتي عن جيل الوسط، وأؤيد وبشدة الوجوه الجديدة »خالص«، عسي أن يكون علي يدها الفرج.. الدكتور عبدالعزيز غنيم مثلا بطل ونجم ومدرب الملاكمة السابق الذي اقترب من عمادة كلية التربية الرياضية، والمهندس علاء جبر بطل السباحة والخماسي والهاوي المحترف لرياضة القوس والسهم، والدكتورة رانيا علواني أفضل سباحات مصر علي مر التاريخ.. كثيرون في ألعاب أخري كالجمباز والجودو والتايكوندو والسباحة وكرة القدم.. متعلمون ومثقفون لعبوا واكتسبوا خبرات وينتظرون الفرصة.. المطلوب من العواجيز أن يفتحوا لهم الطريق.. فمصر مثلما هي بلد »العواجيز«.. أيضا هي بلد الشباب.. شباب المستقبل.. فلا تنتظروا أن يخلعكم أحد، حتي لا تكون النهاية مثلما كانت نهاية: »اللي بالي بالكم«!