كثيرون هم الكتاب والرحالة والصحفيون الذي سجلوا رحلتهم لمصر في كتب، فلقد جذبت مصر وعاصمتها القاهرة إليها مئات الرحالة والمؤرخون والاعلاميين لزيارتها، والعيش فيها، ورغم أنهم جاءوا إليها كرحالة، سجلوا ودونوا مشاهدهم في تلك الرحلة، والتي تحولت بعد ذلك لكتب وقصص وحكايات، بعدها غاص وتسلل بصدق إلي أدق التفاصيل التي تكشف جوهر المصريين، وقلة قليلة هم فقط الذين سجلوا مشاهداتهم، ولكن الغالبية العظمي ممن زاروا مصر وقاهرة المعز، استطاعوا أن يغصوا ويتسللوا إلي أدق تفاصيل المجتمع المصري، مدفعين بحب وهوس بهذا الشعب. أيام كايرو بعيون مغربية للكاتب الصحفي المغربي عبدالعزيز بلبودالي والذي صدر مؤخرا وأقيمت له حفل توقيع بدار المعارف والتي تعد من أعرق دور النشر العربية، وأهم ما يميز هذا الكتاب ما تضمنه من حكايات وقصص كتبت بحب شديد وعشق خالص يذكرنا بكتابات الفرنسي ادوارد وليم لين الذي تعلم اللغة العربية وأصر علي دراسة طبائع الشعب المصري، فارتدي الزي التقليدي المصري وتخفي في زي مصري فوضع مؤلفة »عادات المصريين المحدثين وتقاليدهم». يحكي بلبودالي في كتابه مشاهداته أثناء زياراته التي قام بها لمصر في فترات مختلفة، وينقل فيه مشاعره المرتبطة باكتشافه كمغربي لأوجه الحياة لدي المجتمع المصري وجاء في تقديم كتبه لهذا المؤلف المكون من 271 صفحة، الإعلامي محمد عبدالرحمن برادة، الرئيس السابق لاتحاد الموزعين العرب، ومدير عام مؤسسة »برومو بريس، حيث قال أن الكاتب يعود بالقاريء الذي زار مصر ويعرفها إلي ذكريات جميلة في أماكن ومعالم ثقافية وأثرية وتاريخية فيها، ويجعله يتصفح من خلال هذا المؤلف »كتبا ساهمت في تكوين ذاكرتنا الأدبية مع أمير الشعراء أحمد شوقي وتوفيق الحكيم ويوسف السباعي، إلي أن تركب التاكسي مع الخميسي لنجد علاء الأسواني بباب عمارة يعقوبيان وكأنه يسائلنا: هل نستحق الديمقراطية؟ ويواصل برادة في مقدمته عن المؤلف بأن عبدالعزيز بلبودالي ينقلنا في مؤلفه أيضا إلي »المآثر والمتاحف والهوي والشباب مع محمد عبدالوهاب وعبدالحليم وأم كلثوم وفريد الأطرش وكل لآخرين حفظنا لهم مقاطع خالدة نرددها بغير مناسبات». الكتاب يحكي عن زيارات قام بها المؤلف لمصر في فترات مختلفة منذ 2009، الأمر الذي جعل منه نافذة بطل منها القاريء علي جغرافية مصر وملامح مكوناتها الاجتماعية والثقافية والفكرية، فضلا عن مقاطع مفصلية في الحياة السياسية بها.