بكاء في ليلة الفرح هزتني دموع الرجل وهو يبكي الماضي الجميل الذي يشعر أنه لن يعود.. بكاء الحضري في ليلة تتويج الأهلي بدرع الدوري وشعوره بالذنب والندم كان صادقا ومن القلب.. جلس مع اللاعبين يشاهد القافلة الحمراء في يوم الفرح ويوم الحصاد.. الاهلي بطل الدوري للعام السادس علي التوالي.. الاهلي المنظومة الاسطورة في مصر يضع البسمة علي وجوه جماهيره العظيمة.. استعاد الحضري أعظم حارس مرمي في افريقيا ومصر والسد العالي شريط التاريخ والعظمة حينما كانت الجماهير الحمراء تحمله علي الاعناق مع البطيخة الحمراء الشهيرة ونداءها الشهير »ارقص.. يا حضري!«. بكاء الرجل يفتح ملفاً قديماً ولكنه يشدنا إلي ضياع قيم الانتماء والحب.. وهي سر عظمة أي منظومة نجاح.. كل الأجيال الحالية من لاعبي الكرة لا انتماء لهم إلا للفلوس.. من يدفع أكثر هو أبي وأمي . .. مبروك للاهلاوية.. وهذا ليس جديدا فالنادي الاهلي يعني التاريخ وتوارث البطولات.. أما الحضري فله كل الاحترام ولكن بصراحة لن يعود للأهلي مرة أخري . وقفت لحظات أمام الجماهير الحمراء في الشوارع بعد المباراة.. هم أبنائي وأبناء الوطن.. فرحانين سعداء مقبلين علي المستقبل بحماس مثل الجماهير البيضاء والصفراء والخضراء بعد كل انتصارات للفرق المصرية.. لم يتلوثوا بأفكار أهل السياسة وبعض ساقطي الهوية الاعلامية.. حينما يخرج أحد المرشحين للرئاسة ويهاجم أمريكا ويعلن انه لا يوجد مبرر لصمت واشنطن علي ما يحدث في مصر. وحينما يخرج نائب في البرلمان يطلب بضرب شبابنا بالرصاص لانهم مارسوا الديمقراطية من خلال المظاهرات.. وحينما يخرج صاحب قلم جاهل ومتعصب وعجوز ويهاجم احمد حسن وإحدي الشركات لان العلبة الحمراء خرج منها كلب أبيض مما يعني اهانة للزمالك.. ماذا ننتظر من هؤلاء الشباب سوي السخط والعصبية وصب غضبهم في الشوارع والمدرجات علي هؤلاء الأمثلة الساقطة.. وبعد ذلك نتهم الجماهير بالخروج عن الأخلاق.. اسقطوا الفاسدين أولا ثم حاسبوا شبابنا.