رغم مرارة المأساة وعمق الاحزان علي ضحايا المذبحة الكروية التي لم تشهد لها مصر مثيلا .. لايمكنني ان اتجاهل السؤال عمن وضع تلك اليافطة المسيئة التي اساءت لاهل ورجال مدينة بورسعيد .. من صنعها ومن وضعها بهذا الشكل المستفز في مدرجات ستاد بورسعيد . سحقا لهم ولمن شاهدها من مسئولي الاهلي المرافقين للفريق ومن مسئولي الاستاد نفسه ولايعفي من المسئولية الحكم الدولي فهيم عمر .. لم يتحرك لازالتها احد قبل ان تشعل البغضاء في القلوب. منكم لله جميعا! مخلص امين منذ أسابيع قليلة في نفس المكان مقالا كبيرا كان عنوانه اخايف علي الدوريب محذرا من مثل هذه النهاية المؤسفة لنشاط من المفترض فيه انه ترفيهي ومفعم بمشاعر الروح الرياضية .. واليوم اقولها بكل صراحة وحزن فليذهب الدوري الي الجحيم واليوم اقول اني اخايف علي مصرب. القلب مازال يبكي علي زهرة شباب مصر الذين اغتالتهم أيدي الغدر والقسوة والجهل والعصبية والتآمر والوحشية من أجل أغراض مشبوهة ملوثة بأسوأ معاني اللاإنسانية. رحم الله هذه الزهور التي اريقت دماؤها علي أرض ملعب لكرة القدم علي أيدي مجموعة من البلطجية مهما كان انتماؤهم وبصرف النظر عن هوياتهم .. واذا كانت الاوضاع غير المستقرة في البلاد لن تسمح بمعاقبتهم اشد العقاب فإن الخالق العظيم لن يغفل وحاشا لله عن معاقبتهم وعذابه أشد وأقوي وبإذن الله سينالوا عقابهم اليوم أو غدا. وكما اعتدنا - بكل أسف - خلال الأشهر الماضية .. عشنا ليلة جديدة كئيبة مازلت حتي اللحظة التي اكتب فيها هذه السطور اشعر بكل الاسي نتيجة لاحداثها الدامية التي تبعتها احداث غاية في السخونة والدموية في مناطق أخري من أرض مصر الطاهرة والتي ستعبر رغم قتامة الصورة الحالية من محنتها القاسية التي لم يكن يتوقعها أكبر المتشائمين. وبعد الاحداث الدامية في ستاد بورسعيد .. نصب بعض الاعلاميين سامحهم الله قعداتهم المريبة علي الشاشات وهاتك يا تحليل ليخرجوا علينا باتهامات متعجلة لهذا الشخص أو ذاك أو لهذه الجهة المسئولة أو تلك .. وتفرغوا للندب والولولة والبكاء والقاء التهم يمينا ويسارا والمطالبة بتشكيل اللجان المنبثقة عن لجان رئيسية للتحقيق والبحث عن كبش فداء والتحريض المقرف الذي أصبح يصيب الانسان بالغثيان. ما الذي يحدث في مصر الحضارة والتاريخ ومن هو الطرف الثالث الذي أصبح أشبه باللهو الخفي أو العفريت الذي يخيفون به العيال ومن هي تلك الفئة المندسة التي لم يعد لها هم الا اثارة الفتن وزرع الالغام في طريق الراغبين في استعادة الهدوء والاستقرار في مصر التي كانت حتي وقت قريب واحة للامن والامان والتي كنا نتمني ان تساعدها ثورة يناير المجيدة وان تأخذ بيدها نحو طريق التقدم بعد ازاحة رموز النظام البائد الذي جثم علي صدورهم لثلاثين عاما متصلة كانت مرشحة لزيادة كبيرة اذا تم مشروع التوريث اياه الذي اراد رب العزة ان يعصف به وبمهندسيه. الف »طظ« في الدوري الذي صدر قرار بايقافه لاجل غير مسمي .. مصر اكبر من كل شئ .. واكبر من الجميع .. ولان الله يحميها فانه كفيل باستئصال كل اذناب النظام البائد من كل المواقع علي اراضيها .. وكما ذهب الباغون فجأة واخذهم الله اخذ عزيز مقتدر فإنه سبحانه كفيل باخذ الاذناب والذيول والقائهم أسفل سافلين .. قولوا : يارب.