»ثقافة.. و تحضر .. ووعي .. وحس وطني .. ونبذ للتعصب«.. هذة هي بعضاً من المترادفات التي انتجتها مسيرة الالتراس الرائعة للمطالبة بحق الشهداء و اهاليهم في القصاص ، و هي المسيرة التي تجاوز عدد المشاركين فيها نحو العشرة الاف مشجع . فاجأ شباب الالتراس الجميع بكم ثقافتهم و نضجهم في تنظيم هذة المسيرة الحاشده التي ضمت طوائف من كل لون .. المسلم و المسيحي ، الابيض و الاسمر، الاولاد و البنات ، الشيوخ و الشباب ،الفقراء و الاغنياء ، كل الالوان من روابط الالتراس المختلفة الاحمر و الابيض و البرتقالي و الازرق و الاخضر .. الكل مجمع علي هدف واحد فقط هو التمسك بحقوق الشهيد ، و المصاب في القصاص من الذي اجرم في حقة ، من خلال ارسال رساله بهذا المعني للنائب العام في دار القضاء العالي. حرص منظمو المسيرة علي انتهاج نفس الطريق الذي اخذه الشهداء خلال رحلتهم للمباراة المشؤمه في بورسعيد عندما تأخرت الاتوبيسات التي استئاجرها الاهلي لنقلهم من امام النادي فمشوا من ميدان صالح سليم صاعدين كوبري 6 أكتوبر و بدلاً من الذهاب لمحطه مصر اتجهوا لمكتب النائب العام . و برغم الاعداد الكبيرة التي بدأت في التجمع منذ الثالثة عصراً و قبلها ، و برغم انه لم يكن هناك اي امن يؤمنهم، او حتي رجل مرور يحول اتجاه السيارات من مسارها ، الا انهم و امام عدسات المصورين العالميين و القنوات الاجنبية قاموا بعمل كل شيء بدون اي اخلال او تعدي علي ممتلاكات عامه او خاصة ، و حتي عندما حاول احد الصبية طرق جسم سيارة تصادف مرورها لحظة انطلاق المسيرة نهره الجميع مطالبينه بالصبر حتي لا ينتقد الكل . و كان شباب الالتراس في غاية الاستيقاظ عندما حاولت بعض الحركات السياسية الدخول في المسيرة و خطف قيادتها منهم باطلاق هتافات سياسية بعيدة عن هدف المسيرة ، فلم تجد هذة الحركات اي تعاطف او مسايرة لها ، فرجعت خائبة امام وعي شباب الالتراس ، الذي ضرب افضل مثال عندما رفض بل ووقف بقوة امام بعض المخربين الذين اندسوا وسطهم مطالبين بالقيام برشق نادي الشرطة المواجهة لبرج القاهرة في طريق المسيرة ، و لكنهم ايضا عادوا خائبين يجرون اذيال الهزيمة لعدم نجاح مؤامراتهم. و علي كوبري 6 أكتوبر كان المشهد رائعا من الكم الكبير من المشاركين في المسيرة التي تابعها من في النيل سواء في قارب صغير أو سفينة سياحية، او من يركب اتوبيس في ميدان عبد المنعم رياض ، ام في سيارتة متجهاً إلي الجيزة ، مع ترديد الشباب الهتافات علي دقات الطبول و انوار الشماريخ " مش هيضيع حق أي شهيد " " يا شهيد نام و ارتاح .. انا صاحي و مش هاسيب السفاح " ، " حرية .. حرية .. حرية " . و في التوقيت المحدد تماماً انتهت المسيرة و الوقفة الاحتجاجية امام مكتب النائب العام ، بل و قبل الوقت المحدد بساعة كامله خاصة مع عودة البعض من المندسين للمطالبه بالاعتصام في الاسعاف حتي يتم تنفيذ المطالب من تقديم الجناه للمحاكمه العادلة .. خاصة و ان اهالي الشهداء الذين تواجدوا في المسيرة اعطوا مهلة لاعلان نتائج التحقيقات الاولية . وحول القصاص من مرتكبي مذبحة بورسعيد أكد شباب الالتراس بأن صبر الجميع بدأ ينفذ سواء الجماهير أو أهالي الشهداء مشدداً بأنه حتي الآن الجميع يري الألتراس بصورة هادئة وإذا غضبوا فليحذر الجميع غضبتهم . و اثني شباب الالتراس علي عدد محدود من لاعبي الأهلي لقيامهم بالواجب تجاه أهالي الشهداء ، ليس فقط بالتبرع وإنما الوقوف بجانب أسر الشهداء .. بينما انتقدوا البعض الآخر حيث رآوا انهم لم يقدموا أي شيء "وسافروا للفسحه " مؤكدين انهم لم يكونوا ينتظرون منهم هذه التصرفات التي طعنتهم .و طالبت مسيرة الالتراس من مسؤلي الاهلي و القائمين علي احوال الكرة "رجاء بلاش دوري في الوقت ده خلاص مش عاوزين دوري ، محتاجين حق اخوتنا " و يترقب الكل التقرير النهائي للجنة تقصي الحقائق الذي سيصدر يوم الخميس القادم ، و تحقيقات النائب العام خاصةمع تأكيد فريق محامي اسر الشهداء بقيادة رجائي عطية ان الجناة سيقدمون للمحاكمه في اسرع مما يتصور في ظل الادلة و البراهين الدامغة التي قدمت للنيابة التي ألقت القبض علي نحو 250 من مشجعي المصري البورسعيدي يُشتبه في تورطهم بالمجزرة .