لم يعد هناك في الموسم الكروي المحلي إلا مباراة الأهلي والزمالك التي يمكن أن تكون ختاما معقولا للدوري.. أو نهاية »سودا» فوق دماغ الناديين واتحاد الكرة معا. طبعا.. نتيجة المباراة لن تقدم أو تؤخر.. فالأهلي استعدا اللقب.. والزمالك احتل المركز الثاني.. كلاهما في المكان الذي يتواجد فيه أغلب الوقت، أو بمعني أصح معظم المواسم. ورغم أن العملية محسومة، إلا أن اللقاء له أهميته الخاصة التي يتمتع بها منذ بدء المسابقة.. ولعل الكثيرون يحلو لهم أن يطلقوا علي المباراة جملة.. البطولة الخاصة!! هي بطولة خاصة فعلا.. في المنافسة التقليدية ، والزعامة المحلية بغض النظر عن أين ذهب الدرع.. وفي الشهرة والشعبية حيث أن الفريقين يحظيان بالجماهيرية الأكبر بين كل الأندية. إذن.. بطولة خاصة.. فنيا وجماهيريا.. وينبغي أن تكون أخلاقيا أيضا، وهذا هو الأهم من الناحية المنطقية، حتي يكون الاسم علي مسمي.. مباراة قمة. كم أتمني أن تمر المباراة علي خير، وأن يعمرها كل ما هو جميل في الرياضة، وأن تسود المحبة بين لاعبي الفريقين. وأن يضرب مسئولي الناديين المثل في القدوة، وأن يلتزم اللاعبون بالأصول والأعراف التي تقوم عليها »الكورة» في البلاد المتحضرة. وكم أتمني أن تكون هذه المباراة أيضا بداية لصفحة جديدة من العمل والتعاون المشترك الحقيقي بين الناديين.. لأنه بدون التفاهم بينهما ستظل كثير من القضايا معلقة.. ولن تجد حلا. وبما أننا مازلنا في أيام مباركة.. فانني أدعو الله أن يكون الاخلاص هو سمة العلاقة بين الأسرة الرياضية والكروية عموما.. وأن يكون الصدق هو أسلوب الحياة.. وأن يكون الحب هو المنهج والقيمة التي تحرص عليها القلوب. اسمع من يهمس في أذني.. ويقول: أنت واهم!! إذا كان ما أتمناه خيالا.. فمعذرة.. »يبقي طظ» في أي حاجة! .. وحتي يبلغ الوهم مداه.. أتمني أن تكن مباراة الأهلي والزمالك القادمة بعد أيام.. هي الأخيرة مع حيرة الملعب التي يرافقها.. ومع الجماهير التي تغيب عنها. يارب.. يلعب الأهلي والزمالك الموسم القادم باستاد القاهرة كما كانت منذ سنوات طويلة.. وبحضور الجماهير. أعرف أن اللعب باستاد القاهرة أسهل.. وأن الأصعب هو عود الجماهير الحقيقية للمدرجات لأن أسباب القلق ما تزال موجودة.. القلق ممن خربوا الرياضة ومازالوا يلعبون سياسة. ومازال »الطناش» معهم محيرا. عندما تجري مباراة القمة بالاستاد وبالحضور الجماهيري.. تكون مصر قد استردت كامل عافيتها!! من الذي سيقييم الدوري الكروي المصري.. ما هي سلبياته التي ينبغي التخلص منها، وما هي الايجابيات التي يمكن أن يتم دعمها.. ماذا قدم المدربون نظير »ما هبروا» وماذا قدم اللاعبون مقابل ما اغترفوا.. كيف أدت الفرق.. وما هي الخطط الأكثر جدوي مع طبيعة اللاعب المصري العظيمة كيف تأثر المستوي بضغط المباريات، ولماذا اختفت ظواهر عديدة في الملاعب مثل مهارة التسديد من بعيد. العملية تحتاج الي دراسات، واستثمار العلم لتطوير الأداء بعد الوقوف علي السلبيات.. ولكن بما أن »الفهلوة» وشغل الأونطة.. ثم »الهرتلة في الكلام»، والاستعباط في الكلام.. اذا كان كل هذا هو أسلوب التعامل مع كرة القدم أو الرياضة.. يبقي كل عام وأنتم بخير.. وعيد سعيد. لا أحد يستطيع أن يفهم ويستوعب جيدا ما يجري في الساحة الاعلامية والاعلانية.. وتحديدا ما يخص كرة القدم.. شركات تدخل.. وأخري تخرج.. هذا يشتري.. ثم يبيع.. وآخر يباع ثم يشتري.. شركة ترعي اتحاد الكرة أخري ترعي مسابقات خاصة باتحاد الكرة.. أحيانا البيع »توتالة» ونفهم أنه »توتالة».. ثم يظهر القطاعي. .. »هي دي» المأساة! أوشكت الدورة الأوليمبية بالبرازيل علي الانطلاق.. ما هي إلا أسابيع قليلة حتي يبدأ السباق الانسان الذي تقاس من خلاله حضارة الأمم. من سيمثلون مصر لهم كل الاحترام والتقدير.. فقد عملوا كثيرا وضموا أكثر.. وبذلوا الجهد الخارق، وحرموا أنفسهم من ملذات الحياة.. شقوا طريقهم للأوليمبياد دون أن يحصلوا علي ما يستحقوا ودون أن يعرفهم أحد.. وعندما يشرفونا بإذن الله.. ويحققوا ما نتمناه.. لن يصفق لهم أحد، لأن الكل يكون مشغولا بموسم الانتقالات الذي يغترف فيه من لم يحققوا شيئا لمصر منذ عام 1990.. فعلا.. قيراط حظ.. ولا فدان شطارة.