مئوية الزمالك ليست مباراة كرة القدم التي جرت أمام أتليتكو مدريد الاسباني، وإنما هي مشوار طويل من الإنجازات الرياضية وغير الرياضية عبر قرن من الزمان. لم تذهب هذه الجماهير الوفية والعظيمة إلي استاد القاهرة لتشاهد مجرد مباراة مع فريق ضيف، وإنما ذهبت لكي تعبر عن احترامها للكيان الكبير، الذي صنعه أجيال عريضة من النجوم والأبطال.. أما هذا الجيل الذي شارك في اللقاء فلم يحقق شيئاً أمام ما حصل عليه من المال والشهرة. لقد أصاب الفريق الكروي للزمالك عشاقه بالعديد من الصدمات والأزمات وأمراض عديدة مختلفة، ولم يتسم هؤلاء اللاعبون أو معظمهم بالوفاء والانتماء لناديهم، فلم يضيفوا إلا لجيوبهم فقط.. عكس فرق أخري أبرزها كرة اليد نجحت فيما لم ينجح فيه من استفادوا من نظام الاغتراف. عبر سنوات طويلة.. تألقت فرق السلة والطائرة واليد وتنس الطاولة وبعض الألعاب الفردية.. ولا تتسع السطور لسرد أسماء تلك الكوكبة من الأفذاذ الذين ارتبط تاريخهم بتاريخ نادي الزمالك.. ولكن للأسف الشديد لم يحظ هؤلاء بشيء من الشعبية التي تمتع بها لاعبو الكرة. إن شعبية نادي الزمالك الكروية صنعها جيل الستينيات الذي لم يستفد شيئاً.. ومن يجني ثمار هذه الشعبية هم الذين استفادوا من كل شيء. تحية إلي جماهير الزمالك التي أثبتت أنها نموذج للأصالة والوفاء في كل شيء.. وآن الأوان ل»بهوات« كرة القدم أن يكونوا علي مستوي المسئولية. التوقف الطويل للدوري الكروي سيكون مفيداً لأكثر من فريق، ولكنه كالعادة سيضر بفرق أخري، ومن سيستفيد ومن سيضار عليه أن يعيد حساباته الفنية، حتي يكون قادراً علي استئناف المسابقة بصورة أفضل. الاجتماع المرتقب بين روابط المشجعين وممثلي الأندية واتحاد الكرة، هو خط الدفاع الأخير عن سمعة البلد الكروية.. وهي جزء من سمعة البلد ككل. مطلوب مواجهة أزمة الملاعب والخروج عن النص وعن التقاليد بمنتهي الشجاعة، والأمر لن يقف عن لائحة جديدة، أو قانون، وإنما إلي رغبة مشتركة من الجميع لإعادة الصورة الحضارية للمستطيلات الخضراء. نتائج التحقيقات التي ستسفر عنها أحداث مباراة الأوليمبي والأهلي بالإسكندرية، وما صاحبها من انتهاكات وسلوك غير أخلاقي ستتفق مع تحقيقات أخري لمواقف مشابهة في مباريات أخري للوقوف علي الجناة الحقيقيين الذين يحاولون تخريب كل شيء جميل. بغض النظر عن شكل أو نتيجة مباراة مصر والبرازيل بالدوحة، إلا أن محلة الفائدة منها مادية فقط.. أما فنياً فالمردود محدود.
ال35 يوماً التي ستتوقف فيها مباريات كرة القدم لا يجب أن يتوقف فيها الحكام عن محاولة الارتقاء بمستواهم.. وهم قادرون.