ما أجمل الانتصار.. وما أحلي لحظات الفرح وما أروع الإنجاز الكبير الذي حققته الرباعة المصرية الصغيرة أو الطفلة المعجزة سارة سمير التي أعطت درسا خصوصيا في أرقي فنون رفع الأثقال وخطفت الميدالية البرونزية من كبار أبطال العالم لأنها كانت علي قدر كبير من تحمل المسئولية والشعور بحجم أحلام ملايين المصريين واحتياجهم للفرح بعد مسلسل الفشل لباقي اللعبات الأخري التي شاركت في أوليمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل ويكفي أنها أبهرت العالم وأكدت أنها رباعة من طراز فريد تعرف طريق الانتصارات مبكرا وتسير علي دربه بكل ثقة واقتدار ونجحت في إعادة جمال وروعة عزف السلام الوطني للأذهان علي منصات التتويج الأوليمبية. حصولك علي لقب الأسطورة والميدالية البرونزية ماذا يعني لك؟ - اللقب أطلقه علي كل مسئولي بعثة أوليمبياد ريو دي جانيرو والجماهير والنقاد وهو وسام علي صدري ويعني أنني أسير في الاتجاه الصحيح فمن السهل الصعود لسلالم القمة في البطولات لكن من الصعب الاحتفاظ بها. ونجاحي في الحصول علي الميدالية البرونزية رفع من معنوياتي وزاد مساحة الثقة عندي وطموحاتي لحصاد ميداليات أفضل في البطولات الكبري القادمة. وأي الإنجازات أصعب بالنسبة لك؟ - أمنياتي وطموحاتي كبيرة في الحصول علي لقب بطلة العالم - وهنا يكون الحفاظ علي اللقب هو الأصعب بكل تأكيد لأن الأنظار ستتجه نحوي علي اعتبار أنني بطلة عالم ويتطلب مني بذل جهد أكبر ومضاعف في التدريبات كي أكون علي مستوي المسئولية وأظل محتفظة باللقب في حال الحصول عليه بإذن الله ولايغيب عني دائما حصولي علي ذهبية دورة الألعاب الأوليمبية للشباب في نتائج 2014، وهذا جعل بريق الذهب لايفارق عيني خلال مشواري التدريبي وأؤكد لن أتنازل عن حصاد الذهبيات في البطولات القادمة. وماذا تقصدين بالبطولات الأخري؟ - حلم المنافسة للفوز بلقب بطلة العالم حلم مشروع وتحقيقه ليس صعب المنال ولكنه في حاجة إلي بعض الوقت فأنا لم أتجاوز الثامنة عشرة من عمري وأمامي متسع من الوقت لتحقيق هذا الحلم وأدواتي هي التدريب الجاد والالتزام بنصائح وتعليمات المدرب والتركيز الشديد والإصرار. وهل هذه الأدوات تكفي؟ - أعتقد ذلك ولكني كما قلت في حاجة إلي بعض الوقت لأن المنافسة علي لقب الكبار أشد وأكثر صعوبة. وهل هناك معوقات تعترض طريقك؟ - لاتوجد معوقات خاصة أنني أنتمي إلي المؤسسة العسكرية صانعة الأبطال وهي التي ساعدتني بقوة واحتضنتي ووفرت لي كل أدوات اللعبة والمعسكرات المتميزة بجانب أنها لم تبخل علي بشيء خاصة أنني تدربت علي يد خبير عالمي صيني في الأثقال وأنا عمري 14 عاما، هذا بجانب أن كل مسئولي اتحاد الأثقال برئاسة محمود محجوب وكل الأعضاء وفروا لي ولغيري المناخ المناسب بشكل دائم للانسجام والإبداع في عالم الحديد كما أننا نمتلك مديرا فنيا علي درجة عالية من الكفاءة.. وهو الكابتن خالد قرني وفتحي جلال المدرب العام وعلاء السيد إداري الفريق وجميعهم استطاعوا أن يضعوا اللعبة علي خريطة البطولات العالمية. إنجازاتك هل أعطت منتخب الرجال دفعة معنوية؟ - كلنا دائما نلعب باسم مصر، وأي إنجاز يتحقق فإنه يصب في صالح الجميع ولاشك أن إنجازي الذي حققته مع الرباع البلدوز محمد إيهاب الذي نجح في التتويج بميدالية برونزية غالية. يمنحنا إحساسا بالتفاؤل والثقة والرغبة في السير علي نفس طريق النجاحات والتركيز لحصاد الذهبيات فيما بعد في الأوليمبياد القادمة بطوكيو 2020 نظرا لأن الصراع الأوليمبي غالبا ما يكون شرسا وعنيفا بين المشاركين من أبطال العالم. وماذا عن بدايتك مع رياضة الأثقال؟ _ للعلم أنا من أسرة رياضية عندما كنت في العاشرة من عمري كنت أرافق شقيقي محمد الذي يكبرني وهو ذاهب لنادي المؤسسة العسكرية وشاهدت تدريبات البنات في رياضة الحديد وبالفعل عشقتها رغم إعجابي برياضة كرة اليد والاسكواش وحينما لمست رغبة والدي ووالدتي في الدفع بي للتدريب داخل صالات الحديد سارعت بتحقيق رغبتهما ومن هنا بدأت علاقتي باللعبة. وهل تعتبرين فوزك بالبرونزية مفاجأة؟ بالنسبة لي شطبت من قاموس حياتي نهائيا أي معني لكلمة مستحيل، ورغم خروج لاعبي الملاكة والسباحة والمصارعة والكثير من الألعاب التي شاركت في أوليمبياد البرازيل إلا أنه زاد توقعي لحصاد ميدالية لكوني أعددت نفسي جيدا فنيا ونفسيا حتي أحقق حلما وإنجازا مشرفا لكل المصريين وأؤكد أن فوزي بالبرونزية في هذه الظروف الصعبة التي واجهت البعثة كان ردي علي كل المتربصين وهواة الصيد في الماء العكر. بصراحة بماذا تشعرين قبل الدخول في أي بطولة؟ أشعر بالقلق والتوتر وينتابني إحساس يكاد يدمر أعصابي ولكن تدريجيا يقل ويتحول إلي حماس كلما اقترب موعد المباراة، خاصة لإيماني بسعيي وراء هدف محدد ولا أنشغل بما يقوله أي شخص حولي. لمن تهدي انتصارك الغالي؟ أتوج به رأس مصر المحروسة وأهديه إلي الرئيس الأب عبدالفتاح السيسي والمهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة لاهتمامه البالغ بالألعاب الفردية الشهيدة، وأيضا لكل مسئولي المؤسسة العسكرية برئاسة اللواء د.مجدي اللوزي رئيس جهاز الرياضة العسكري.. وكل مسئولي اتحاد الأثقال واللجنة الأوليمبية وهناك إهداء خاص لأمي ست الحبايب صاحبة الدور الأكبر فيما وصلت إليه، وأهديه أيضا لكل عشاق رفع الأثقال الذين وقفوا بجواري وشجعوني كي أحصد هذه الميدالية الغالية. وما حكاية النيولوك الذي ظهرت به في منافسات البطولة؟ لم يغب عن أذني كلمات أغنية يا أغلي اسم في الوجود يامصر ووقتها أقنعني خطيبي رجب عبدالحي لاعب المنتخب القومي للأثقال الموجود ضمن البعثة في وزن 95كجم بارتداء غطاء الرأس لأظهر به في البطولة بصورة مختلفة واخترت اللون الأحمر مع الرداء الأسود وهو ما ظهرت به في فعاليات البطولة لكي تتشابه ملابسي مع ألوان علم مصر وكان رد الفعل مؤثراً وجيداً بحصادي للميدالية البرونزية وقلبي ولساني يرددان كلمات بلادي بلادي لك حبي وفؤادي. وما مدي تأثرك بحرمانك من الثانوية العامة ولأي مدي وصلت الحلول؟ بالفعل حرمت من أداء امتحان الثانوية العامة نظرا لأني كنت في معسكر ضمن برنامج استعداد للدورة الأوليمبية بريو دي جانيرو بالبرازيل حدث تعارض توقيت امتحانات الثانوية العامة مع برنامج الإعداد ومازلت أناشد المسئولين بالتدخل لحل مشكلتي خاصة أنني كنت العب باسم مصر وهذه مهمة قومية نجحت فيها وحققت فيها ميدالية أوليمبية غالية. وما ردك علي اقتراح الوزير بالاحتراف؟ احترم اقتراح المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة كونه يري أني بطلة حقيقية لديها كل مقومات الاستجابة لعالم الاحتراف ولكني أؤمن بمقولة "لايزال الوقت مبكرا" حتي أنفذ هذا الاقتراح وكل ما أتمناه حاليا أن ارتقي بمستواي لأصل لأعلي درجات التميز في اللعبة. أخيرا ماذا منحتك رياضة الأثقال؟ منحتني الشهرة والاستقرار كما منحتني أحاسيس جميلة لا يمكن نسيانها خاصة بعد الفوز ببرونزية أوليمبياد البرازيل 2016.. حيث شعرت بحالة فرح شديدة ظهرت علي كل مسئولي البعثة المصرية بداية من الوزير خالد عبدالعزيز وهشام حطب رئيس اللجنة الأوليمبية وشريف العريان نائب رئيس البعثة واللواء د.مجدي اللوزي رئيس جهاز الرياضة العسكري ود.علاء جبر سكرتير اللجنة الأوليمبية ومحمود محجوب رئيس اتحاد رفع الأثقال وباقي أعضاء مجلس إدارة الاتحاد ومدربي المنتخب هذا إلي جانب ما شعرت به من فرحة كل المصريين خلال حفلات التكريم وآخرها ما قام به وفد من لاعبي الإسماعيلي بزيارتي في منزلي بالإسماعيلية وأشادتهم بإنجازي الأوليمبي الذي يعد فخرا لمصر كلها وللإسماعيلية بصفة خاصة.