ما تسبنيش والنبي .. لو سبتنى هقع وهموت مات حسين و أُصيب محمود هذا الحوار المحزن لم يستغرق سوى ثوانٍ قليلة، ولكنه يلخص فى معناه ومبناه شخصية المصرى الأصيل الذى يضحى بنفسه من اجل ان يعيش رجل آخر لديه التزامات وأولاد، دموع هذا الرجل الذى أصيب فى أحداث مباراة الزمالك وانبى بالاستاد، الأحد الماضي، لم تجف الى وقتنا هذا، رأى الموت بعينيه ولكن الصبي الذى حاول إنقاذه، يطلب منه أن يتركه ليعيش هو من أجل أبنائه! هذا الموقف لن ينساه محمود طيلة حياته، ومعظم المصريين أيضا سيتذكرونه مثلاً على معدنهم العجيب ودعونا نتامل كيف بدأت الكارثه وكيف انتهت بعد أن أعلن للجميع ان مباراة الزمالك وانبى مفتوحه للجميع من أجل تشجيع نادى الزمالك على الرغم من تحديد تذاكر للدخول ، وبالفعل تداولت الأوساط الرياضية بشرى أن الدخول للجميع، تحرك المشجعون فى طريقهم لمشاهده المباراة وتشجيع ناديهم وفي مقدمتهم بالطبع، الالتراس الزملكاوى "وايت نايتس " وكانت المفاجأة التى أحزنت وأغضبت الجماهير، أن الدخول لمن يحمل التذاكر فقط ! ومن هنا بدأت الكارثة وتبعها إحراق سيارة شرطة، التى عجزت الشرطة عن حمايتها، وسقط أول قتيل وهنا اشتعلت المعركة التى بدأت بوادرها بعدم دخول المباراة وبدلا من ان تقوم الداخليه باحتواء الأمر وتسمح للجماهير بالدخول بعد عمليات التفتيش المشددة للمشجعين بدأت فى المنع وازدحمت البوابات وبدأت الأمور تدخل فى حيز العنف، ولكن الأفدح أن إداره نادى الزمالك تعنتت فى دخول المشجعين بعد استطلاع رأيهم، وهو ما زاد الطين بله واتجهت الأحوال الى غير ما نرغب و نريد، و الحياه تغيرت فجأة والأمور تبدلت ، وكأن هناك حرباً نشبت بين الشرطه والمشجعين، الكل يبحث عن حقه ولكن كيف كثيرون يتهمون الشرطة بإطلاق النيران ودليلهم على ذلك الفيديوهات ويقولون انها لا تكذب، وان الشرطة ضربت الخرطوش والغاز ، لكن حين رأينا الفيديوهات وجدنا ان ماتم اطلاقه ليس خرطوشًا أو طلقات رصاص، بل هى قنابل غاز ومحدث صوت، لكن المهيجين من هنا وهناك و أصحاب الأغراض الدنيئة نجحوا في إثارة الاحتقان! بققي أن بيان الداخلية، لم يكن شافيًا للرأى العام، ولكن كيف يكون الحل، الداخلية تنفذ القانون وتمارس سلطاتها، والمشجعون يريدون ممارسة حقهم أيضًا، دون أن يسقط منهم أبرياء، هل نستطيع القول أن المؤامرة انتهت بعد أن نفذ المتربصون افعالهم الخسيسة، وأصبح الجميع فى حسبة برما، كيف سنكون وإلام نسير بالوطن، رغم كل شيء سنكون ونبقى و تبقى مصر رغم مؤامرات الحاقدين.