كان صباح الجمعة الماضية نذيراً بحدث جلل بعد أن تجمع الآلاف عقب صلاة الجمعة أمام النادي المصري وانضم إليهم خمسة آلاف مشجع اسماعيلاوي رفعوا لافتات المصري والإسماعيلي ايد واحدة وهتف الحشد الكبير ضد اتحاد الكرة والنادي ومقدمي الفضائيات شلبي وشوبير وأصدروا بياناً قاموا سريعاً بتصويره وتوزيعه حددوا فيه أسباب وقفتهم رفضهم مقدماً لعقوبة الهبوط أو التجميد غير الموجودة في لوائح الفيفا واتحاد الكرة، وسارت المظاهرة لتقطع شارع سعد زغلول الذي يشق بورسعيد من أولها لآخرها ولتصيب الحركة المرورية في المحافظة بالشلل التام. وفور إعلان اتحاد الكرة لعقوبات المصري في الأحداث ليلاً، تجمع الآلاف مرة أخري أمام منطقة الاستاد ولم يكن التجمع هذه المرة للهتاف والتنديد ولكن كان لتنفيذ ما هددوا به في الصباح، وبالفعل انطلقت الحشود لتجبر أصحاب المحلات القريبة من الاستاد علي علق هذه المحلات، وفعلوا ذلك في كل المحلات الموجودة في طريقهم إلي مبني هيئة قناة السويس بعد أن حدد المتظاهرون وجهتهم إليها.. ولأن الأمر كان معلناً ويتعلق بالأمن القومي للدولة فقد حشد اللواء عادل الغضبان الحاكم العسكري للمحافظة قواته وأحكم غلق منطقة المبني الإداري لهيئة قناة السويس بسياج أمني من قواته وعزز هذه القوات جنود وضباط فرق الأمن التابعة لمديرية أمن بورسعيد بعد أن قطع اللواء سامح رضوان مدير أمن المحافظة راحته وعاد مسرعاً إلي بورسعيد ليكون في قلب الحدث. تحول الموقف إلي ما يشبه حرب الشوارع.. المنطقة المحيطة بمبني الهيئة إلي كروفر حيث أشعل المتظاهرون النار في إطارات السيارات الموجودة بالمنطقة، وقاموا بتهشيم سيارات الاسعاف، وألقوا بالحجارة وزجاجات المولوتوف علي الحاجز الأمني وتدافعوا للدخول إلي الهيئة لقطع الممر الملاحي فأطلقت الأعيرة النارية في الهواء لإيقاف الزحف، وفي دقائق تحول مسرح الأحداث إلي ساحة دماء حيث أعلنت البيانات الصادرة من د. حلمي العفني وكيل وزارة الصحة ببورسعيد عن وفاة صبي (13 سنة) يدعي بلال محفوظ متأثراً بجراحه إثر إصابته بطلق ناري، وكذلك 67 مصاباً بينهم 16 من قوات الجيش من الجنود وضابط برتبة رائد تم تحويلهم إلي المستشفي الميداني بمبني الهيئة وبقية المصابين استقبلتهم مستشفيات بورسعيد بينهم حالات حرجة وتم إسعاف الباقين وغادروا المستشفيات، وظلت الأمور ملتهبة حتي الساعات الأولي من الصباح إلي أن تمت السيطرة علي الموقف. وفي صباح السبت ذهبت أحلام كل البورسعيدية في عودة الهدوء أدراج الرياح حيث تجمع الآلاف مرة أخري أمام منطقة الاستثمار وأغلقوا الأبواب الجمركية ومنعوا وصول 25 ألف عامل إلي هذه المنطقة القريبة من منفذ الرسوه في الطريق إلي الإسماعيلية ومعظمهم من خارج المحافظة، واضطر اللواء سامح رضوان مدير الأمن إلي إعادة الأتوبيسات التي تقل العاملين حتي لا يحدث صدام من جديد، ولم يمنع تصرف مدير الأمن وحكمته في معالجة الأمر عن منطقة الاستثمار المتظاهرين من مواصلة الاندفاع نحو كل الميادين في المحافظة والتي تعد مركزاً مرورياً لشوارع كثيرة فأغلقوها وأصابوا الحركة منها وإليها بالشلل التام رافعين شعارات تهاجم اتحاد الكرة والنادي الأهلي وما سموه ب»فضائيات السموم«. الغياب التام لمجلس إدارة المصري المستقيل برئاسة كامل أبوعلي فإن التحرك الرسمي الوحيد جاء من المجموعة البرلمانية لمجلسي الشعب والشوري، حيث أكد البدري فرغلي وعلي درة عضوا مجلس الشعب ود. محمد صادق عضو مجلس الشوري أن أعضاء المجالس النيابية في حالة انقعاد دائم وأنهم طلبوا لقاء عاجلا مع الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء وقيادات المجلس العسكري لوقف الاحتقان المتزايد عن شعب بورسعيد الرافضين ونحن معهم جملة وتفصيلاً لعقوبة تجميد النشاط بالمصري والذي يعني ضربه في مقتل، وكذلك ضرب بورسعيد كلها وهو لا يختلف كثيراً عن عقوبة الهبوط بل لعله أهون. وقال البدري فرغلي إن دعوي عاجلة سنقدمها فوراً في القضاء الإداري ضد قرار اتحاد الكرة، وفي نفس الوقت سنقوم بتحريك ملفنا المعد سلفاً عند الاتحاد الدولي »الفيفا« عن طريق أحد المحامين العرب المقيمين في سويسرا ليقف الفيفا عند المخالفات الصارخة للوائح بتوقيع عقوبة التجميد والتي لا وجود لها في لوائحه والتي جامل فيها فريق أنور صالح (موظف النادي الأهلي) ناديه القديم وجماهيره. وبين الأحداث الملتهبة والدامية يكثف أعضاء مجلس الشعب الاتصالات بالدكتور عماد البناني رئيس المجلس القومي للرياضة لإعادة تشكيل لجنة مؤقتة برئاسة كامل أبوعلي مجلسه الأخير ليدير النادي حتي أقرب جمعية عمومية في 1/7 القادم وذلك لتدوير عجلة المصري المتوقفة بشكل كامل ولا يوجد توقيع معتمد علي الأوراق المالية والشيكات سوي للمدير المالي رجب عبدالقادر وذلك بعد استقالة مجلس كامل أبوعلي وحبس اللواء محسن شتا مدير عام النادي اختياطياً علي ذمة القضية. وقال رجب عبدالقادر إن سرعة تشكيل مجلس إدارة أو لجنة مؤقتة بات أمراً ملحاً من قبل المجلس القومي للرياضة لأن كل أمورنا مصابة بغيبوبة تامة ومصروفات المصري شهرياً تصل تقريباً إلي مليون ونصف المليون مابين رواتب وأجور عاملين ومصروفات شهرية ومكافآت لا نستطيع أن نقوم بصرف جنيه منها الآن لعدم وجود مجلس أو من يوقع علي الشيكات عندنا.