مباراة جديرة بالدراسة! كاد الزمالك يفعلها، ولكنه لم يستطع.. وطالما أنه حاول واجتهد ولم يتمكن فلا فرق إذن بين أن يتخطي النجم الساحلي أو يخرج من الدور قبل النهائي للكونفيدرالية. بكل المعايير.. براڤو الزمالك. هذه.. من المرات النادرة والقليلة جداً أن تصفق الجماهير لفريق لم يصل إلي غايته بفوز يضمن له الاستمرار في مشوار بطولة، والسبب الأساسي طبعاً هو أن جموع البشر التي شاهدت مباراة الزمالك والنجم رأت أن بطل مصر دافع بكل قوة عن كبريائه نتيجة أن ما حدث في سوسة لم يكن إلا صدفة لا يمكن لها أن تتكرر. مباراة جديرة بالدراسة. ومع هذه الدراسة.. شكر وتقدير واحترام لفريق أصبح اليوم يعرف طريقه للإنجازات والبطولات، عبر الأسس والقواعد المتعارف عليها لصناعة الإنجازات وقهر المستحيلات. لم يكن أحد يتوقع أن يلعب الزمالك بدون علي جبر بعد خمس دقائق من اللقاء، بسبب تصرف متهور لا مبرر له، استحق عليه الكارت الأحمر فعلاً.. والمثير للدهشة أن الحكم بعد »ما قفشه» وأشهر له الكارت الأحمر، كان الكابتن علي ممثلاً رائعاً بإشارته وهو يكلم الحكم ويسأله »أنا». طبعاً أنت.. الذي وضعت فريقك وجهازك الفني في هذه الورطة.. ولولا أنهم جميعاً كانوا أبطالاً، ما شرفوا اسم الزمالك، ورفعوا رأسه في البطولة الافريقية، قبل أن يودعوها بكرامة. كان فوزاً مهماً.. بغض النظر عن التأهل من عدمه. ولأنني.. أكتب كلمتي قبل مباراة الأهلي وأورلاندو.. فكم أتمني أن يكون فرسان القارة السمراء، وأصحاب الرصيد الأكبر من الإنجازات والألقاب الافريقية قد تخطوا عقبة منافسهم الأقل منهم بكثير في المستوي والمعنويات العالية. والواقع.. أنه كانت لديّ ثقة هائلة في أن يحقق الأهلي فوزاً.. وعريضاً علي أورلاندو لأن الدوافع عند فتحي مبروك ورجاله متوافرة بقدر عظيم، وهي باختصار وفي عبارة واحدة.. الاحتفاظ ببطولة الكونفيدرالية التي تمثل تعويضاً عن خسارة الدوري والكأس. الأوراق الرابحة عند الأهلي تضمن له أسباب التفوق، ولكن من وجهة نظري الشخصية أري أن غياب العقل المفكر حسام غالي في الأسابيع الأخيرة كان مؤثراً في أداء الفريق بشكل عام، لاسيما أن الأهلي تحديداً في حاجة إلي صانع ألعاب مفكر مثل غالي. عموماً.. الأهلي كان ومازال يستطيع أن يعود. التحكيم.. يلعب دوراً مهماً في نتائج المباريات، وقرار واحد غير موفق يمكن أن »يقلبها» مثلاً قرار حكم النجم والزمالك في سوسة، عندما لم يحتسب ضربة جزاء لحازم إمام، والذي يتبعه حتماً طرد المدافع التونسي.. لو اتخذ الحكم هذا القرار، ونجح لاعب زملكاوي في تسديدها لأصبحت النتيجة 2/2، وتغيرت الصورة تماماً. هذا بالطبع.. لم يقلل من تفوق النجم في تلك المباراة واستحقاقه الفوز. مثل هذه القرارات، لها تأثيرها السلبي، وبقدر توفيق الحكم في لقاء الأهلي وأورلاندو.. بقدر ضمان نجاح الأهلي الذي كم تعرض هو الآخر للظلم في العديد من مبارياته الافريقية، وتحديداً أمام النجم والترجي التونسيين. وكما توقعت قبل لقاء الأهلي وأورلاندو.. أن الأهلي سيفوز، وسيلتقي مع النجم.. حينئذ سيكون بحاجة إلي العدالة التحكيمية في النهائي. يسألون كثيراً عن أسباب عودة الزمالك إلي مكانته بين كبار المنافسين علي البطولات.. محلياً وافريقياً.. والرد علي هذا السؤال يكمن في الروح القتالية التي كانت مفقودة.. وهاهي تفجر طاقات لاعبيه الذين أصبح لا خوف عليهم في استمرار إنجازات الألقاب.. وهي روح تشبه إلي حد كبير.. روح الفانلة الحمراء. عندما يكون لاعبو الزمالك والأهلي علي هذا النحو من المستوي والروح، فلاشك أن أكثر المحظوظين هو الأرجنتيني كوبر الذي سيجد المهمة أمامه أكثر سهولة.. لاسيما إذا كانت العلاقة بين لاعبي الأهلي والزمالك في معسكرات المنتخب علي أعلي درجة من المحبة. وأغلب الظن أن هذه العلاقة موجودة فعلاً وسيلمسها الجميع في المرحلة القادمة. كان الله في عون اللاعبين المصريين الذين يواصلون الموسم بالموسم.. دون راحة، وهو أمر في غاية الخطورة حيث يأتي وقت يصاب فيه هؤلاء النجوم بالتعب والإرهاق.. الأمر الذي يستلزم منهم أن يبذلوا جهداً أكبر حتي يتصدوا لهذه الحالة. وبالطبع.. مكتوب عليهم أن يستمروا وألا يتوقفوا.. فهاهم مع المنتخبات الوطنية في معسكراتها.. الأول والأوليمبي والعسكري، وبعد أيام السوبر الذي سيأتي في أعقاب معسكر المنتخب الأول بالإمارات لأداء مباراة زامبيا والسنغال، ومعسكر المنتخب الأوليمبي بالصين لأداء مباراتين.. إذن العملية تحتاج إلي خبرة شديدة في التعامل مع الإرهاق. وضح جداً.. أن الملاعب الخالية من الجماهير لها »بلاويها» وأن الحياة عندما تدب في المدرجات يصبح الأمر مختلفاً. بالتأكيد.. ساهمت الجماهير التي شاهدت لقاء الزمالك والنجم في دفع اللاعبين لكي يحرزوا ثلاثة أهداف كان يمكن أن تزيد إلي أربعة أو خمسة.. وحضور جماهير في مباراة الأهلي وأورلاندو كان أيضاً لها دورها في الشكل.. ويارب يكون في المضمون.ولماذا تذهب بعيداً.. هل تذكرون نهائي الكونفيدرالية بين الأهلي وسيوي سبورت بالقاهرة.. صاحب الإنجاز الأول كان الجمهور الذي ظل يشد علي أزر لاعبيه الأقل كفاءة ومستوي من سيوي سبورت إلي أن عملها المتعب عماد متعب في الثواني الأخيرة. نعم لعودة الجمهور المحترم.. وليس المجرم.